مدينة سيفار، وتُسمى كذلك بمدينة اللغز وأعجوبة العالم الثامنة، هي مدينة تقع بين سلسلة هضاب طاسلي ناجر في وسط الصحراء الجزائرية، وقال عنها علماء الآثار كل مثلثات برمودا موجودة في البحر باستثناء مثلث برمودا واحد موجود في صحراء الجزائر.
أين تقع طاسلي ناجر؟
طاسلي ناجر هي حديقة وطنية مكونة من سلسلة هضاب شاسعة، تقع في الصحراء الكبرى جنوب شرق الجزائر على الحدود مع النيجر ومالي وليبيا، وتبلغ مساحتها نحو 80 ألف كيلو متر مربع، وتحتوي طاسلي ناجر على مجموعات من الفن الصخري التي تعود لعصور ما قبل التاريخ، والتي ترجع إلى بدايات العصر الحجري الحديث في أواخر العصر الجليدي الأخير، حيث كانت الصحراء في ذلك الوقت منطقة سافانا صالحة للسكن، ولم تكن كما هي عليه الآن، وأُدرج المكان في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1982، وأعلنتها اليونسكو في عام 1986 محمية للمحيط الحيوي.
طاسلي ناجر قديمًا
كان مناخ الصحراء أكثر رطوبة ما بين عامي 12000 و7000 عام، حيث غذّت المياه الوفيرة المتدفقة من المناطق الجبلية الغابات والسافانا التي كانت مأوى للعديد من أشكال الحياة البرية، مما جذب الصيادين وجامعي الثمار إلى المنطقة، حيث يُقدّر تاريخ الفخار الذي وُجد في المكان بِـ 11500 عام، ومنذ نحو 7000 عام بدأت الحيوانات المستأنسة مثل الأغنام والماعز والأبقار في التواجد بالمنطقة، وبالتالي أصبح الصيد وجمع الثمار في تزايد مستمر، وبدأ بعد ذلك بعض السكان بالاعتماد على أسلوب الحياة الرعوي، ولكن بعد أن بدأ المناخ بالتغير وأصبح أكثر جفافًا، ابتعد الناس بمواشيهم عن المنطقة، ومنذ حوالي 4500 عام بدأت الصحراء تأخذ شكلها الذي هي عليه اليوم.
مدينة سيفار
إن أرض الجزائر غنية بآثار الحضارات القديمة والمواقع الأثرية، ومن أبرزها مدينة سيفار الواقعة في قلب هضاب طاسلي ناجر، والتي توصف بأنها غابة من الصخور، وهي أكبر مدينة متحجرة في العالم، وكذلك أكبر مدينة كهفية والأعجوبة الثامنة في العالم، بجانب أنها أكبر متحف موجود في الهواء الطلق على مستوى العالم، وتضم سيفار مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية والأثرية المذهلة ومئات الآلاف من الرسومات والمنحوتات واللوحات الكهفية، فهي تحتوي على ما يتجاوز 5000 منزل كهفي ونحو 15 ألف لوحة جدارية ونقوش تصوّر الإنسان والحيوان، وتضم مدينة سيفار بين رسوماتها أكثر اللوحات غموضًا في العالم، مثل لوحة المريخ ولوحة الآلهة العظيمة، ورُسمت في اللوحات الرؤوس البشرية بشكل بسيط وواقعي وزُيّنت بعدة أنماط هندسية.
دلالات لوحات مدينة سيفار
تصوّر رسومات مدينة سيفار ولوحاتها الشخصيات والرموز القديمة التي تعبر عن تراث ثقافي عظيم، شاهد على العلاقة الوطيدة بين الإنسان وبيئته، فالفن الصخري في المدينة تصوير لثقافات ما قبل التاريخ السالفة وتطور حضارات المنطقة، ويجسد السلوكيات الثقافية التي استطاعت التكيف مع تغيرات المناخ وقسوته، كذلك تغيرات النباتات والحيوانات وتطور الحضارات الإنسانية لاحقًا في الصحراء، وتقدّم الرسومات والنقوش على الصخور النمط المعيشي لسكان المدينة خلال الفترات المتعاقبة، والذين تركوا خلفهم مجموعة واسعة من الآثار التي تُظهر حياتهم اليومية الاجتماعية والدينية، وتجسّد أيضًا لوحات أخرى لتدجين الإبل والخيول.
إعادة اكتشاف الفن الصخري
لفت الفن الصخري لمدينة سيفار انتباه العالم الخارجي في الثلاثينيات من القرن الماضي، بالتزامن مع زيارة وفد استكشافي فرنسي إلى المكان، والذين أرسلوا رسومات تخطيطية عن المكان لعالم الآثار الفرنسي المشهور السير هنري برويل المختص بدراسة عصور ما قبل التاريخ وآثارها، وعلى إثر ذلك أُجريت العديد من الرحلات الاستكشافية خلال الثلاثينيات، واستمرت هذه الرحلات حتى عام 1970 وأصدرت فيه فِرق علماء الآثار عدد من التقارير والحقائق المثيرة، ولكن اّهمت الفِرق الاستكشافية بتزوير الصور المنحوتة على الصخر من خلال تبليلها بهدف التقاط صور أكثر وضوح.
8 من أسرار مدينة سيفار الغامضة
تجذب مدينة سيفار المغطاة بالرمال الصفراء والبنية السياح إليها من جميع مناطق العالم، ومن أبرز أسرار هذه المدينة ما يلي:
- يُطلق على سيفار مدينة الجن، حيث يُعتقد أنّها تحتوي على كنوز ملوك الجن السبعة، وتُعد سيفار ثاني أخطر مكان في العالم نظرًا لوجود قوة مغناطيسية هائلة فيها.
- تحتوي مدينة سيفار الجزائرية على تاريخ العديد من الحضارات القديمة التي وصلت إلى مستويات هائلة من التقدّم، حيث عُثر فيها على رسومات لكائنات فضائية.
- لم يجرؤ أي شخص على التوغل في داخل المدينة، واقتصر اكتشاف المكان على أجزائها الخارجية فقط، لأنها تشبه المتاهة، ومن المستحيل أنْ يتمكن من يدخلها الخروج منها.
- يقال إنّ مدينة سيفار أكبر تجمع للجن والشياطين، ولم يدخلها أحد سواهم، وكل ما تمّ اكتشافه من رسومات وصور ما هو إلا جزء بسيط منها، وحتى التقرير الذي أعدته إحدى القنوات التلفزيونية عن المكان تمّ تصويره من الأعلى بواسطة طائرة.
- يقال إنّ مدينة سيفار كانت مأهولة بالجن، وهم سكان الأرض قبل وجود البشرية، والذين تحدث عنهم ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، وهذا ما أشار إليه فريق بحث أوروبي في عام 2018، حيث تحدثوا عن أنّ هذه المدينة الغامضة كانت موجودة قبل البشر.
- يعد الساحر آليستر كراولي أشهر ساحر في تاريخ البشرية وفريقه أول من حاولوا دخول مدينة سيفار، وكانت النتيجة هلاك جميع أفراد الفريق باستثناء آليستر كراولي، الذي توفي بعد عدة سنوات من الحدث وترك خلفه وثيقة (موجودة في متحف ببريطانيا) تحتوي على رسومات وكتابات غير مفهومة، والتي لم يستطع أي ساحر فك رموزها، ولكن الساحر بعد زيارة المكان قال إنّ عرش الشيطان يقع هناك.
- يقال إنّ سيفار هي مدينة أتلانتس المفقودة، ويذكر من عجائبها الأخرى أنّه لا يمكن فتح العينين بأريحية في المكان عند شروق الشمس ونزول المطر.
- يُحظر تمامًا دخول المرشدين والسياح إلى وسط مدينة سيفار من الجهة الشرقية، حيث يحرس هذه المنطقة أفراد من الجيش الجزائري، وحتى لو لم يوضع حراس على المكان فلن يخاطر أحد بحياته بدخوله.