عند سماع كلمة تراث أو رؤيتها فإنّ أول ما يتبادر للذهن هو إرث الزمن الماضي، ويرجع تمسك الشعوب والأمم بتراثها إلى أهميته في إبراز هويتها، فالتراث جزء من الهوية الإنسانية والحفاظ عليه واجب يقع على الأفراد والمؤسسات.
تعريف التراث
التراث (بالإنجليزية: Heritage) هو التقاليد والآثار والثقافة والأشياء الموروثة، ويشمل ذلك الأنشطة والسلوكيات المعاصرة المستمدة منه، فالتراث لا يقتصر على الحفاظ على الأشياء القديمة أو عرضها، بل يتعداه أيضًا إلى اللغات واللهجات والأغاني ووصفات الطعام والعديد من العناصر الأخرى المتعلقة بهوية المجتمعات والأمم، والتي لا تقل أهمية عن المواقع الأثرية والمباني التاريخية، وتتعدى أهمية الحفاظ على التراث كونه جزء من الهوية الإنسانية إلى كونه جزء أساسي من الحاضر ومن المستقبل أيضًا.
أنواع التراث
ينقسم التراث إلى ثلاثة أنواع رئيسية يندرج تحتها جميع أشكال التراث الفرعية، والأنواع الرئيسية للتراث هي ما يأتي:
التراث الطبيعي
يُعرّف التراث الطبيعي بأنه الأماكن التي تُحدّد كمواقع قديمة طبيعية قديمة سواء كانت على البحر أو البر، وذلك بعد انطباق المعايير الرسمية للتراث الطبيعي عليها، وبعدها يصبح الموقع تحت إدارة الدولة وحمايتها، ومن الأمثلة على التراث الطبيعي المناطق البحرية المحمية والمتنزهات الوطنية والحدائق النباتية والمواقع الجيولوجية.
التراث التاريخي
يُعرّف التراث التاريخي بأنه الأماكن التاريخية التي وُجدت في المجتمع القديم، سواء كانت من إنشاء السكان المحليين أو من صنع الاستعمار الذي مر على المنطقة، ومن أبرز أشكال التراث التاريخي القلاع ومواقع الاتصال والأعمال الهندسية والمناطق الحضرية الكبيرة والقرى الصغيرة البعيدة وبقايا السفن والآليات الدفاعية والمواقع الأثرية، ويجسّد التراث التاريخي الطريقة التي قامت عليها ثقافات الشعوب.
التراث الثقافي
يُعرّف التراث الثقافي بأنّه نمط الحياة التي كان يعيشها المجتمع، ويشمل ذلك العادات والقيم والسلوكيات والتعبيرات الفنية والمعتقدات، وينفرد كل مجتمع بتراث ثقافي مختلف عن المجتمعات الأخرى، وتكمن أهمية التراث الثقافي قديمًا في أنّه كان رابط الوصل بين أفراد المجتمع.
يوم التراث العالمي
يصادف يوم التراث العالمي 18 أبريل من كل عام، ويرجع تاريخ هذا اليوم المميز إلى عام 1982م عندما أقر المجلس الدولي للآثار والمواقع هذا اليوم باعتباره اليوم العالمي للآثار والمواقع، وفي وقت لاحق اعتمدت منظمة اليونسكو اليوم نفسه يومًا للتراث العالمي، وذلك في مؤتمرها الثاني والعشرين، وفي كل عام يتم اختيار موضوع معين للاحتفال، والهدف من المؤسسات العالمية للتراث هو تعزيز الوعي بأهمية التنوع الثقافي من خلال الحفاظ على الآثار وتثقيف المجتمعات والأفراد بذلك وتوقيع اتفاقيات تُلزم الدول والحكومات بالحفاظ على آثارها.
ما أهمية الحفاظ على التراث؟
إنّ موضوع الحفاظ على التراث مرتبط بالموارد الثقافية والتاريخية للمجتمعات وليس فقط حملات توعوية وإرشادية قد تبدو مملة في نظر البعض، وفيما يأتي أهم الأسباب التي تدفع الدول والمجتمعات لحماية تراثها:
الحفاظ على الهوية
يُعد التراث المكون المادي الأساسي لهوية المجتمع، فالهندسة المعمارية والمواقع التاريخية تعكس الطابع الجمالي للمنطقة قديمًا، والتي تعد امتداد لها في الحاضر وفي المستقبل أيضًا، وتحكي القصص والأغاني والحكايات وغيرها من التراث الثقافي للأجيال الأحداث التي عاصرها أجدادهم وتدفعهم إلى أخذ العِبر منها.
جذب الاقتصاد السياحي الخارجي
توفر المواقع الأثرية رافد جيد للاقتصاد السياحي الخارجي، لا سيما المواقع التي تُحافظ الدول على ترميمها وحمايتها، فالمواقع الأثرية من عوامل جذب السياحة من مختلف دول العالم، وبالتالي سينعكس ذلك على نمو اقتصاد البلد المحلي.
تنمية الاقتصاد الداخلي
تتطلّب المواقع التراثية غالبًا ترميم وصيانة وعناية باستمرار، وهذا يحتاج إلى أيدي عاملة محلية للقيام بالمهمة، وهذا الأمر من شأنه صنع وظائف جديدة للمقاولين والمهندسين والحرفيين والعمال داخل المجتمع المحلي.
كيفية المحافظة على التراث المحلي!
لن يكون الحفاظ على التراث المحلي مهمة مستحيلة أو حتى صعبة إذا تظافرت الجهود الفردية والمؤسسية معًا، ومن أبرز الطرق الفعالة في الحفاظ على التراث ما يأتي:
- مشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية
تعمل مشاركة المؤسسات الخاصة والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية في تعزيز الحفاظ على التراث، من خلال تظافر الجهود المشتركة من جميع هذه الجهات، لتحقيق هدف حماية الآثار والحفاظ عليها.
- تطوع الأفراد
يمكن للأفراد الانضمام إلى برامج تدريبية تطوعية للمشاركة في العديد من الأنشطة والمشاريع التي تهدف إلى حماية التراث، ولا تحتاج معظم هذه البرامج إلى خبرات سابقة في هذا المجال.
- زيارة المواقع التراثية
يساعد زيارة الأفراد للمواقع الأثرية في إثبات مدى احترام الثقافة والعادات المحلية، وهذا من شأنه أيضًا توفير دعم مادي يساهم في ترميم المعالم التراثية وحمايتها، مع الحرص على عدم الإضرار بالموقع بأي شكل من الأشكال مثل رمي النفايات فيه.