الصحراء البيضاء (بالإنجليزية: White Desert) أو محمية الصحراء البيضاء (بالإنجليزية: White Desert National Park) هي أحد المواقع الطبيعية في مصر الواقعة على بعد 20 كم شمال شرق واحة الفرافرة، والتي تبعد عن القاهرة ما مقداره 542 كم. وتضم الصحراء البيضاء العديد من المناظر الطبيعية التي تكونت نتيجة عوامل التجوية، ومن أهمها الصخور الطباشيرية البيضاء العملاقة البارزة بصورة خارقة للطبيعة بمشهد أقرب ما يكون للسريالية وتتسم بالجمال الخلاب، خاصة أوقات الشروق والغروب، إذ تتخذ الصحراء خلال هذه الفترات مظهرًا قطبيًا أخاذًا.
وتضم المحمية أيضًا العديد من المعادن التي تعطي مظهرًا بديعًا للمكان ومن أهمها المرر (الكوارتز) وبيريت الحديد الأسود، إضافة إلى الأحافير الصغيرة. ويذكر أن الصحراء البيضاء تقع ضمن الصحراء الغربية (صحراء مصر) الممتدة من غرب النيل وحتى الحدود الليبية.
الحيوانات في الصحراء البيضاء
تضم محمية الصحراء البيضاء، إلى جانب التكوينات الصخرية الطبيعية، العديد من الحيوانات إذ تُعدّ موطنًا لأكثر من 800 نوع من الكائنات الحية الحيوانية، والتي من أهمها الأغنام البرية والغزلان، وخاصة غزال دوركاس والريم، وابن آوى والثعالب، وخاصة ثعالب فنك وروبيل والأحمر، إضافة إلى قطط الرمل وغيرها العديد، ومن ناحية أخرى يصعب العثور على البرمائيات والزواحف في الصحراء البيضاء بينما يمكن العثور على بعض أنواع الطيور التي من أهمها الرمل المرقط والقبرة الهدهدية وطائر الأبلق المعروف باسم (قمح أبيض التاج).
تاريخ الصحراء البيضاء
يعود تاريخ الصحراء البيضاء إلى ما يقارب 80مليون سنة والتي تشكلت من بقايا مخلوقات بحرية مجهرية بعد اختفاء البحر في هذه المنطقة، وتشكلت بعد ذلك الصخور الحالية نتيجة عوامل التجوية وبرزت العديد من الأشكال الصخرية مثل عش الغراب أو الهياكل البرجية (الشبيهة بالأبراج) أو الصخور الشبيهة بالحيوانات.
ويشار إلى أن هذه المنطقة مرت بالعديد من المراحل التاريخية في عصور ما قبل التاريخ إذ كانت منطقة تجمع سكني لوفرة المياه والواحات حولها، بجانب أنها كانت نقطة وصل ما بين الصحراء الليبية والمصرية إذ ضمت العديد من الطرق الصحراوية التجارية، ويشار إلى أنها ذكرت في العديد من النصوص المصرية القديمة رمزًا للأرض الخصبة وأرض الفتح، وتشير بعض الدلائل إلى أن رمسيس كان يستورد الأحجار من منطقة الصحراء البيضاء وواحة الفرافرة لاستخدامها في تشييد المعابد في الأقصر تحديدًا.
ويذكر أنه في بداية القرن الواحد والعشرين عُثر على مقابر تضم مومياوات مغطاة بطبقة من الذهب في الصحراء البيضاء مما يدل على أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان قبل عدة قرون، وفي عام 2002 أعلنت السلطات المصرية الصحراء البيضاء محمية وطنية، على الرغم من أن الصحراء البيضاء ليست مدرجة بشكل خاص في قوائم التراث المادي لليونسكو، تقع ضمن الصحراء المصرية المدرجة ضمن قوائم التراث العالمي المادي.
سبب تسمية الصحراء البيضاء بهذا الاسم
سميت الصحراء البيضاء بهذا الاسم نسبة إلى التكوينات الجيولوجية البيضاء الشهيرة والتي يطلق عليها علميًا اسم صخور التهوية، وهي صخور تكونت نتيجة العواصف الرملية عبر عدة قرون إذ تآكلت وظهرت بأشكال غريبة، ويشار إلى أن الصخور في الصحراء البيضاء تتكون من الطباشير والحجر الجيري ذي اللون الأبيض الذي عزز استخدام هذا الاسم لهذه المنطقة.
أهمية الصحراء البيضاء في مصر
تُعدّ الصحراء البيضاء إحدى أهم المناطق في مصر من الناحية العلمية والثقافية إذ تضم نظام بيئي لا مثيل له ضمن المحميات البيئية الطبيعية الأخرى، فيمكن الاستعانة بها للقيام بالعديد من الدراسات الطُبغرافية والجيولوجية والمناخية والبيولوجية والبيئية، ومن ناحية أخرى تُعدّ هذه المنطقة عامل جذب سياحي يؤثر إيجابًا على اقتصاد البلد، إلى جانب المواقع الأثرية الأخرى المنتشرة في العديد من المناطق المصرية.
مواقع يمكن زيارتها في الصحراء البيضاء
تضم الصحراء البيضاء العديد من المناطق التي يمكن زيارتها والتمتع بجمال الطبيعية فيها، وفيما يأتي ذكر أهمها وأبرزها سياحيًا:
- الواحة البحرية: تُعدّ من أكبر الواحات في مصر وتضم العديد من الينابيع ومزارع النخيل.
- المزارع العضوية: يمكن التمتع بزيارة المزارع العضوية التي تضم أشجار النخيل والجوافة والزيتون، إضافة إلى نبات النعناع والبرسيم وغيره العديد.
- البحيرة الملحية: تُعدّ البحيرة الملحية إحدى أبرز المناطق التي يمكن التمتع فيها بانعكاسات الضوء اللطيفة.
- جبل الهرم (Pyramid Mountain): يُعدّ هذا المعلم أحد أكبر الأحافير التي تم العثور عليها على الإطلاق والذي يصنف ضمن أحافير الديناصورات.
- الصحراء السوداء: تحتوي الصحراء البيضاء على معادن عدة ساعدت في تشكل أجزاء ذات لون غريب المظهر باللون الأسود.
- وادي جيزل: وهو وادي كان سابقًا واحة مع عدد قليل من أشجار النخيل.
- الربيع الأخضر: وهي منطقة خضراء تقع وسط محمية الصحراء البيضاء.
- شجرة الأكاسيا: تُعدّ هذه الشجرة هي الوحيدة المعمرة ضمن محمية الصحراء البيضاء والتي يبلغ عمرها 500 عام.
- الصحراء البيضاء الجديدة: وهي المنطقة التي تضم الصخور البيضاء الناصعة ذات التشكيلات الصخرية الهائلة والخلابة والملفتة للنظر.
- الصحراء البيضاء القديمة: وهي المنطقة التي تضم المناطق ذات اللون الأصفر بدرجة أكبر من الصحراء البيضاء الجديدة والتي تكونت قبل الصحراء البيضاء الجديدة.
- التل الكرستالي: وهو تل صغير يضم بلورات داخل الصخور تضفي مظهرًا كرستاليًا طبيعيًا خلابًا للمكان.
تجدر الإشارة إلى أن أهم نقطة جذب سياحي في الصحراء البيضاء هي منطقة تكون الصخور الطبيعية والتي تغطي مساحة 300 كم مربع إذ تنتشر في هذه المساحة التكوينات الصخرية ذات اللون الفاتح الكريمي بأشكال مألوفة وغير مألوفة، والتي تتيح لزائريها التمتع ليلًا بمراقبة النجوم حيث تكون السماء صافية ومصادر الضوء الصناعي قليلة جدًا.
أنسب الأوقات لزيارة محمية الصحراء البيضاء
يمكن زيارة الصحراء البيضاء والتمتع بمختلف المناطق التي تم ذكرها سابقًا في الفترة الواقعة ما بين شهر أكتوبر/تشرين أول وشهر مارس/آذار إذ يتراوح متوسط درجات الحرارة خلال هذه الفترات ما بين 31.8 مئوية و41.5 مئوية، ويشار إلى أن شهر ديسمبر/كانون أول وشهر يناير/كانون ثاني من أبرد الشهور في مصر وخاصة في الصحراء البيضاء، ويفضل زيارة الصحراء البيضاء خلال أوقات الشروق والغروب وذلك للحصول على أكبر قدر ممكن من المتعة بالنظر إلى المناظر الطبيعية، ومن ناحية أخرى يذكر أن منطقة الصحراء البيضاء في مصر تشهد تقلبًا مناخيًا كبيرًا ما بين شهر مايو/أيار وشهر أغسطس/آب لذا ينصح بعدم زيارتها في هذه الفترات لتجنب التعرض لضرر الأجواء الحارة.