الدوحة هي عاصمة دولة قطر وأكثر مدنها اكتظاظًا إذ يعيش بها ما يزيد على 50% من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ عددهم 2.657.333 نسمة، تقع الدوحة على الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر في الخليج العربي وتمتد على مساحة 132 كم مربع، وتوجد بها معظم الدوائر والوزارات الحكومية والمؤسسات التجارية والمالية، بالإضافة إلى مينائها الذي يستقبل السفن السياحية والتجارية.

سبب التسمية


كانت تُعرف الدوحة فيما مضى باسم "البدع"، ومع بداية القرن التاسع عشر تغير اسمها لما هو عليه حاليًا، ويفسر المؤرخون أنّها سُميت بهذا الاسم لأنها بُنيت على خليج من البحر يتخذ الشكل الدائري والذي يطلق عليه في اللغة اسم الدوحة، فيما تقول بعض الآراء إنّ الاسم جاء بسبب معركة "دوحة المقتلة" التي جرت على أرضها.

تأسيس الدوحة


تأسست الدوحة في نهاية القرن السادس عشر على يد إحدى القبائل العربية التي قدمت إليها من أبو ظبي وتُدعى "السودان" وبدأوا ببناء بيوتًا لهم والاستقرار في المدينة، وفي عام 1867م هاجم مدينتهم شيخ البحرين مما أضعف نفوذهم، وفي القرن التاسع عشر سكنها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني وأتباعه وفرض سيطرته عليها واتخذها مركزًا لحكمه ومقرًا له، وكان الشيخ جاسم قائدًا عسكريًا وقاضيًا وشاعرًا، وفيما بعد اعترفت بريطانيا بحكمه وكان اسمها في حينها "البدع"، ومن أهم المقومات التي ساعدت على نشأتها في ذاك الوقت وفرة المياه وانتشار الأراضي الزراعية  وعمل أهلها في صيد الأسماك والتجارة والبحث عن اللؤلؤ.
وفي عام 1913م توفي الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني ليخلفه في الحكم ابنه الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني وكان يُعرف بسعة المعرفة والتّدين والاستقامة، وفي عهده حُفر أول بئر للبترول في دولة قطر وهذا ما زاد الهجرة الداخلية والخارجية لها مما رفع من عدد سكانها.
وبعد وقوع الحرب العالمية الأولى عام 1914م، والذي نتج عنها زوال الدولة العثمانية، وقعت دولة قطر في عام 1916م اتفاقية مع بريطانيا لحمايتها وصّد أي عدوان عليها، بالمقابل مُنحت بريطانيا الحق بالتدخل في بعض شؤون البلاد، وفي تاريخ 3 سبتمبر من عام 1971م في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الحاكم الخامس لدولة قطر، أُلغيت الاتفاقية البريطانية وحصلت البلاد على استقلالها الكامل وتم الإعلان عن قطر دولة مُستقلة وعاصمتها الدوحة، وأنشئ أول مجلس للشورى وصدر أول نظام سياسي مؤقت في البلاد.

وفي وقتنا الحاضر تُعدّ الدوحة أحد المراكز المالية الناشئة في الشرق الأوسط، واختيرت لتستضيف عدة أحداث رياضية مهمة منها دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006م والألعاب العربية لعام 2011م، ومن المقرر أنّ تستضيف قطر النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم للرجال التي من المُقرر انطلاقها بتاريخ 21 نوفمبر من هذا العام.

اقتصاد الدوحة


يعتمد اقتصاد دولة قطر بشكلٍ عام على النفط والغاز الطبيعي، إذ تجاوز احتياطي البلاد من الغاز الطبيعي 25 تريليون متر مكعب وهذا ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة بأكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وتضم مدينة الدوحة واحدة من أهم المُدن الصّناعية في البلاد وأقدمها وهي مدينة دخان الصناعية التي تضم عدة حقول للنفط وتحتوي على مباني شركة قطر للبترول.
أما فيما يتعلق بالزراعة فدولة قطر كغيرها من دول الخليج العربي تفتقر لوجود مقومات الزراعة والتي تتمثل بخصوبة التربة ووفرة المياه والمناخ الملائم، وبالرغم من ذلك تنتشر في الدوحة عدة مزارع توفر للسوق القطري بعض المحاصيل الزراعية لسد الاحتياجات اليومية للمواطنين، ومن أبرز هذه المحاصيل الخضراوات الورقية والخضروات الجذرية كالبطاطا والجزر، وتسعى الحكومة القطرية لزيادة المساحات الزراعية وزيادة الدعم المُقدّم للمزارعين بهدف تحقيق الأمن الغذائي في البلاد.

السياحة في الدوحة


تُعدّ مدينة الدوحة من أهم المدن القطرية فهي تفتخر بوجود عدة معالم ثقافية بالإضافة للمناظر الطبيعية والأماكن الترفيهية التي تجذب السّياح من الداخل والخارج، حيث تتميز المدينة بهندستها المعمارية الخلابة وأماكن التسوق المُتعددة والتي تناسب الجميع على اختلاف أذواقهم وثقافاتهم وقدراتهم المالية، وهذا ما جعلها من أهم المدن السّياحية في البلاد، وفيما يلي سنتعرف على أفضل الأماكن التي تستحق الزيارة في الدوحة:

  • متحف الفن الإسلامي: من أهم الرموز في دولة قطر، يمتد المتحف على مساحة 35.000 متر مربع ويضم أكبر مجموعة من الفن الإسلامي في العالم إذ يحتوي المتحف على 4.000 قطعة فنية تم جمعها على مدى 1400 عام وهذا ما يُشعر الزائر بأنه في رحلة عبر الزمان والمكان، ويتميز المتحف بهندسته المعمارية المُذهلة.
  • سوق واقف: وهو المكان الأنسب للراغبين بالتسوق وتجربة أصناف متنوعة من الطعام، إذ يضم السوق عدة متاجر لبيع الملابس والتوابل والهدايا والعطور بالإضافة لعدد من المطاعم  التي تُقدم عدة أصناف من الطعام التقليدي، وأهم ما يميز هذا السوق عن غيره أنه تم تصميمه ليبدو وكأنه سوق يعود للقرن التاسع عشر.
  • حديقة أسباير: واحدة من أكبر الحدائق في الخليج العربي، وهو مكان مثالي لقضاء وقت ممتع مع العائلة، وبالإضافة للمناظر الطبيعية الخلابة فيها تضم الحديقة عدة معالم تستحق الزيارة من أهمها برج الشعلة الذي يبلغ ارتفاعه 300 متر وقد تم إنشائه في عام 2006 م عندما استضافت الدوحة دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشر وفيما بعد تم تحويله لفندق ضخم.
  • لؤلؤة قطر: هي جزيرة صناعية تمتد على مساحة 13.9 كيلو متر، وهي أول أرض في قطر سمحت فيها الحكومة للأجانب بالتملك الحر، وتضم الجزيرة عدة أماكن للتسوق وعدة مطاعم وممرات للمشي.
  • منتجع شاطئ سيلين: ما يميز هذا المنتجع هو وقوعه في وسط الكثبان الصحراوية، لذلك يقصده الزوار بهدف استئجار عربة وقيادتها على الكثبان الرملية، ويوفر المنتجع إقامة فاخرة لزواره.
  • كورنيش الدوحة: وهو من أكثر الأماكن شعبيةً حيث يقصده المشاة والراغبون بالركض وراكبو الدراجات الهوائية خاصةً في ساعات الصباح الباكر، ويرتاد المكان الأشخاص الباحثين عن الراحة في أحضان الطبيعة للاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة ومراقبة غروب الشّمس، ويضم الكورنيش عددًا من المطاعم والمقاهي.