البتراء بالإنجليزية (Petra) هي عاصمة العرب الأنباط، وتقع البتراء جنوب غرب المملكة الأردنية الهاشمية، ويعود تاريخها لنحو 2000 عام حينما اتخذها العرب الأنباط عاصمةً لهم.
ويُعدّ هذا المعلم التاريخي من أهم المعالم السياحية التي تستقطب السّياح من شتى بقاع العالم، وما يُميز البتراء حقًا أنها منحوتة بالصخر الرملي ذي اللون الوردي ونسبةً للون هذه الصخور أُطلق عليها اسم "المدينة الوردية".
موقع البتراء
تقع البتراء في محافظة معان جنوب الأردن، وتتبع إداريًا وادي موسى، وتبعد عن العاصمة الأردنية عمّان ما يقارب 231 كم، وتبعد عن محافظة العقبة 120 كم، والمدينة خالية من السكان فهي تقع في قلب الصحراء الجنوبية، أما إقليم وادي موسى التابعة له المدينة فهو مأهول بالسكان ويضم عدد من القرى إذ يبلغ عدد سكانه ما يقارب 25.000 نسمة، ويضم الإقليم أيضًا عدد من الفنادق والمطاعم السياحية والمحال التي تعرض المشغولات اليدوية لسكان المنطقة.
تاريخ مدينة البتراء
تعاقبت على مدينة البتراء عدة حضارة كان أولها العرب الأنباط الذين قاموا ببنائها واتخذوها عاصمةً لهم قبل حوالي 2000 عام وكان ذلك في عام 312 قبل الميلاد. وبسبب موقعها المميز الواقع على طريق الحرير والذي يتوسط حضارات بلاد ما بين النهرين ومصر وفلسطين، كانت المدينة محط أنظار اليونانيين فقاموا بغزوها ولكن محاولتهم لم تنجح لأنّ الأنباط تصدوا لهم، وساعدهم في صدّ هذا الهجوم التضاريس الجبلية المحيطة بالمدينة التي كانت جدار طبيعي يحميها.
وفي عام 106 بعد الميلاد، غزا الرومان البتراء ونجحوا في إجبار الأنباط على تسليم المدينة وحينها كان اسمها "سلع". وبعد أن ضمها الرومان للإمبراطورية الرومانية أطلقوا عليها اسم البتراء، واستمر حكمهم لها لأكثر من 250 عام، بعدها تعرضت المنطقة لزلزال مُدمر ألحق ضرر كبير بمبانيها، ومن ثم خضعت البتراء لسيطرة البيزنطيين الذين حكموها لمدة 300 عام.
اكتشاف مدينة البتراء
مع بداية القرن الثامن ميلادي تراجعت أهمية البتراء كموقع تجاري وسياسي وأصبحت المدينة مأوى للرعاة الرحّل لعقود طويلة، وبقيت المدينة على هذا الحال إلى أنّ اكتشفها المستكشف السويسري يوهان لودفيج بوركهارت، وسرعان ما أدرك الغرب الأهمية التاريخية للبتراء وأرسلوا لها عدد من المهندسين المعمارين والعلماء والباحثين للتنقيب عنها، وتوصل الفريق لعدد من اللفائف اليونانية التي تعود للفترة البيزنطية.
وفي ظل وجود العديد من الحضارات التي سكنت البتراء فإنّ العمارة في المدينة تُعدّ مزيجًا من الثقافات المختلفة التي سكنت بها.
البتراء ضمن عجائب الدنيا السبع
في عام 2007، اختيرت البتراء ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة إلى جانب مدرج الكولوسيوم بمدينة روما في إيطاليا وتمثال المسيح في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل وضريح تاج محل في مدينة آغرا بالهند وهرم تشيتشن إيتزا في مدينة يوكاتان بالمكسيك وسور الصين العظيم في الصين ومدينة ماتشو بيتشو القديمة في مدينة كوزكو بالبيرو.
واختيرت بعد استفتاء شعبي شارك به ما يزيد عن 70 مليون شخص من شتى أنحاء العالم، وضمت قائمة الاختيار 21 موقعًا تاريخيًا، وأُعلنت النتائج بحفل ضخم أقيم بالعاصمة البرتغالية لشبونة، وحضرته الملكة رانيا العبدالله زوجة ملك الأردن وبعد إعلان فور البتراء ضمن عجائب الدنيا السبع، عمت الفرحة أرجاء الأردن، ولكن اليونسكو قاطعت هذه الفعالية وقررت عدم الانضمام للحفل قائلة إنّ التصويت تم على أساس عاطفي ولم يتم اعتماد معايير علمية محددة يتم على أساسها اختيار عجائب الدنيا السبع.
7 من أهم معالم البتراء
تحتوي المدينة الوردية على عدد من المعالم التي لا بد للزائر من اكتشافها، وفيما يلي سنعرف على أهم هذه المعالم:
1) الخزنة
وهي الواجهة الرئيسية للبتراء وأهم معالمها ويبلغ ارتفاعها 43 م وعرضها 30 م، أما عن سبب التسمية فتعود لوجود جرة صخرية أعلى الواجهة اعتقد البدو فيما سبق أنها تحتوي على كنز لذلك قاموا بإطلاق النار عليها، أما عن مبنى الخزنة فيتكون من الخارج من طابقين من الأعمدة الضخمة ويحتوي من الداخل على ثلاث حجرات مرسوم على جدرانها رسوم لبعض الزهور والحيوانات بالإضافة لرسومات لبعض الأشكال الهندسية.
2) السّيق
السّيق هو المدخل الرئيسي لزوار المدينة وهو طريق محصور بين الجبال الشاهقة يبلغ طوله 1200 م، أما عرضه فهو غير ثابت إذ يتراوح بين 3 م إلى 12 م، وخلال المرور بالسّيق سيلاحظ الزائر وجود قناة مائية والعديد من المنحوتات الأثرية.
3) الشّارع المعمد
وهو من أشهر معالم البتراء إذ شيده الأنباط ثم أعاد الرومان بنائه، ويبلغ عرض الشارع 6م ويتميز بأرضية حجرية ومُحاط بأعمدة عليها العديد من النقوشات التاريخية. ويوجد به أيضًا سلالم حجرية توصل إلى ساحة كبيرة تُدعى السّوق وكانت فيما مضى منطقة تُقام بها الأنشطة التجارية.
4) ضريح المسلات النبطي
وهو مقبرة ملكية قديمة تتكون من طابقين وفي أعلاها أربع مسلات أثرية منحوتة في الحجر الرملي يبلغ ارتفاعها 7م ويُعتقد أنّ تاريخ بنائها يعود للقرن الأول الميلادي، ويضم الضريح أيضًا خمسة قبور يعلوها تمثال منحوت بالصخر يُعتقد أنه يعود لصاحب المدفن.
5) الدير البيزنطي
وهو دير منحوت بالصّخر يعود تاريخ بنائه للقرن الأول قبل الميلاد، ويتكون من طابقين يرتفعان عن سطح الأرض بمعدل 800 درجة مما يمنح الزائر فرصة للتمتع بمشاهدة المكان من الأعلى والتقاط الصور، أما واجهة الدير فتحتوي على العديد من المنحوتات الحجرية التي تمثل آلهة قديمة.
6) متحف البتراء
وهو من المعالم التي لا يستغني السّياح عن زيارتها حيث يتألف من مبنى ذي طابع معماري حديث يضمّ 280 قطعة أثرية تعود لعدة عصور سابقة، وتتألف هذه القطع الأثرية من عملات نقدية استخدمها الأنباط ومجوهرات وأواني فخارية وزجاجية وتماثيل وصخور عليها نقوش كتابية.
7) قصر البنت
تأسس هذا القصر في زمن دولة الأنباط، وهو ليس كمعالم البتراء منحوت بالصخر بل إنه منفصل عنها. ويتميز هذا القصر ببناءه المتقن والدليل على ذلك صموده في وجه الزلازل التي ضربت المنطقة منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا، ويضمّ القصر في واجهته أربعة أعمدة أثرية ومن الداخل يضم عدد من الغرف التي كانت تُستخدم للاجتماعات.