إربد محافظة أردنية تقع في أقصى شمال الأردن وهي ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان بعد العاصمة عمان، فبحسب إحصائيات عام 2019 وصل عدد السكان في المدينة إلى 1.957.000 نسمة يتوزعون في 9 ألوية و18 بلدية، وتبلغ مساحة المدينة 1571.8 كم مربع وتبلغ الكثافة السكانية 1126.2 نسمة لكل كيلو متر.

وتبعد إربد عن العاصمة الأردنية عمان مسافة تُقدر بـ 84.46 كم، ويحدها من الشمال نهر اليرموك وهو الفاصل بين حدود المدينة وحدود الدولة السورية، ومن الجنوب تجاورها محافظتا جرش وعجلون، ومن الجنوب الغربي تحدها محافظة البلقاء، ومن الشرق تحدها محافظة المفرق، ومن الغرب تحدها مدينة بيسان الفلسطينية ويفصل بين حدودهما نهر الأردن، ويتفق الأردنيون على جمال مدينتهم وسحرها لذلك لقبوها "بعروس الشمال".

إربد قبل الحكم الإسلامي

تُعد مدينة إربد من المدن المتجذرة في عمق التاريخ والتي تعاقبت عليها العديد من الشعوب والأمم، أولهم الأشوريين الذين احتلوا المدينة عام 745 ق.م، ومن ثم احتلها الفراعنة المصريون في عام 590 ق.م، وفي عام 586 ق.م استطاع البابليون بقيادة الملك نبوخذ نصر هزيمة الفراعنة والسيطرة على المدينة، وفي عام 539 ق.م قدِمَ الفرس من إيران واستولوا على المناطق الواقعة تحت الحكم البابلي ومنها مدينة إربد، وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 333 ق.م عندما احتل الإسكندر المقدوني بلاد الشام ومصر فوقعت إربد تحت الحكم اليوناني وازدهرت المدينة خلال حكمهم، فأُعيد بناء مدنها وأُقيم بها عدة قواعد عسكرية لحماية تجارتهم، وكانت مركزًا لنشر الثقافة في دول الشرق ويعتقد بعض المؤرخين أنهم بنوا فيها المعابد والمسارح والمدرجات، ولكن دُثرت أثارها بفعل الزلازل التي شهدتها المدينة، وساهم الإنسان أيضًا في ردم الآثار اليونانية من خلال استخدام حجارة المعالم في بناء بيوتهم.

وفي عام 64 ق.م خضعت المدينة للحكم الروماني وأطلقوا عليه اسم "أرابيلا" وضُمت إلى حلف المدن العشر "الديكابوليس"، وخلال حكمهم انتشرت في المدينة زراعة الحبوب فكان القمح الذي يُزرع في سهول إربد وحوران يسد احتياجات الدولة من القمح لذلك أطلقوا على سهول إربد وحوران اسم "إهراء روما" وتعني بالعربية مخزن الحبوب، وخلال الحكم الروماني وقعت المدينة تحت سيطرة الأنباط إلى أنّ حررها الإمبراطور الروماني ترجان عام 106 م، وخلال القرنين الخامس والسادس ميلادي وقعت المدينة تحت حكم الغساسنة واشتهرت في حكمهم بزراعة العنب وإنتاج الخمر الفاخر.

مدينة إربد بعد الحكم الإسلامي

في عام 636 م أصبحت إربد تحت الحكم الإسلامي بعد انتصار الجيوش الإسلامية بقيادة شرحبيل بن حسنة في معركة اليرموك، ومن ثم أصبحت إربد تحت الحكم الأموي ولاقت الكثير من الاهتمام وازدهرت من شتى النواحي خاصة في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك الذي أمر ببناء قصرًا له في إربد وكان يزوره من حين لآخر، وعندما انتهى الحكم الأموي وقعت المدينة تحت حكم الدولة العباسية ولاقت الكثير من الإهمال فتراجعت مكانتها، ومن ثم عادت للازدهار في الخلافة الأيوبية وأصبحت أحد أهم الطرق الرئيسية التي تمر منها القوافل التجارية واستمر ازدهار المدينة في خلافة المماليك فأصبحت طريقًا مهمًا يربط بين بلاد الشام ومصر، وحافظت المدينة أيضًا على أهميتها كأحد الطرق المهمة التي تمر منها القوافل التجارية وأقيم بها الخانات لخدمة التجار والمسافرين.

ومن ثم وقعت إربد تحت الحكم العثماني وبنى العثمانيون بها عدة مراكز حكومية، ومن بعدها خضعت إربد كغيرها من دول بلاد الشام للحكم المصري الذي لم يستمر طويلًا فعادت المدينة لحكم الدولة العثمانية وخلال حكمهم عمل أهلها في الزراعة وتربية الماشية، وفي عام 1918 م انتهى الحكم العثماني وتولى الأمير فيصل بن الحسين ولاية الأردن ولكن حكمه لم يدم سوى سنة وبضعة أشهر وفي عام 1920 م وقعت الأردن تحت الانتداب البريطاني الذي استمر حتى عام 1946 م عندما أصبحت الأردن دولة مستقلة.

اقتصاد مدينة اربد

تُعدّ مدينة إربد المنطقة الزراعية الأولى في الأردن فتشكل الأراضي الصالحة للزراعة ما نسبته 70% من مساحة المدينة وبذلك تستحوذ المدينة على 13.5% من المساحة الكلية للأراضي الصالحة للزراعة في البلاد، ومن أبرز المحاصيل التي تُزرع في المدينة أشجار الزيتون والحمضيات والحبوب كالقمح والشعيرK بالإضافة إلى أنها تشتهر بإنتاج العسل عالي الجودة، وتمد منطقة الأغوار الشمالية، وهي إحدى المناطق التابعة لمحافظة إربد والتي تشتهر بخصوبة أراضيها، الأسواق الأردنية بمخزون الخضار والفواكه والفائض يتم تصديره للدول المجاورة كدول الخليج والعراق، وتُعد إربد أيضًا المدينة الأولى في الأردن في إنتاج زيت الزيتون عالي الجودة.

وتنتشر في المدينة ثلاث مدن صناعية ساهمت في تطور الصناعة الوطنية ووفرت فرص عمل لعدد كبير من المواطنين والمُقيمين في البلاد.

السياحة في إربد

تتميز إربد بمساحاتها الخضراء وهوائها العليل ومناظرها الطبيعية من شلالات وينابيع وجبال تُغطيها النباتات طوال العام لذلك تتمتع المدينة بحركة سياحية نشطة في جميع المواسم، فخلال الصّيف يزورها السياح الباحثين عن الهدوء والراحة في ظل المساحات الخضراء والمياه المتدفقة والحرارة المعتدلة، وفي الشتاء يقصد السياح منطقة الأغوار بسبب الأجواء الدافئة التي تتمتع بها، ويوجد في المدينة مناطق سياحية للعلاج الطبيعي تضم عددًا من الينابيع الساخنة منها الحمة الأردنية ومنطقة شمال الشونة، وينتشر في المدينة عدد من الأماكن الأثرية التي يزورها المُهتمون بالتاريخ ومعرفة أخبار الحضارات السابقة نذكر منها:

  • بلدة أم قيس، وهي إحدى المدن الرومانية القديمة وتضم مسرح وحمامات رومانية وكنيسة بيزنطية.
  • المسرح الجنوبي، وهو أحد الآثار الرومانية التي يعود تاريخها للقرن الثاني الميلادي.
  • منطقة طبقة فحل، وهي منطقة أثرية تضم العديد من الكنائس البيزنطية وينتشر بها عدد من الآثار التي تعود للعصر الحجري.
  • المتاحف، تضم المدينة ثلاثة متاحف يضمّ كل منها عدد كبير من الآثار التي يُقدر عمرها بآلاف السنيّن.

أهم الشخصيات إربد

بما أننا نتحدث عن إربد لا بد أن نتطرق لذكر أهم الشخصيات البارزة التي خرجتها مدينة إربد وكان لها تأثير كبير في عدة مجالات سواء كانت سياسية أو رياضية أو اجتماعية أو فنية، نذكر منهم الأسماء التالية:

  • مصطفى وهبي التل، أشهر شعراء الأردن والوطن العربي.
  • وصفي التل، وهو رئيس وزراء أردني ومن أبرز الشخصيات السياسية التي يستذكرها الأردنيون ويحبونها حتى يومنا هذا على الرغم من مرور 50 عامًا على وفاته بسبب ما عُرف عنه من إخلاص ووفاء في خدمة شعبه ووطنه.
  • بشر هاني الخصاونة، وهو رئيس وزراء الأردن حاليًا وعمل سابقًا مستشارًا لجلالة الملك عبدالله الثاني.
  • أحمد هايل، لاعب كرة قدم برز محليًا وعربيًا.
  • عبد الكريم الغرايبة، مؤرخ أردني يُلقب بشيخ المؤرخين الأردنيين.