إدلب هي إحدى محافظات الجمهورية العربية السورية، وتقع شمال غرب البلاد وتجاورها من الشرق محافظة حلب ومن الشمال تركيا ومن الجنوب محافظة حماة ومن الغرب محافظة اللاذقية، وتبعد عن العاصمة دمشق مسافة 330 كم.
وتُقدر المساحة الإجمالية للمدينة بـ 7700 كم مربع وتُصنف بأنها ثامن محافظة سورية من حيث المساحة، أما عدد السكان فقُدر بنحو 1.445.000 نسمة في إحصائية عام 2016 م، وبذلك تحتل إدلب المرتبة الخامسة في ترتيب المحافظات السورية من حيث عدد السكان.
سبب التسمية
تنوعت الآراء التي تفسر سبب تسمية مدينة إدلب بهذا الاسم، ومنها أنّ الاسم آرامي الأصل حيث سماها الأراميون فيما سبق "إدلبو" وتعني المكان الذي تُجمع به المحاصيل الزراعية ومن ثم حُرف الاسم ليصبح إدلب، وتقول آراء أخرى إن إدلب كلمة مُركبة مؤلفة من مفردتين الأولى "أدد" وهو إله الطقس في الحضارات السورية القديمة والمفردة الثانية "لب" وتعني بالسريانية قلب الشيء، ويجمع آخرون على أنّ تسمية المدينة جاء من لفظ "دلبات" وتعني إله الزراعة باللغة القبطية القديمة.
وفي وقتنا الحاضر أطلق على إدلب لقب "إدلب الخضراء" بسبب انتشار المساحات الخضراء فيها والتي يغلب عليها أشجار الزيتون.
تاريخ إدلب
كانت إدلب فيما مضى قرية صغيرة مرت عليها عدة شعوب، ولكن لم يكن لها أي أهمية تُذكر، وفي عام 1583 م اهتم بها محمد علي باشا فجعلها وقفًا على الحرمين الشريفين وأقام بها عدة مباني ما بزال بعضها موجود حتى يومنا هذا، ومنذ عام 1700 م أصبحت المدينة تتبع لمحافظة حلب وكانت تُصنف أكبر مدينة في حلب من حيث المساحة وعدد السكان.
ومنذ اندلاع شرارة الحرب العالمية الأولى عانت إدلب كغيرها من المدن السورية من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة بسبب الإجراءات الظالمة بحق الأهالي التي من أبرزها التجنيد الإجباري ومصادرة أرزاق الناس، ولم يختلف الحال كثيرًا في ظل الاحتلال الفرنسي الذي بدأ في عام 1920 م، وزاد الأمر سوءًا عندما اتخذ الزعيم السوري إبراهيم هنانو إدلب مكانًا لقيام ثورته ضد الاحتلال الغاشم فجاء الرد سريعًا من الجيش الفرنسي وقصفوا مدينة إدلب بالمدفعية مما أدى لمقتل الكثير من أهلها واعتقال بعضهم وشُرد الباقون إلى المدن المجاورة، ولكن لم يستسلم أهل إدلب فعادوا مرة أخرى واستمروا بمناهضة المُحتل حتى عام 1945 م حينما استقلت البلاد.
وفي عام 1958 م وخلال الوحدة بين جمهوريتي مصر وسوريا تحت مُسمى الجمهورية العربية المتحدة، زار الرئيس جمال عبد الناصر إدلب وكان المطلب الأول لأهلها إلغاء تبعية مدينتهم لمحافظة حلب والإعلان عنها محافظة مستقلة فوافق جمال عبد الناصر على مطلبهم فأصبحت إدلب محافظة مستقلة وانفصلت عن حلب.
اقتصاد مدينة إدلب
تُعدّ محافظة إدلب من أكثر المحافظات السورية المتقدمة زراعيًا إذ تشكل نسبة الأراضي القابلة للزراعة 58% من إجمالي مساحة المدينة، وساهم في ذلك عدة عوامل أهمها توفر المناخ الملائم للزراعة وتوفر التربة الحمراء بالإضافة للهطول المطري الجيد الذي ساهم بتطور الزراعة البعلية، وتنتشر في المدينة العديد من الينابيع التي ساهمت في تأمين مصدر مياه طبيعي لري المزروعات.
وتنتشر في المدينة ثلاثة أنواع من المحاصيل الزراعية وهي كالتالي:
- محاصيل صيفية: نذكر منها: الطماطم والبطيخ والقرع واليقطين والخيار والبطاطا والتبغ والذرة الصفراء والكوسا والباذنجان وغيرها الكثير.
- محاصيل شتوية: نذكر منها: الملفوف والقرنبيط والفول والعدس والحمص والشعير والقمح واليانسون والبازلاء والبصل الأخضر وغيرها الكثير.
- الأشجار المثمرة: نذكر منها: الكرز والسفرجل والمشمش والتين والعنب والزيتون والرمان والفستق الحلبي والخوخ والتفاح وغيرها.
وتأتي الصناعة في المرتبة الثانية في رفد اقتصاد إدلب، فتشتهر المدينة بالصناعات التقليدية التي تتمثل بصناعة الفخار والزجاج والصابون والسجاد اليدوي، بالإضافة للصناعات الغذائية مثل صناعة السكر وزيت الزيتون والدبس والفواكه المُجففة.
ويعمل عدد من سكان إدلب في التجارة إذ تتوفر في المدينة 12 سوقًا للمحاصيل الزراعية و10 أسواق للماشية بالإضافة لـ 3 أسواق للحوم الحمراء.
أهم الآثار التاريخية في المدينة
ينتشر في مدينة إدلب 55 موقعًا أثريًا نذكر منها ما يلي:
- مدينة سرمدا: وهي مدينة صغيرة تضم العديد من الآثار الرومانية والبيزنطية وأشهرها عمود سرمدا وهو نصب مرفوع على أربعة أعمدة.
- قصر البنات: وهو كنيسة أثرية بيزنطية، وفي عام 2011 أدرجتها اليونسكو على قائمتها ضمن مواقع التراث العالمي.
- قلعة الشغور: وهي قلعة صليبية تقع شمال غرب إدلب.
- إيبلا: وهي واحدة من أقدم المدن الأثرية في سوريا، وكانت فيما مضى أهم مركز حضاري في الفترة ما بين الألفية الثالثة والألفية الثانية قبل الميلاد.
- الدير الشرقي: وهي قرية أثرية تضم قبر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، وتضم القرية أيضًا كنيسة بيزنطية يعود تاريخها للقرن الرابع الميلادي.
- بنقوسا: وهي مستوطنة يعود تاريخها للفترة البيزنطية، وفي عام 2011 م سجلت اليونسكو الموقع في قائمتها للتراث العالمي.