عُرف الأدب الياباني بتاريخه الطويل والغني المشتمل على النثر والشعر والمسرح والمتميز باتساع نطاقه وموضوعاته وأسلوبه والذي أنتج أول رواية عالمية قبل ألف عام بعنوان حكاية جينجي للكاتبة والروائية موراساكي شيكيبو، ويشار إلى أن اليابان من الدول العالمية التي تتميز بثقافة أدبية خاصة نابضة بالحياة والحاصلة على العديد من جوائز نوبل في الآداب من خلال كتابها المعاصرين.

ومن الجدير ذكره أن الأدب الياباني تأثر بالأدب الصيني بدرجة كبيرة إذ اعتمد على نظام الكتابة الصيني (الأحرف الصينية) وظهرت الأعمال المبكرة في الأدب الياباني متأثرة بالأدب والثقافة الصينية، وعلى الرغم من استيراد اللغة اليابانية من الصينية، لا ترتبط اللغتان ببعضهما.

مفهوم الأدب الياباني

الأدب الياباني (بالإنجليزية: Japanese Literature) هو مجموع الأعمال الأدبية المنتجة من قبل الأدباء اليابانيين باللغة اليابانية في الوقت الحالي، وهو الأدب الذي أنتج من قبل المؤلفين اليابانيين باللغة الصينية الكلاسكية قبل تطور اللغة اليابانية بصورة مكتوبة، إذ استخدمت الأحرف الصينية لتمثيل الأصوات اليابانية في الأدب الياباني القديم.

ويمكن تعريف الأدب الياباني على أنه أحد أنواع الأدب الرئيسية في العالم والذي يمكن مقارنته من حيث العمر والثراء والحجم بالأدب الإنجليزي، وهو الإرث الأدبي الممتد من القرن السابع ميلادي حتى يومنا الحالي دون انقطاع.

تاريخ الأدب الياباني

طور الأدب الياباني وخلال 2000 عام أسلوبه الخاص وتميز عن غيره من الآداب وفيما يأتي أهم المراحل التاريخية التي مر بها الأدب الياباني وساعدت على تشكيله وبروزه كأحد أهم الآداب الرئيسية العالمية:

  • الأدب الياباني القديم (ما قبل القرن الثامن ميلادي)

تُعدّ فترة ما قبل القرن الثامن ميلادي مرحلة نشوء الأدب الياباني وغالبا ما يشار إلى أن كوجيكي (Kojiki) ونيهونجي (Nihongi) من أقدم السجلات الأدبية في التاريخ الأسطوري الياباني، وأهم ما يميز هذه الفترة افتقارها للنظام الكتابي إذ استُخدمت الأحرف الصينية ضمن قواعد نحوية يابانية بحيث كُتب الأدب الياباني بلغة صينية كلاسيكية إلا أنه قُرأ كلغة يابانية حيث تشابهت أصوات الحروف اليابانية مع الأحرف الصينية، ويشار إلى أن هذه الفترة الأدبية ضمت الأساطير اليابانية والتاريخ الأسطوري والشعر والأغاني.

  • الأدب الكلاسيكي الياباني (القرن 12-8 ميلادي)

غالبًا ما يُعرف أدب الفترة الكلاسيكية في الأدب الياباني بأدب هييان أو أدب الفترة الذهبية التي ازدهر خلالها الإنتاج الأدبي والفني على حد سواء، ومن أشهر ما كُتب في هذه الفترة جينجي (Genji) وكوكين واكاشو(Kokin Wakashu) وكتاب الوسادة (The Pillow Book).

وتجدر الإشارة إلى أن البلاط الإمبراطوري رعى الشعراء آنذاك إذ كان تحرير الشعر إحدى الهوايات الوطنية، إضافة إلى اتخاذه وسيلة تعكس الجو الأرستقراطي الأنيق والمتطور.

  • الأدب الياباني في القرون الوسطى (القرن 16-13 ميلادي)

تميز الأدب الياباني في هذه الفترة بالتأثر الكبير بالفلسفة البوذية وبالحروب الأهلية إذ ظهرت الروايات التي تتناول موضوع الحروب وتاريخها والموت والحياة والفداء، وبرز الشعر والمسرح في منتصف القرن 14 عشر خلال فترة موروماتشي.

  • الأدب الياباني الحديث المبكر (القرن 17 وحتى منتصف القرن 19)

أنتجت العديد من الأشكال الأدبية خلال هذه الفترة وساعد على ذلك ارتفاع نسبة القراءة والكتابة والتي بلغ نسبتها 90% في اليابان، إضافة إلى تطور المكتبات التي تتيح الكتب المُعارة للعامة، ويشار إلى أن أشكال الدراما الشعبية تطورت ولا سيما خلال نهاية القرن السابع عشر ميلادي، وأهم ما يميز الأدب الياباني الحديث المبكر التأثر بالثقافة الصينية وخاصة الروايات وتناول موضوعات الرومانسية والجريمة والأخلاق والكوميديا.

  • الأدب الياباني الحديث (1945-1868م)

تأثر الأدب الياباني الحديث بالمفاهيم الغربية منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين ميلادي، إذ نشأ أدب التنوير وظهرت المدرسة الواقعية والرومانسية والطبيعية في الأدب، وظهر أيضًا الأدب الراديكالي السياسي آنذاك، ومن أبرز الأدباء خلال هذه الفترة فوكوزاوا يوكيتشي وناكاي تشومين وموري أوجاي وشيمازاكي.

  • الأدب الياباني ما بعد الحرب العالمية الثانية

كان لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية أثر كبير في الأدب إذ برزت موضوعات الهزيمة والسخط والفقدان بشكل أساسي في أدب هذه الفترة، إضافة إلى العديد من القضايا الفكرية والأخلاقية بهدف رفع المستوى السياسي والاجتماعي العام لدى العامة، ومن الجدير ذكره أن أدب الأطفال الخيالي والواقعي ازدهر في الثمانينيات من القرن العشرين، وأُدخل فن المانجا (الكتب المصورة) على الأدب الحديث مما أكسبه طابعًا معاصرًا بدرجة كبيرة.

خصائص الأدب الياباني

تميز الأدب الياباني بالعديد من الخصائص التي ميزته عن غيره من الآداب وفيما يأتي ذكرها وبيانها:

  • نظام الكتابة

أهم ما يميز نظام الكتابة الأدبية في اليابان استخدام الكانجي وهو نظام أجنبي يعتمد على الأحرف الصينية والذي تطورت عنه اللغة اليابانية الخاصة، والجدير ذكره أن الكانجي استُخدم في أول الأمر لكتابة الأسماء والجذور والصفات والكلمات الأخرى، والتي تطورت فيما بعد إلى خط الهيراغانا.

  • التقاليد الشفوية

انتشر الأدب الشفوي في اليابان لما له من أهمية ووزن في ثقافتهم الخاصة والذي عكس العديد من الممارسات الثقافية والفلكلورية والدينية بصورة عامة.

  • التنوع الفني

نتج عن الأدب الياباني العديد من التعبيرات الفنية الأدبية إذ ضم الأدب الياباني المسرح والروايات والشعر والمقالات والرقصات الشعبية والعادات اليومة والتقاليد.

  • الكتاريب

يطلق مصطلح كتاريب على الشخص المسؤول عن السرد القصصي للروايات الأدبية الشفوية في اليابان، إذ ارتبط الأدب الشفوي الياباني بشكل وثيق بالكتاريب إشارة لأهميته في الحفاظ على الرواية الشفوية والهوية الثقافية اليابانية.

  • الحفاظ على الهوية

على الرغم من أن الأدب الياباني تأثر بالعديد من الثقافات الأجنبية، حافظ على هويته الشخصية إذ برزت العديد من الإنتاجات الأدبية التي تُعد أهم المرجعيات الأدبية على المستوى العالمي والتي عكست عادات السكان والسلوكيات والتقاليد.

  • الجانب العاطفي

ارتبط الأدب الياباني بالجانب العاطفي بصورة كبيرة إذ عبر عن المحتوى الأدبي بمختلف أشكاله بصورة عاطفية تظهر الحنين إلى الماضي والكآبة والحزن.

  • مشاركة المرأة

كان للمرأة اليابانية دورًا بارزًا في تطوير الإنتاجات الأدبية في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، إذ اعتُرف بالعديد من الأعمال الأدبية للأديبات والكاتبات بما حقق لهن التقدير باعتبارهن جزء لا يتجزأ من المحافظين والمروجين لثقافة الشعب الياباني وتقاليده.

أشهر أدباء الأدب الياباني

ضم الأدب الياباني العديد من الأدباء العالميين وفيما يأتي أبرز الأسماء والتعريف بها:

  • موراساكي شيكيبو ( Murasaki Shikibu )

تُعد موراسكي شيكيبو من الأدباء الأشهر في اليابان وصاحبة أعظم عمل على المستوى المحلي في اليابان وأقدم عمل أدبي كامل في العالم، وتجدر الإشارة إلى أن المعلومات حول الحياة الشخصية لهذه الأديبة قليلة جدًا، بجانب أن اسمها الحقيقي غير معلوم وأطلق عليها اسم موراساكي نسبة لاسم بطلة الرواية.

  • هاروكي موراكامي (Haruki Murakami)

يُعدّ هاروكي مواركامي من أشهر الأدباء اليابانيين المعاصرين الذي تُرجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم الرئيسة، ومن أهم أعماله الأدبية الخراف الجامحة ورواية رقص رقص رقص.

  • كينجي ميازاوا (Kenji Miyazawa)

عرف ميازاوا روائي وشاعر وكاتب للقصة القصيرة التي تستهدف الأطفال بصورة خاصة، وتميز بأسلوبه الساحر وعاطفته الفياضة التي يمكن الاستشعار  بها في أثناء قراءة العمل الأدبي، واستخدم ميازاوا الأسلوب الخيالي والحركي الذي يجعل القارئ قادر على عيش التفاصيل وتجربتها ذهنيًا، ومن أشهر أعماله الأدبية (طريق درب التبانة).

  • ياسوناري كواباتا (Yasunari Kawabata)

عُرف ياسوناري كواباتا أول روائي ياباني يحصل على جائزة نوبل في الآداب إذ تميزت كتاباته الأدبية بالجمال ووصفت العديد من المواضيع مثل الموت والحياة والصمت، ومن أهم أعماله الأدبية صوت الجبل.

  • كنزابورو أوي (Kenzaburo Oe)

تميز كنزابورو أوي بأسلوبه الكتابي إذ تطرق إلى العديد من الموضوعات الاجتماعية والسياسية والفلسفية، وهو أحد الأدباء الذين حصلوا على جائزة نوبل لمساهمته في الأدب، ومن أهم أعماله الأدبية الجنس البشري ومسألة شخصية واللافيش هم الأموات.