غزة مدينة فلسطينية ساحلية تقع شمال قطاع غزة على طول البحر الأبيض المتوسط شمال شرق شبه جزيرة سيناء وتُقدر مساحتها الإجمالية بـ 56 كم وتبعد عن العاصمة الفلسطينية القدس بمسافة تُقدر بـ 78 كم مربع وتبعد أيضًا عن الحدود المصرية 32 كم من الجهة الشمالية، وغزة هي المدينة الرئيسية والمركز الإداري لقطاع غزة الذي سُمي نسبةً لها وتُصنف على أنها أكبر المدن الفلسطينية من حيث التعداد السكاني فبحسب إحصائيات عام 2015م وصل عدد السكان فيها إلى 750.000 نسمة وبهذا العدد من السكان تُدرج المدينة على قائمة أكثر المناطق المُزدحمة في العالم.
سكان مدينة غزة
معظم سكان غزة مسلمون يتبعون المذهب السني مع وجود محدود لمجتمعات صغيرة من الشيعة، ويعيش في غزة عدد من المسيحيين الفلسطينيين غالبيتهم من الروم الأرثوذكس ويتمركزون في حي الزيتون في البلدة القديمة الذي يُعدّ أكبر حي في غزة، بينما تخلو المدينة من اليهود.
والكثافة السكانية التي تحدثنا عنها في غزة ليست بالأمر الجديد فيُظهر أول سجل لغزة عام 1596م وجود 6000 نسمة يعيشون في المدينة مما جعلها تُصنف ثالث أكبر مدينة من حيث السكان في فلسطين خلال الفترة العثمانية بعد القدس وصفد، وتواصلت الزيادة السكانية في المدينة لعدة سنوات إلا أنها انخفضت في أعقاب الحرب العالمية الأولى لتعود بالزيادة مرة أخرى في السبعينيات والثمانينيات، فبحلول عام 1997م وصل عدد السكان إلى 300.000 نسمة.
وفي وقتنا الحاضر تُصنف غزة بأنها من المدن التي تشهد معدل نمو مرتفع بلغ 3% سنويًا، وبهذا الرقم احتلت المرتبة 13 عالميًا من حيث معدلات النمو.
تاريخ المدينة
تُعدّ غزة إحدى أقدم المدن في العالم واشتهرت فيما مضى مركزًا تجاريًا مهمًا ومحطة للقوافل التجارية بين سوريا ومصر، وأظهرت عمليات التنقيب في المدينة عن وجود مخلفات تعود للعصر الحجري، وخلال العصر الحديدي كانت غزة إحدى المدن الرئيسية التي تحتل مكانة مرموقة، لذلك سعت الكثير من الممالك والدول للسيطرة عليها ونجح الأشوريون في ذلك في عام 734 ق.م، وخلال حكمهم طردوا جميع اليهود الموجودين فيها وبقيت تحت سيطرتهم حتى القرن السابع قبل الميلاد، ومن ثم وقعت تحت سيطرة البابليين الذين اتبعوا نهج الأشوريين في التعامل مع اليهود فطردوهم من غزة ومن جميع المدن الفلسطينية.
وبعد أنّ ضعفت الدولة البابلية وقعت غزة وباقي المدن الفلسطينية تحت حكم الفرس وأصدر الملك الفارسي سايروس قرارًا يسمح لجميع اليهود الذين تم طردهم بالعودة، ومن ثم وقعت غزة تحت سيطرة الدولة الهيلينستية ومن ثم سيطرت عليها الدولة الرومانية وكانت غزة حينها مركزًا حضريًا رئيسيًا وبُنيت بها الكثير من المعابد والمستوطنات، ومن ثم وقعت المدينة تحت حكم الدولة البيزنطية وأطلقوا عليها اسم "كونستانتيا" وبنوا فيها كنيسة ضخمة ما تزال آثارها موجودة حتى يومنا هذا، وبنوا بها أيضًا ميناء مايوماس.
وفي عام 636م وقعت غزة تحت الحكم الإسلامي وبها دُفن جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وفي عام 1187م ضمها صلاح الدين الأيوبي للدولة الأيوبية، ومن ثم وقعت المدينة تحت الحكم العثماني في عام 1516م وجعلوها عاصمةً لإقليم فلسطين وكانت حينها مركزًا تجاريًا مهمًا، ومنذ عام 1918م إلى 1948م، بقيت غزة تحت حكم الاحتلال البريطاني ومن ثم وقعت تحت الحكم المصري الذي استمر من عام 1948م إلى 1967م، وفي عام 1967م (عام النكسة) وقعت تحت أيدي الاحتلال الإسرائيلي وبقيت كذلك حتى عام 1994م، وفيه وقّع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اتفاقية تتعهد خلالها إسرائيل بالانسحاب من كامل أراضي قطاع غزة ونقل السلطة للفلسطينيين.
اقتصاد مدينة غزة
يوصف اقتصاد مدينة غزة بالهش لأن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا مشددة على حركة الأفراد والبضائع التي تدخل للقطاع أو التي تخرج منه، لذلك يعاني سكان المدينة من ارتفاع معدلات البطالة والفقر كما هو الحال في باقي مدن القطاع، وبشكلٍ عام يعتمد اقتصاد غزة على الزراعة وبعض الصناعات الخفيفة والحرف اليدوية، وفيما يتعلق بالزراعة فتنتشر في المدينة زراعة الزيتون والحمضيات والبلح والفراولة وأصناف متنوعة من الخضار والفواكه مثل البطاطا والطماطم والخيار والبطيخ وغيرها من المحاصيل التي تُلبي احتياجات السكان ومنها ما يتم تصديره للخارج، خاصة الحمضيات، أما عن الصناعة في المدينة فتنحصر بين الصناعات الغذائية والملابس والنسيج والأثاث والمواد الإنشائية، ويعمل بعض سكان المدينة سواء من الرجال أو النساء بصنع قطع يدوية مثل الأواني الفخارية والبسط والتطريز على الملابس وصناعة الأثاث اليدوي المصنوع من البامبو، ويعتمد بعض السكان أيضًا على صيد الأسماك مصدرًا لدخلهم.
ويستقطب بحر غزة وشواطئها العديد من الزوار المحليين الذين يقصدون المدينة لقضاء أوقات ممتعة خاصة في أيام العطل والأعياد.
أبرز الأماكن الأثرية في المدينة
على الرغم من محدودية السياح الذين يقصدون زيارة غزة وذلك بسبب القيود التي يضعها الاحتلال على دخولهم المدينة، فإنّ غزة تحتضن عدد كبير من المعالم الأثرية الجديرة بالزيارة نذكر منها:
- المسجد العمري: وهو أقدم مسجد في غزة، يمتد المسجد على مساحة 4100م، وكان فيما مضى كنيسة وعندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب غزة أمر بتحويلها لمسجد وسُمي نسبةً له، وخلال الحرب العالمية الأولى تعرض المسجد للكثير من الدمار والتخريب وتمت صيانته فيما بعد.
- مسجد هاشم: وهو من أجمل المساجد في غزة وأنشأه المماليك، وسُمي بذلك نسبةً لهاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد عليه الصلاةُ والسلام، والذي توفي ودفن في غزة في أثناء إحدى رحلاته التجارية لذلك تُسمى غزة "غزة هاشم" نسبةً له.
- قصر الباشا سبيل السلطان: ويقع في حي الدرج في مدينة غزة ويعود تاريخ بنائه للعصر المملوكي.
- حمام السمرة: ويقع بحي الزيتون، أحد أحياء مدينة غزة، ويعود تاريخ بنائه للعصر العثماني وهو الحمام الوحيد في غزة.
- كنيسة الروم الأرثوذكس: ويعود تاريخ بنائها للقرن الخامس الميلادي وتتميز بجدرانها وأعمدتها الضخمة.