شَكّل الأدب في مختلف الحضارات حول العالم انعكاسًا حقيقيًا لمظاهر الحياة الاجتماعية المختلفة، ويشار إلى أن الأدب (بالإنجليزية: Literature) مشتق من الكلمة اللاتينية "Litaritura" والتي تعني الكتابة المنتظمة باستخدام الحروف، إذ كانت الكتابة وسيلة طُوِّعت بصورة أدبية لنقل فكرة أو موضوعِ ما لدى مختلف الشعوب.

 وهنا برز الأدب الإنجليزي كأحد أهم أنواع الأدب العالمي والذي كان في بادئ الأمر  يحقق غايات ترفيهية إلا أنه مع مرور الوقت أصبح يظهر  للجمهور لغايات اجتماعية وإصلاحية، ويشار إلى أن الأدب الإنجليزي يشكّل في وقتنا الحاضر أحد أهم المصادر  لدراسة تاريخ طبيعة الحياة في كل من إنجلترا واسكتلندا وغالة.

مفهوم الأدب الإنجليزي

الأدب الإنجليزي (بالإنجليزية: English Literature) هو مجموع الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الإنجليزية والتي أنتجها سكان الجزر البريطانية بما في ذلك أيرلندا في القرن السابع حتى هذه اللحظة، والجدير بالذكر أن الأدب المكتوب باللغة الإنجليزية خارج الجزر البريطانية لا يصنف من الأدب الإنجليزي وإنما يعامل معاملة أخرى ضمن الأدب الأمريكي والأسترالي والكندي والنيوزلندي.

تاريخ الأدب الإنجليزي

يعود تاريخ الأدب الإنجليزي إلى العهد الجرماني وتحديدًا للمستوطنين الأنجلوسكسونيين، إذ ظهرت حينها الملحمة الشعرية بياولف (بالإنجليزية: Beowulf) كأقدم الأعمال الأدبية الإنجليزية وأشهرها، ومن الجدير ذكره أن الأدب الإنجليزي مر عبر ثماني مراحل أساسية وفيما يأتي ذكرها والتعريف بها:

  • الأدب الإنجليزي القديم (700 - 1150م)

تميز الأدب الإنجليزي القديم باستخدامه اللغة الإنجليزية القديمة (بالإنجليزية:  Old English) التي من الصعب على المتحدثين باللغة الإنجليزية الحديثة فهمها، ويشار إلى أن أول الأعمال الأدبية الإنجليزية أنجزت عام 700م من قبل عدد من الرهبان، كما يُعتقد، والتي تعرف بقصيدة بياولف، إلا أنها وجدت بصورة شفوية قبل ذلك.

  • الأدب الإنجليزي الأوسط (1150 - 1485م)

عُرف الأدب الإنجليزي الأوسط بأنه نقطة تحول بين الأدب القديم والأدب الحديث، إذ تميز باختلافه عن الأدب القديم من حيث استخدام اللغة التي يمكن قرائتها والتعرف عليها بسهولة، ومن الجدير ذكره أن الأدب في هذه الفترة تميز  بقلة الإنتاج ويعود السبب في ذلك إلى انخفاض معدلات القراءة والكتابة لدى عامة الشعب آنذاك.

  • أدب النهضةالإنجليزية (1485 - 1660م)

يشير عصر النهضة إلى الإحياء والولادة الجديدة في الأدب الإنجليزي إذ طرأت العديد من التغيرات على الحياة الاجتماعية والزراعية والصناعية والتي انعكست بصورة كبيرة على الأدب الانجليزي، ومن الجدير ذكره أن أبرز الأدباء في هذه الفتر هو وليام شكسبير، إذ أنتج خلال هذه المرحلة ما يقارب 38 مسرحية و145 سونيتًا (قوالب موسيقية)، والتي لا تزل باقية حتى يومنا هذا.

  • أدب ترميم اللغة الإنجليزية أو الأدب الإنجليزي الكلاسيكي (1660 - 1750م)

تميز الأدب الإنجليزي في هذه الفترة بتعبيره عن الاحتجاجات الشعبية عن الأوضاع السياسية وحالة عدم الاستقرار المنتشرة آنذاك، ويُعد الكاتب الأيرلندي جونثان سويفت أشهر كُتّاب هذه المرحلة إذ أنتج العديد من الأعمال التي انتقد فيها عناصر المجتمع الأوروبي.

  • الأدب الإنجليزي الرومانسي (1789 - 1837م)

تُعدّ الفترة الرومانسية في الأدب الإنجليزي الأكثر ازدهارًا والتي شكّلت ثورة حقيقة على الأدب الكلاسيكي، إذ كانت هذه الفترة أساسًا لإنتاج الشعر الإنجليزي وانتشاره إلى جانب القصص الغنائية، وتميز الأدب في هذه المرحلة ببساطة ألفاظه وملامسته للحياة اليومية إذ نقل موضوعات يومية متعددة، ومن الجدير ذكره أن الأدب الإنجليزي الرومانسي كان الأساس لإنتاج الرواية القوطية.

  • الأدب الفيكتوري (1837 - 1901م)

انقسم الأدب الفيكتوري إلى قسمين، الفترة الفيكتورية المبكرة والتي تميزت بإظهار نهج موحد تجاه القضايا من قبل الأدباء مما جعل الأدب في هذه المرحلة يظهر بطريقة متجانسة ويمتلك ذات القيم الاجتماعية والأدبية والأخلاقية.

وبعد ذلك وتحديدًا ما بعد عام 1870م، بدأت الفترة الفيكتورية المتأخرة والتي هدفت بصورة أساسية لإظهار الغاية الجمالية في الأعمال الأدبية إذ دمجت بين الكلاسيكية والرومانسية.

  • الأدب الإنجليزي الحديث (1901 - 1945م)

تميز الأدب الإنجليزي الحديث -بداية القرن العشرين- بمعارضته للموقف العام للكتابة الفيكتورية، إذ نظر للمُثل والتقاليد الفيكتورية على أنها نوع من أنواع النفاق وفيها الكثير من السطحية، ليظهر بشكل جديد معبرًا عن الأخلاق والقيم الروحية والعقلية، وخاصة تلك التي كانت تتعارض مع الفيكتوريين.

  • الأدب المعاصر ( 1945- حتى يومنا الحالي)

تميز الأدب الإنجليزي المعاصر بظهور اتجاهات جديدة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، إذ برزت الرواية بشكل جلي لتنقل شكل الحرب والمعاناة، خاصة بعد اختلاف شكل الترفيه نتيجة التطور التقني والتلفزيوني والسينمائي.

خصائص الأدب الإنجليزي

ظهر في الأدب الإنجليزي العديد من الخصائص التي ميزته عن غيره من الآداب وفيما يأتي ذكرها:

  • التأثيرات

تأثر الأدب الإنجليزي بجانب كبير منه بالتراث المسيحي واليوناني الروماني، وخاصة في أدب ما قبل القرن العشرين إذ لم تعد التقاليد الكلاسيكية هي الأساس في الأدب، وتضمنت هذه التأثرات أيضًا التقاليد البريطانية.

  • الطوباوية أو اليوتوبيا

تظهر الطوباوية -الحياة المثالية وأرض الأخلاق- في الأدب الإنجليزي بشكل محلوظ مقارنة بالآداب الأخرى، ويمكن القول إن اليوتوبيا خلال القرن السابع عشر ميلادي كانت الأساس في حبكة الأدب الإنجليزي، والتي وجدت بصورة خاصة في أدب الخيال والخيال العلمي.

  • الخرافة

زخم الأدب الإنجليزي بالعديد من الحكايات الخرافية، فظهر فيها على سبيل المثال السحرة والعفاريت والسحر، بالإضافة إلى ظهور الجوانب المظلمة التي تتضمن أكل لحوم البشر والموت المروع، و من ناحية أخرى كانت تتضمن النهايات السعيدة إلى الأبد.

  • الشعبية

ضم الأدب الانجليزي العديد من الحكايات الشعبية والتي كانت حكايا إرشادية بالمقام الأول وتحمل مغزى أخلاقي أو إصلاحي أو تعليمي، إذ تميزت الشخصيات في هذه الحكايات بالنمطية البسيطة والتي منها الابن البار أو زوجة الأب أو الكذاب أو الشرير، والجدير ذكره أن هذه الحكايات كانت تظهر الثواب مقابل العقاب نتيجة للسلوكيات التي تقوم بها الشخصيات الرئيسية في الحكاية.

  • الأساطير

برزت الأسطورة في الأدب الإنجليزي بصورة جلية، ويقصد بالأسطورة الحكايات التي تتعلق بشخص أو مكان ما وتنقل كل ما يتعلق به من معلومات، ومن الجدير ذكره أن الأساطير غالبًا ما تم تناقلها شفهيًا ومن ثم تم تدوينها في الأدب الإنجليزي، ونتيجة ذلك طرأ عليها الكثير من التعديل والتغيير، وتعد قصة روبن هود (Robin Hood) وقصة الملك آرثر (King Arthur) أشهر الأساطير في الأدب الإنجليزي.

أشهر أدباء الأدب الإنجليزي

زخر الأدب الإنجليزي بالعديد من الأسماء البارزة والمشهورة إلى وقتنا الحاضر وفيما يأتي ذكرها والتعريف بها:

  • وليام شكسبير(William Shakespeare)

وُلد الكاتب والشاعر الإنجليزي وليام شكسبير، الملقب بشاعر إنجلترا الوطني وأحد أعظم الكتاب المسرحيين عالمميًا، عام 1564م، ويشار إلى أن أعمال شكسبير ترجمت إلى كافة اللغات الحية الأساسية عالميًا في وقتنا الحاضر والتي تُعرض على أعظم المسارح في مختلف البلدان، ومن الجدير ذكره أن أول أعمال شكسبير الأدبية أنتجت ضمن إطار كوميدي وتاريخي، ليتجه بعد ذلك لكتابة المآسي حتى عام 1608م، والتي من أهمها وأبرزها هاملت والملك لير وعطيل وماكبث، التي تعد جميعها عيون الأدب الإنجليزي.

  • جين أوستن (Jane Austen)

ولدت الكاتبة الإنجليزية جين أوستن عام 1775م وتوفيت عام 1817م، وتميز أسلوبها الكتابي بالتحفيز واللطافة من جهة والوحشية من جهة أخرى وإظهار عنصري التشويق والألغاز.

  • وليم بليك (William Blake)

ولد وليم بليك عام 1757م وتوفي عام 1827م، وتميز أسلوبه الكتابي بالفردية والنفاسة إذ كان متطورًا مقارنة بالأسلوب الأدبي المنتشر في الحقبة التي عاش بها، وظهر ذلك جليًا في آرائه وأسلوبه الشعري.

  • تشارلز ديكنز (Charles Dickens)

ولد تشارلز ديكنز عام 1812م وتوفي عام 1870م، وتميز أسلوبه بالفردية واشتهر بتأليف الكلاسيكيات والتي من أشهرها أوليفر توست وحكاية مدينتين، والجدير ذكره أن ديكنز كان من أكثر الأدباء الإنجليز غزارة في الإنتاج الأدبي.

  • صموئيل تايلور كوليردج (Samuel Taylor Coleridge)

ولد صموئيل تايلور كوليردج عام 1772م وتوفي عام 1834م، وعُرف كأشهر شعراء الأدب الإنجليزي، وكان ناقدًا أدبيًا وفيلسوفًا وأثر في الأدب الإنجليزي بصورة كبيرة، ويُعدّ أحد مؤسسي المدرسة الرومانسية الإنجليزية.

  • جون ميلتون (John Milton)

ولد جون ميلتون عام 1608م وتوفي عام 1674م، وكان من أهم رواد الأدب الإنجليزي إذ كان يشار إلى اللغة الإنجليزية باسم لغة ميلتون وشكسبير، ومن الجدير ذكره أن شعر ميلتون كان الشعر الأكثر كمالًا على مدى أربعة قرون، ومن أشهر إنتاجاته الأدبية ملحمة الفردوس المفقود والتي تعد من عيون الأدب الإنجليزي.