الفنون الشعبية (بالإنجليزية: Folk Arts) هي تعبير إبداعي عن النضال الإنساني تجاه الحضارة داخل البيئات المتعددة والذي يتضمن إنتاج أشياء متعددة تتميز بطابعها الجمالي، وغالبًا ما تكون فنون بصرية وظيفية أو نفعية تُنتج يديويًا أو ميكانيكيًا لتُستخدم من قِبل صانعيها أو مجموعة من الأشخاص في المجتمع والتي تحافظ على عنصر البقاء المطول للتقاليد.

ويذكر أن مصطلح الفنون الشعبية متعدد الأوجه وواسع وفضفاض إذ يمكن أن يتضمن الزخرفة المستخدمة في الاحتفالات والعناصر المصنوعة يدويًا من مواد جديدة أو مركبة أو معاد تصنيعها والممارسات التي يمكن تعلمها بشكل رسمي وغير رسمي كي تستخدم في مناسبات مختلفة، ويتضمن الفن الشعبي أيضًا الأزياء والطعام التقليدي والشعر، وتجدر الإشارة إلى أن الفنون الشعبية بمختلف أوجهها تُنتج بواسطة أفراد المجتمع ومن أجلهم، على اختلاف عقائدهم وخلفياتهم وجنسهم.

وتُعدّ الفنون الشعبية إحدى الوسائل التي تعبّر عن هوية أو ثقافة دولة أو مجتمع أو فئة محددة من الناس بحيث تنقل القيم والجماليات المشتركة عبر الزمن من جيل إلى آخر من خلال نقل المهارات الإبداعية للهوية الأصلية للمجتمع عوضًا عن الهوية الفردية أو الشخصية بطريقة غير رسمية أو ضمن مؤسسات تعليمية خاصة.

تاريخ الفنون الشعبية

برز مصطلح الفنون الشعبية للتعبير عن فئة خاصة من الفنون مع نهاية القرن التاسع عشر ميلادي والذي كان يعبر حينها عن فن الفلاحين الأوروبيين حصرًا والذي عرف باسم فن الأرض، ويذكر أن الثورة الصناعية والمناخ الثقافي والفكري ساعدوا على بروز الفن الشعبي خلال هذه الفترة بشكل خاص حيث استخدمت الأدوات التقليدية المصنعة يدويًا لإنتاج الأعمال الفنية التي تركت أثرًا على الواقع الريفي، ويعد ويليام موريس أهم الفنانيين الذين دافعوا عن حركة الفن الشعبي بوصفها حركة تحافظ على نوع من الإرث الثقافي في أوروبا.

وعليه، يمكن القول إن الفنون الشعبية حركة فنية حديثة نسبيًا نشأت على يد الأوروبيين المتعلمين في القرن التاسع عشر ميلادي وتتضمن إنتاج الأعمال اليدوية في المجتمعات الريفية من قبل مجموعة من الأشخاص على دراية وعلم بثقافتهم وتاريخهم الخاص إذ تخلوا عن الثقافات الدخيلة، مثل الصينية والمصرية والفارسية، من أجل إنتاج أعمال فنية أصيلة مستلهمة بصورة أساسية من العصور القديمة الكلاسيكية.

فئات الفنون الشعبية

تضم الفنون الشعبية ثلاث فئات أساسية يندرج تحتها أشكال الفنون المختلفة وفيما يأتي ذكرها:

  • العمارة

تضم العمارة في الفنون الشعبية كافة المباني التي تعبّر عن المسكن الأساسي أو المباني الدينية أو المباني العامة في المجتمع والتي تظهر ضمن خصائص ثقافية محددة، وتُعدّ العمارة أشهر أشكال الفنون الشعبية انتشارًا في العالم.

  • الرسم

يضم الرسم في الفنون الشعبية كافة الرسومات والصور المعبرة عن حالة أو تاريخ أو عقيدة أو رمز أو فكرة أو تعاليم، وغالبًا ما يتميز الرسم في الفن الشعبي بعشوائيته ودمجه ما بين موضوع الصورة وعدة كائنات، والذي نفذ بشكله الأولي باستخدام الطباشير والكتان والأقمشة والحرير.

  • النحت

انتشر النحت باستخدام الخشب والحجر كشكل من أشكال الفنون الشعبية عبر عدة عقود، بحيث أنتجت العديد من الأشياء الصغيرة والألعاب والسفن والمنحوتات داخل الزجاج وغيرها التي تندرج ضمن الفن الشعبي في الثقافات المختلفة.

خصائص الفنون الشعبية

تتميز الفنون الشعبية بعدة خصائص تميزها عن غيرها من الفنون وفيما ياتي ذكر أهمها:

  • التعليم الذاتي

ينتج الفن الشعبي فنانون يتعلمون بصورة ذاتية دون الحاجة إلى تدريب خاص بحيث ينتجون الأعمال الفنية ذات الأبعاد الثنائية بصفة خاصة، وفي بعض الأحيان يكون الفنانون الشعبيون حرفيين مهرة تعلموا فنًا معينًا من أفراد الأسرة أو المجتمع.

  • عدم الامتثال للقواعد الكلاسيكية

غالبًا ما يعبر الفن الشعبي عن النفس، وبالتالي لا تستخدم القواعد الكلاسيكية الصارمة في إنتاج الأعمال المختلفة، فالعمل الفني الشعبي ينتج من قبل أفراد يعبرون عمّا يعرفونه وعن نضالهم في البيئة المتواجدين بها.

  • الفن الشعبي فن إقليمي

تعرف الفنون الشعبية بأنها إقليمية بدرجة عالية، وبالتالي فهي متجذرة في التقاليد والثقافة مما يعني اختلافها من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر.

  • تعدد الوسائط

تستخدم الفنون الشعبية الوسائط المتعددة في إنتاج العمل الفني على اختلاف شكله وهيئته، فيمكن استخدام الورق والخشب والقماش والصلصال وغيرها الكثير من المواد لإنتاج فن شعبي ينتقل من جيل لآخر.

  • مصدر لكسب العيش

يمكن تصنيف الفنون الشعبية أحد أهم مصادر كسب العيش للعديد من الحرفيين في مختلف البلدان إذ يمكن خلال زيارة أي بلد عربي أو أجنبي شراء العديد من التذكارات التي تعبر عن فلكلور الدولة وفنها الشعبي، سواء كانت مصنوعة من الفخار أو الأقمشة أو الأوراق.

  • التعبير عن حالة المجتمع

يُعدّ الفن الشعبي أحد الوسائل التي تخبر عن نمو المجتمع وتغيره وتعبر عنهم، وذلك من خلال تتبع تاريخه وطرق تطوره وتغييره للقيم والشكل عبر سنوات عدة.

  • التقليد الخاص

تعتمد بعض أنواع القنون الشعبية بصورة خاصة على نمط خاص في الإنتاج إذ تتبع قواعد معينة لإظهار العمل الفني ويظهر هذا الأمر جليًا في الصورة الأمريكية لجورج واشنطن وتمثال بوذا.

  • اختلاف الأسلوب والتقنية

تظهر الفنون الشعبية بأشكال وتقنيات مختلفة وإن أنتجت في نفس الفترة الزمنية، إذ يعتمد هذا الأمر على ثقافة المجتمع وحرفية الأشخاص المنتجين له، فالاختلافات غالبًا ما تظهر في الأسلوب والمحتوى والمادة والتنفيذ.

  • الألوان

غالبًا ما ترتبط الفنون الشعبية بالألوان الزاهية ذات السحر والجاذبية، لكن هذا لا ينفي جدية بعض الأعمال الفنية وخلوها من الألوان الزاهية خاصة في الفنون الشعبية المرتبطة بالفن الديني.