يشير مصطلح الأدب البوذي (بالإنجليزية: Buddhist Literature) أو التريبيتاكا (بالإنجليزية: Tripitaka) إلى مجموع النصوص الدينية المقدسة التي تناولت التعالم البوذية وحياة بوذا، وتُقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية أو سِلال وهي:

سوتا بيتاكا (Sutta Pitaka)

تضم سوتا بيتاكا أكثر من 10 آلاف نص يتعلق بحياة بوذا ورفاقة المقربين، ويعود تاريخه إلى 400 ق.م الميلاد، وأرّخه مجموعة من العلماء تحت رعاية الملك أجاتاشاترو (بالإنجليزية: Ajatashatru).

فينايا بيتاكا (Vinaya Pitaka)

يضم فينا بيتاكا القواعد الرهبانية لكل من الرهبان والراهبات وينقسم إلى ثلاثة أجزاء وهي:

  • سوتا فيبانجا (بالإنجليزية: Suttavibhanga): وهو الرمز الأساسي للنظام الرهباني، ويحتوي هذا الجزء على 538 قاعدة رهبانية مقسمة إلى 227 قاعدة للرهبان الذكور و311 قاعدة للراهبات الإناث.
  • خانداكا (بالإنجليزية: Khandhaka): ويعد خانداكا الكتاب الثاني من فينايا بيتاكا ويضم مجلدين أساسيين هما ماهافاغا المخصص لبوذا وتلاميذه العظماء وكولافاجا الذي يتعامل مع المجالس البوذية ومؤسسات مجتمع الراهبات وقواعد المجتمع البوذي بصورة عامة.
  • باريفارا (بالإنجليزية: Parivara): ويعد باريفارا جزءً ملخصًا لكل ما ضمه الجزء الأول والثاني من فيانا بيتاكا وهو أحدث الكتب في الأدب البوذي الذي يضم العديد من الأسئلة والأجوبة.

أبهيداما بيتاكا (Abhidhammapitaka)

يتعامل هذا الجزء من الأدب البوذي مع فلسفة بوذا وعقيدته إلا أنه لا يضم الأطروحات الفلسفية الممنهجة ويضم سبعة أجزاء يعتقد العديد من العلماء أنها تمثل كلمات بوذا نفسه والتي تؤلف القانون البوذي.

تاريخ الأدب البوذي

حُفِظَ الأدب البوذي شفويًا أول الأمر إذ لم تكن الكتابة شائعة في الوقت الذي نشأت فيه البوذية وتعاليمها، وشكل الأدب الشفهي الشكل الأول لهذا الأدب الذي تم تناقله بين الرهبان بعد وفاة بوذا فذُكرت فيه تعاليمه والقواعد التي لا بد من اتباعها في مجتمع الرهبان، وفي فترة لاحقة بدأ تدوين الأدب البوذي وفيما يأتي تفاصيل ذلك:

بداية التدوين

بعد أن أصبحت الكتابة متاحة وشائعة في القرن الأول قبل الميلاد عمد المجتمع الرهباني البوذي للتعامل مع الأدب الشفوي وتدوينه خوفًا من ضياعها أو فقدانها خاصة أن العديد من العوامل ظهرت خلال تلك الفترة مثل الحروب والمجاعات التي هددت بفقدان هذا الأدب، وعليه تم تدوين أول كتاب مقدس، وشكلت هذه الفترة بدايات ظهور الأدب البوذي في جزيرة سريلانكا ودونت النصوص البوذية وفقًا للسلال الثلاث الرئيسية التي تم ذكرها.

لغة التدوين

تم تدوين النصوص البوذية الأولى باللغات الهندو آرية المختلفة مثل اللغة البالية والغاندارية والسنسكريتية، ومن ثم ترجمت إلى البوذية الصينية والتبتية القديمة، خاصة بعد انتشار البوذية خارج الهند، وتجدر الإشارة إلى أن الأدب البوذي لم يعد موجودًا بشكل كامل بلغته الأصلية السنسكريتية في فترات لاحقة من التاريخ.

مخطوطات غاندهاران

مخطوطات غاندهاران أو مخطوطات البتولا من غاندهارا هي مخطوطات مصنفة ضمن الأدب البوذي ويعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي وتضم تعالم بوذا الأساسية، والتي حلت محل التعاليم التي كانت سائدة قبل القرن الأول ميلادي.

سوترا كمال الحكمة

تعد سوترا كمال الحكمة أحد أشكال الأدب البوذي التي تضم ما يقارب 100 ألف سطر، وهي الأطول في الأدب البوذي وتتضمن 40 نصًا يركز على عقيدة الفراغ أو العقيدة التي يمكن من خلالها الوصول إلى الإدراك والوجود الذاتي والتي شاعت في جميع المناطق التي ضمت الشريعة البوذية.

لوتس سوترا اليابانية

تعد لوتس سوترا أحد أهم أشكال الأدب البوذي في شرق آسيا التي يراها العديد من اتباع البوذية ملخصًا لكافة تعاليم بوذا.

الترجمة إلى الصينية

كانت اللغة السنسكريتية هي اللغة القياسية في الهند حيث استخدمت بشكل كبير في تدوين الأدب البوذي، وفي القرن الثاني ميلادي ترجمت سوترا كمال الحكمة، ومن ثم ترجمت العديد من النصوص البوذية إلى الصينية، وفي نهاية القرن الرابع ميلادي وُضع دليل شامل للكتابات البوذية لحمايتها من المحتالين، وهو دليل يغطي جميع الترجمات البوذية الصينية والأعمال التي تجسد نفس التعاليم حيث ضم آنذاك أكثر من 1000 عنوان.

الترجمة إلى التبتية

في أواخر القرن الثامن ميلادي بدأ التبتيون بترجمة الأدب البوذي من السنسكريتية والصينية إلى التبتية واستخدمت في فترات لاحقة من القرن الحادي عشر ميلادي الطباعة في تسريع عمليات الترجمة وحفظها من قبل التانغوت الذين عاشوا في الحدود الشمالية الغربية للصين وأخمدت قوتهم من قبل المغول في القرن الثالث عشر ميلادي، ويذكر أنه خلال حكم سلالة مينغ الصينية تم جمع قانون التبت (كانجور) المعروف بأنه كتاب يضم جميع كلمات بوذا والذي انتشر في الصين أكثر من التبت لاحقًا.

النصوص البوذي الفرعية

يعد الأدب البوذي واسعًا ومعقدًا ويصعب تحديده تمامًا خاصة مع انتشار البوذية وتطور التدوين فيها، إذ تشير العديد من المصادر الأدبية والتاريخية إلى أن النص البوذي يضم أقسامًا فرعية أخرى إلى جانب السلال الثلاث الرئيسية التي تم ذكرها آنفًا وفيما يأتي ذكرها والتعريف بها:

  • جاتاكا (Jatakas)

تعد حكايات جاتاكا أحد أشكال الأدب الشعبي في الهند والتي تضم حكايات الولادات السابقة لبوذا ضمن قصائد عدة، ويشار إلى أنه يوجد 547 قصيدة في اللغة السنسكريتية تعرف اسم جاتاكا مالا وفي الصينية تعرف باسم سادوك (Sadok).

  • ميليندا بانها (Milinda Panha)

يعني مصطلح "ميليندا بانها" أسئلة ميليندا، وهو شكل من أشكال النصوص البوذية الذي يحتوي على حوار الملك ميندر، وهو أحد ملوك الهند اليونانيين، وراهبه البوذي ناجاسينا ويعود تاريخ هذا النص الأدبي إلى القرن الأول قبل الميلاد والذي كتب بداية باللغة السنسكريتية وتوجد منه نسخة واحدة فقط في بالي السريلانكية وطبع في المجلس البوذي عام 1954م.

  • ديبافامسا (Dipavamsa)

تعني كلمة ديبافامسا تاريخ الجزيرة، وتعد نصوص ديبافامسا أقدم النصوص ذات الصلة بالأدب البوذي التي جمعت في القرن الثالث قبل الميلاد، وهي فرع من فروع الأدب المالي البوذي التي توضح تفاصيل تعاليم بوذا وخطباته في سريلانكا.

  • ماهافاستو (Mahavastu)

تعني كلمة ماهافاستو الحدث العظيم، وهو أحد الأعمال النثرية البوذية المكتوب باللغة السنسكريتية والبالية، والذي يعرض تفاصيل معجزات بوذا وحياته.

  • بوذا شاريتا (Buddha Charita)

يعد بوذا شاريتا أحد الأعمال الملحمية السنسكريتية الذي ترجم إلى اللغة الصينية عام 420م والذي يتعامل على نحو أساسي مع حياة بوذا.

  • لاليتافيستارا (Lalitavistara)

يعد لاليتافيستارا أحد النصوص السنسكريتية البوذية الذي يعرض بشكل أساسي سيرة بوذا الذاتية.

  • أودانافارجا (Udanavarga)

يعد أودانافارجا أحد النصوص البوذية المبكرة المكتوب باللغة السنسكريتية والذي يضم العديد من الآيات التي تنسب إلى بوذا وتلاميذه.