على غِرار الأدب الفرانكفوني المكتوب باللغة الفرنسية من قبل أدباء غير فرنسيين من العرب والأفارقة والكنديين والبلجيكيين، ظهر الأدب الأنجلوفوني ضمن أشكال الأدب الإنجليزي الذي أثرى مكتبة المنفى وأدب المهجر من خلال كتابات العديد من الكُتّاب حول العالم والذين عاشوا في الدول التي شكلت مستعمرات بريطانية في وقت من الأوقات أو في بريطانيا أو أستراليا أو غيرها من الدول الناطقة بالإنجليزية حول العالم.
مفهوم الأدب الأنجلوفوني
يشير مصطلح الأدب الأنجلوفوني أو الأدب الناطق باللغة الإنجليزية (بالإنجليزية: Anglophone Literature) إلى كافة الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الإنجليزية التي أنتجها كُتاب من دول كانت مُستَعمَرة تابعة للمملكة البريطانية، باستثناء الولايات المتحدة، أو هو كافة الكتابات الإنجليزية ذات القواسم اللغوية المشتركة المكتوبة من قبل العديد من الكُتّاب في مختلف الدول التي خضعت للاستعمار البريطاني، والمُعترف ضمن خطابه النقدي بأن الحكم البريطاني والأشكال المعاصرة للإمبريالية تشكل عناصر أساسية له ولموضوعاته، والذي يعرض العديد من الأحداث في سياقات تاريخية وسياسية وثقافية متباينة.
ويشترك الأدب الأنجلوفوني إلى حد بعيد مع أدب الكومنولث وأدب ما بعد الاستعمار والأدب الإنجليزي، ويعرف أدب الكومنولث (بالإنجليزية: Commonwealth Literature) بأنه كافة الأعمال المكتوبة باللغة الإنجليزية في المستعمرات البريطانية السابقة أو في الأماكن التي كانت تتمتع بوضع السيادة البريطانية وهو ما يعرف بالأدب الإنجليزي الحديث المتميز بنمطه الخيالي في سرد الأحداث التي تنتمي لتاريخ ثقافي سياسي وأنماط معينة متكررة وعرضها.
التوزيع والنطاق الجغرافي للأدب الأنجلوفوني
أُنتج الأدب الأنجلوفوني منذ عام 1850 وحتى اليوم في العديد من المناطق والدول حول العالم وتُصنف الكتابات في مناطق إفريقيا وجنوب آسيا ومنطقة البحر الكاريبي ومناطق الشرق الأوسط (الدول العربية) من ضمن الأدب الأنجلوفوني، وفيما يأتي نظرة عامة على كل منها:
الأدب الأنجلوفوني الإفريقي
أنتج الأدب الأنجلوفوني الإفريقي في دول غرب إفريقيا الخمس التي عُرفت باسم مناطق إفريقيا الناطقة باللغة الإنجليزية وهي غامبيا وسيراليون وليبيريا وغانا ونيجيريا، إضافة إلى جزء من الكاميرون، وهي البلدان المنفصلة عن البلدان الفرانكوفونية وجنوب السودان.
الأدب الأنجلوفوني جنوب آسيا
أنتج الأدب الأنجلوفوني في العديد من دول جنوب آسيا التي سمحت بتتبع التعددية الثقافية التي شهدتها تلك المناطق، خاصة في ماليزيا وسنغافورة، ويشار إلى أن الأدب الأنجلوفوني في جنوب آسيا خلق مشكلة الهوية والانتماء في مرحلة من المراحل حيث سمحت التعددية الاستعمارية بالخلط بين الأمة والعرق بهدف إظهار الدول القومية متعددة الثقافات، كما الولايات المتحدة الآن، كقوة استثنائية سياسية عالمية، لكن يمكن القول إن الأدب الأنجلوفوني جنوب آسيا اليوم عطل استراتيجية الخلط بين العرق والأمة للحفاظ على الهوية الخاصة به.
الأدب الأنجلوفوني الكاريبي
يعرف الأدب الأنجلوفوني الكاريبي بأنه الأدب المكتوب والمنتج في مناطق جزر الهند الغربية البريطانية سابقًا والمعروف أيضا باسم الأدب الأنجلوكاريبي أو أدب غرب الهند كما ذكرت العديد من المصادر التاريخية.
الأدب الأنجلوفوني العربي
يشير مصطلح الأدب الأنجلوفوني العربي (بالإنجليزية: Arab Anglophone Literature) إلى كافة الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الإنجليزية من قبل أدباء ذوي أصول عربية، والذي تعود جذوره إلى بدايات القرن العشرين ميلادي، ويذكر أن العديد من الكتاب العرب أثروا مكتبة الأدب الأنجلوفوني وخاصة في مجال الرواية ومن أبرزهم جبران خليل جبران وإبراهيم جبرا وهشام مطر وخالد مطاوع وليلى أبو العلا وغيرهم العديد، وبرزت العديد من الموضوعات في الأدب الأنجلوفوني العربي التي من أهمها:
- قضية الشرق والغرب
- الهوية
- العلاقة مع الآخر
- اندماج العربي في المجتمعات الغربية
- المهاجرون
- اضطهاد المرأة
- جرائم الشرف
وفرض الأدب الأنجلوفوني العربي وجوده على القارئ الغربي، خاصة على كل المهتمين بالدراسات ما بعد الكولونيالية (وهي الدراسات المهتمة بتأثير الاستعمار الجديد المعاصر وتأثير تاريخ الاستعمار على البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية على المجتمعات).
ويذكر أن الأدب الأنجلوفوني العربي كُتِبَ على نحو أساسي من قبل أدباء يقيمون في المهجر، خاصة في بريطانيا أو أستراليا أو في الولايات المتحدة، والذين تجمعهم عدة خصائص مشتركة وهي:
- استخدام اللغة الإنجليزية بتصنيفها لغة ذات فائدة مزدوجة من قبل كافة الكتاب العرب في العديد من الدول، فهي وسيلة تسهم في إنجازهم الأدبي وتساعدهم على شهرتهم ورأوها وسيلة سهلت عملية التواصل مع جمهورهم الجديد في الدول التي هاجروا إليها أو هاجروا منها أو شكلت منفى لهم.
- برع الأدباء العرب في مختلف الدول السابق ذكرها في استخدام اللغة الإنجليزية إلى درجة فاجأت العديد من نقاد الأدب الغربيين الذين أشادوا بأداء العرب وتمرسهم في استخدام اللغة الإنجليزية وتوظيفها في المجال الأدبي.
أشهر أدباء الأدب الأنجلوفوني
أدباء الأدب الأنجلوفوني الإفريقي
برز العديد من الأدباء الأفارقة الناطقين بالإنجليزية ومن أبرزهم:
- بيتر أبراهامز
- تشينوا أتشيبي
- أما أتا أيدو
- آي كوي أرماه
- آلان باتون
- وولي سوينكا
أدباء الأدب الأنجلوفوني الكاريبي
- إدوارد كاماو براثويت
- بيريل جيلروي
- ويلسون هاريس
- إيرل لوفليس
- صموئيل سيلفون
- ديريك والكوت
أدباء الأدب الأنجلوفوني جنوب آسيا
- مالك راج أناند
- روسكين بوند
- روهينتون ميستري
- بهاراتي موخرجي
- روبندرونات طاغور
أدباء الأدب الأنجلوفوني العربي
- أمين الريحاني
برز أمين الريحاني ضمن أشهر الأدباء الأنجلوفونيين وهو لبناني الأصل ولد عام 1876م وتوفي عام 1940م، ويعد أحد مؤسسي الرابطة القلمية (جمعية أدبية أنشأها أدباء مهاجرون ذوو أصول سورية ولبنانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في نيويورك) وأحد منظري القومية العربية، وأنتج الريحاني ما يقارب 29 عملًا باللغة الإنجليزية، إضافة إلى العديد من المؤلفات باللغة العربية، وأنتج العديد من الأعمال في مجال الترجمة والشعر والسياسة والتاريخ والفكر، ومن أهم مؤلفاته الإنجليزية زنبقة الغور وجادة الرؤيا وأغاني صوفية واللزوميات وجيهان وكتاب خالد.
وبرز العديد من الأدباء العرب على غرار أمين الريحاني، ومن أهمهم:
- جمال محجوب
- رابح علم الدين
- مهجة قحف
- فادية الفقير