الدولة العثمانية أو الدولة العليّة العثمانية أو الخلافة العثمانية هي دولة إسلامية نشأت في بدايتها للدفاع عن الإسلام ونشره وتطبيقه، ولكنها لم تلبث كثيرًا حتى سقطت لعدة عوامل ستُطرح أبرزها في هذا المقال إضافةً إلى أهم المعلومات الأخرى المتعلقة بها.
الدولة العثمانية
بلغت الدولة العثمانية (بالإنجليزية: Ottoman Empire) ذروة قوتها في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كانت واحدة من أكبر القوى الاقتصادية والعسكرية في العالم وكانت حدود سيطرتها تشمل آسيا الصغرى وأجزاء واسعة من جنوب شرق أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وسيطرت الدولة العثمانية على الأراضي الممتدة من نهر الدانوب إلى نهر النيل، وذلك مع جيشها القوي وتجارتها الرابحة، وبالرغم من ذلك لم يستمر قيام الدولة العثمانية سوى 600 عام بعد انهيار بطيء وطويل.
أصول الدولة العثمانية
نشأت الدولة العثمانية في البداية إمارة حدود تركمانية تعمل في خدمة السلاجقة وترد الغارات البيزنطية على الأراضي الإسلامية، وبعد سقوط السلاجقة استقلت الإمارات التركمانية التابعة لها بما فيها الإمارة العثمانية، وبدأ توسّع الإمارة العثمانية بمرور الوقت حتى وصلوا إلى أوروبا الشرقية عام 1354م، ثمّ تمكن العثمانيون من فتح معظم بلاد البلقان وتحولت إمارتهم إلى دولة استطاعت إسقاط الإمبراطورية البيزنطية التي بقيت قائمة لأكثر من 11 قرن، وذلك بقيادة السلطان محمد الفاتح.
توسع حدود الدولة العثمانية
وصلت الدولة العثمانية إلى أوج مجدها خلال القرنين السادس والسابع عشر، حيث توسعت أراضيها لتضم أجزاء كبيرة من إفريقيا وآسيا وأوروبا إلى جانب سيطرتها بالكامل على آسيا الصغرى، ووصل عدد ولاياتها إلى 29 ولاية، وعندما ضمّ العثمانيون مصر والشام والحجاز إلى دولتهم في 1517م وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن ضعفت وبدأت بالانهيار، تنازل آخر الخلفاء العباسيين المقيم في القاهرة محمد المتوكل على الله عن الخلافة للسلطان سليم الأول، ومن وقتها أصبح سلاطين الدولة العثمانية خلفاء المسلمين وكان السلطان يسمى خليفة المسلمين أو أمير المؤمنين.
إنجازات الدولة العثمانية
حقّقت الدولة العثمانية في عهدها العديد من الإنجازات من أهمها ما يأتي:
- تحقيق الوحدة السياسية
وحّدت الدولة العثمانية العرب والمسلمين تحت راية إسلامية واحدة، وتُعدّ الوحدة السياسية من أهم إنجازات الدولة.
- صنع التكامل الاقتصادي الداخلي
تمكّنت الدولة العثمانية من صنع تكامل اقتصادي فعلي من خلال السماح بالدخول الحر للسلع المختلفة من دون أي قيود أو حدود.
- الحماية العسكرية
تمكنت الدولة العثمانية من حماية العرب والمسلمين على مدار أربعة قرون من الحملات الصليبية الأوروبية القادمة من البرتغال وإسبانيا.
- الحماية الاقتصادية
تتمثل الحماية الاقتصادية بمناهضة الدولة العثمانية للنظام الغربي الرأسمالي ومنع وصوله وانتشاره في الشرق الأوسط، واستمرت في ذلك حتى عند وصولها إلى أضعف حالاتها الاقتصادية.
- إقامة مشاريع التنمية الوحدوية
حرصت الدولة العثمانية على إقامة مشاريع تنموية حتى عند وصولها إلى أضعف حالاتها، ومن هذه المشاريع سكة حديد الحجاز وسكة حديد بغداد.
- تحقيق التعايش الاجتماعي
استطاعت الدولة العثمانية تحقيق التعايش الاجتماعي من خلال تحقيق العدالة والأمن لرعاياها العرب والأجانب من مختلف الأديان سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين أم يهود.
5 من أشهر آثار الدولة العثمانية
تركت الدولة العثمانية الكثير من الآثار التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا لتشهد على رفعة هذه الدولة الإسلامية وقوتها، ومن هذه الآثار ما يأتي:
1) آيا صوفيا
تُعدّ آيا صوفيا واحدة من أروع آثار الدولة العثمانية، وكانت آيا صوفيا في البداية كنيسة أرثوذكسية يونانية ثم مسجد ثمّ متحف وأخيرًا أصبحت مسجد مرةً أخرى.
2) قصر توبكابي
كان قصر توبكابي مكان لإقامة سلاطين الدولة العثمانية خلال القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، ويحيط بالقصر ساحات واسعة مع حدائق رائعة ونوافير محيطة بالمكان.
3) الجامع الأزرق (جامع السلطان أحمد)
بُني جامع السلطان أحمد والمعروف باسم الجامع الأزرق في القرن السابع عشر مقابل آيا صوفيا، ويتميز بقبابه المتعددة ومآذنه الست الرائعة وبجدرانه ذات البلاط الأزرق.
4) مسجد السليمانية
يقع مسجد السليمانية على أحد تلال إسطنبول السبع، وصممّه المهندس المعماري الشهير سنان بأمر من السلطان سليمان الذي أراد أن يتضمن المسجد جميع الخدمات العامة مثل مطبخ للفقراء وحمامات ومستشفى.
5) جامع رستم باشا
يقع مسجد رستم باشا في إسطنبول، ويتميز المسجد بتصميمه المعماري المدهش الذي قام به المهندس المعماري الشهير سنان وفقًا لتعليمات رستم باشا صهر السلطان سليمان القانوني.
أسباب انهيار الدولة العثمانية
يوجد العديد من الأسباب التي أدت إلى انهيار الدولة العثمانية، من أبرزها ما يأتي:
- كان الاقتصاد زراعي جدًا
في الوقت الذي اجتاحت الثورة الصناعية أوروبا في القرنين الثامن والتاسع عشر، بقي اقتصاد الدولة العثمانية معتمد على الزراعة فقط، وكانت تفتقر إلى المطاحن والمصانع، وبحلول الحرب العالمية الأولى لم تكن الدولة قادرة على صنع الذخائر والأسلحة الثقيلة.
- كانت تفتقر إلى انتشار التعليم
على الرغم من بذل الدولة العثمانية جهود كبيرة في القرن التاسع عشر لنشر التعليم، أشارت التقديرات إلى أنّ المتعلمين يشكلون نسبة قليلة جدًا من المجتمع العثماني، ممّا أدى إلى نقص في المهندسين والموظفين وكافة المهن الأخرى التي تحتاج إلى تعليم وتدريب.
- سعي العديد من الدول لإضعافها قصدًا
ساعد طموح الدول الأوروبية إلى تسريع انهيار الدولة العثمانية طمعًا في السيطرة على أراضيها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك من خلال دعم المتمردين على الدولة وتعزيز نفوذهم وقوتهم.
- اختارت الحليف الخطأ في الحرب العالمية الأولى
من أكثر الأسباب التي ساعدت في انهيار الدولة العثمانية هو وقوفها إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، حيث خاض الجيش العثماني حرب شرسة أدت إلى موت حوالي نصف مليون جندي وإصابة 3.8 مليون آخرين منهم بالمرض، وفي أكتوبر 1918 انسحبت الدولة العثمانية من الحرب، ووفقًا للمؤرخين فإنّ الدولة العثمانية كان لديها فرصة كبيرة في البقاء والازدهار لولا دورها في الحرب العالمية الأولى.
سلاطين الدولة العثمانية
بلغ عدد السلاطين الذين تولوا حكم الدولة العثمانية 36 سلطان، بالإضافة إلى السلطان عبد المجيد الثاني، وفيما يأتي أسماء السلاطين بالترتيب:
- عثمان الأول: مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها (1299 – 1324)
- أورخان (1324- 1362)
- مراد الأول (1362 – 1389)
- بايزيد الأول (1389 – 1413)
- محمد الأول (1413 – 1421)
- مراد الثاني: تنازل عن الحكم لابنه محمد الفاتح (1421 – 1444)
- محمد الفاتح (1444 – 1481)
- بايزيد الثاني (1481 – 1512)
- سليم الأول (1512 – 1520)
- سليمان القانوني (1520 – 1566)
- سليم الثاني (1566 – 1574)
- مراد الثالث (1574 – 1595)
- محمد الثالث (1595 – 1603)
- أحمد الأول (1603 – 1617)
- مصطفى الأول (1617 – 1618)
- عثمان الثاني (1618 – 1622)
- مصطفى الأول (1622 – 1623)
- مراد الرابع (1623 – 1640)
- إبراهيم (1640 – 1648)
- محمد الرابع (1648 – 1687)
- سليمان الثاني (1687 – 1690)
- أحمد الثاني (1690 – 1694)
- مصطفى الثاني (1694 – 1703)
- محمود الأول (1703 – 1757)
- مصطفى الثالث (1757 – 1774)
- عبد الحميد الأول (1774 – 1789)
- سليم الثالث (1789 – 1807)
- مصطفى الرابع (1807 – 1808)
- محمود الثاني (1808 – 1839)
- عبد المجيد الأول (1839 – 1861)
- عبد العزيز الأول (1861 – 1876)
- مراد الخامس (حكم لمدة ثلاثة أشهر فقط – 1876)
- عبد الحميد الثاني (1876 – 1909)
- محمد الخامس (1909 – 1918)
- محمد السادس (1918 – 1922)
- عبد المجيد الثاني (حكم من 1922 إلى 1942 حتى سقوط الدولة العثمانية، ولكنه لم يكن يمتلك أي سلطة سياسية)