القدس هي عاصمة فلسطين وأكبر مُدنها من حيث المساحة وعدد السكان، فبحسب إحصائية عام 2019 وصل عدد سكان القدس إلى 936.400 نسمة، وتقع المدينة في قلب فلسطين وتبعد عن العاصمة الأردنية عمان مسافة 88 كم من الجهة الغربية، وعن العاصمة السّورية دمشق 290 كم من الجهة الجنوبية الغربية، وعن العاصمة اللبنانية بيروت مسافة 388 كم من الجهة الجنوبية.

 تحتل مدينة القدس مكانة عظيمة في نفوس المسلمين والعرب، وهي مدينة مُتنازع عليها منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين فيدّعي الاحتلال بأحقيته بالاستيلاء على المدينة والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال بينما يضحي الفلسطينيون بكل ما يملكون لكي تبقى القدس عربية وعاصمة أبدية لدولتهم ويساندهم العرب والمسلمون في الدفاع عن مدينتهم.

القدس عبر التاريخ

القدس من أقدم المدن في العالم ويرجع تاريخها لما يزيد عن 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وخلال هذه الفترة وقعت المدينة تحت سيطرة العديد من الشّعوب والحضارات، فيما يلي سنتحدث بشيء من التفصيل عن تاريخها:

  • عام 3000ق.م: سكنها اليبوسيون واتخذوها عاصمةً لهم وحصنوها من جميع الجهات.
  • عام 1000ق.م: احتلها الملك داود واتخذها عاصمةً للمملكة اليهودية، وبعد أربعين عامًا بني سيدنا سليمان الهيكل.
  • عام 586ق.م: احتلها البابليون ودمر القائد البابلي نبوخذ نصر الهيكل.
  • عام 332ق.م: استولى عليها الإسكندر الأكبر.
  • 63ق.م ـ636ق.م: وقعت القدس تحت الحكم الروماني الذي استمر لنحو 700 عام، وخلال حكمهم لها وقعت تحت سيطرة الفرس لمدة 15 عامًا ولكن استعادها الرومان عام 626 م.
  • 636م: فُتحت القدس سلمًا في زمن الخليفة عمر بن الخطاب الذي دخلها وكتب لأهلها العُهدة العمرية.
  • 661م ـ 750م: كانت القدس تحت الخلافة الأموية وخلال هذه الفترة وبالتحديد في عام 691م بنى الخليفة عبد الملك بن مروان قبة الصخرة وفي عام 705م أُعيد تجديد وبناء المسجد الأقصى ليصبح بأبهى صورة.
  • 750م ـ 878م: وقعت القدس تحت حكم العباسيين وخلال فترة حكمهم شهدت المدينة نهضة علمية شملت شتى المجالات.
  • 878م ـ1099م: خلال هذه الفترة وقعت القدس تحت سيطرة الطولونيين ثم الأخشيدين ثم الفاطميين وفي عهدهم قاموا بإعادة تعمير قبة الصخرة والمسجد الأقصى بعد الدمار التي لحق بالمدينة نتيحة تعرضها لعدد من الزلازل.
  • 1099م ـ 1187م: احتل الصليبيون مدينة القدس وارتكبوا مجازر بحق سكانها المسلمين والمسيحين واليهود على حد سواء.
  • 1187م ـ 1250م: تمكن القائد صلاح الدين الأيوبي من تحرير مدينة القدس وأمر بإعادة ترميمها.
  • 1250م ـ151 م: وقعت القدس تحت حكم المماليك وفي فترة حكمهم ازدهرت المدينة إذ عملوا على إنشاء العديد من المساجد والمدارس والسبل.
  • 1516م ـ 1917م: وقعت القدس تحت حكم العثمانيين وبقيت المدينة تحت الحكم التركي لمدة 400 عام.
  • 1917م ـ 1948: بعد صدور وعد بالفور المشؤوم عام 1917م وقعت القدس تحت الحكم البريطاني.
  • 1967م ـ وحتى يومنا هذا: وقعت القدس تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الذي عمل على تهجير أهلها وهدم بيوتهم واستبدالها بمستوطنات لليهود، ويحاول الاحتلال أيضًا طمس الهوية الإسلامية في المدينة ومنع المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية.

 

القدس في ظل الاحتلال

من المؤسف القول إن الاحتلال الغاشم نجح في تهجير سكان المدينة ومصادرة أراضيهم واستبدالهم باليهود، ففي إحصائية عام 2020م كانت نسبة اليهود في المدينة 61% بينما كانت نسبة الفلسطينيين 39% فقط من إجمالي السكان، أغلبهم من المسلمين وأقلية من المسيحيين، وبالإضافة لعمليات التهجير الممنهجة التي تقودها إسرائيل ضد السّكان، أعلن الإحتلال في عام 1998م عن نيته لتوسيع القدس من خلال ضم البلدات المجاورة لها وقام بتنفيذ خطته بشكل روتيني منذ عام 2000م، وبهدف تهويد المدينة يقوم الاحتلال أيضًا بتغيير أسماء المباني والشوارع الإسلامية فيها من أسماء عربية وإسلامية إلى أسماء يهودية، وبالإضافة لذلك تشهد المدينة بشكل شبه يومي عمليات ترويع واعتقال وقتل للأهالي، وعلى الرغم من ذلك ما زال المقدسيون صامدون ويقدمون الشهيد تلو الشهيد دفاعًا عن مدينتهم.

أهمية القدس عند المسلمين

للقدس منزلة كبيرة في وجدان المسلمين فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وفيها صعد الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ للسماء العليا في حادثة الإسراء والمعراج، وهي مهبط الأنبياء والرسل، ووصفها الله عز وجل في كتابه العزيز أنها مدينة مُقدسة، وقد ذكرت الأحاديث الصحيحة أنّ الصلاة في المسجد الأقصى بـ 250 صلاة فيما سواه، وأنّ الأعور الدجال لن يدخلها، لذلك يمكننا القول إن القدس هي ليست فقط للفلسطينيين بل هي مدينة لجميع العرب والمسلمين والدفاع عنها واجب على الجميع.

أبرز المعالم الإسلامية الموجودة في القدس

تركت الحضارات بصماتها في القدس وبقيت حتى يومنا هذا، فالقدس تحتوي على العديد من معالم الحضارة الإسلامية منها:

  • الحرم القدسي الشريف
  • قبة الصخرة ومسجدها
  • المسجد الأقصى
  • حائط البراق
  • الجامع العمري
  • مقابر تضم العديد من شهداء وأبطال المسلمين