ويليام شكسبير شاعر إنجليزي وكاتب مسرحي يصنف على أنه واحد من أعظم كتاب المسرح على مر العصور، لذا فإن له مكانة عظيمة في مجال الأدب العالمي، وغالبًا ما يطلق عليه لقب "شاعر إنجلترا الوطني"، تميزت كل كتاباته وأشعاره بوصفها الدقيق للمشاعر الإنسانية والصراعات الداخلية، وقد أثرت في قلوب العديد من الأشخاص حول العالم، لذا فإن أعماله مشهورة ومحبوبة في كل دول العالم تقريبًا.
حياة شكسبير المبكرة
لا يعرف التاريخ الدقيق لميلاد ويليام شكسبير، لكن يقال إنه ولد في شهر أبريل عام 1564م لأنه تم تعميده في هذا الشهر في كنيسة سترانفورد أبون آفون في وركشير بإنجلترا. ووالده هو جون شكسبير تاجر جلود وعضوًا في المجلس المحلي، ووالدته هي ماري أردن وهي ابنة مزارع كبير كان له شأنه في البلاد، وكان لشكسبير شقيقتان كبرتان هما جوان وجوديث، وثلاثة أشقاء أصغر منه سنًا، وهم جيلبرت وريتشارد وإدموند.
نشأ شكسبير في سترانفورد والتحق بمدرسة King's New School هناك، ودرس فيها اللاتينية وقواعد اللغة، وكان يشترك في مسرح المدرسة إذ كان هذا شائعًا في هذا الوقت، ولا يوجد أي سجلات تقول إن شكسبير التحق بالجامعة بعد المدرسة، لذا فإن الاحتمال الأكبر أنه لم يحظى بالدراسة الجامعية، التي كانت في هذا الوقت حكرًا على الطبقات العليا الغنية لارتفاع مصروفاتها.
حياة شكسبير الزوجية والأسرية
تزوج ويليام شكسبير في 28 نوفمبر عام 1582م من آن هاثاواي، حينما كان في الثامنة عشرة من عمره فقط، بينما كانت زوجته في السادسة والعشرين وكانت حاملًا منه، ورزق منها بطفلتهما الأولى سوزانا في 26 مايو عام 1583م، وبعد ذلك بعامين تحديدًا في 2 فبراير عام 1585م رزق منها بتوأمان هما هامنت وجوديث، وتوفى هامنت وهو ابن أحد عشر عام فقط لأسباب مجهولة.
سر اختفاء ويليام شكسبير
بعد ولادة توأمي شكسبير عام 1585م اختفى لمدة سبع سنوات، حيث لا توجد أي سجلات عن شكسبير في هذه الفترة، لذا أطلق عليها العلماء اسم "السنوات الضائعة لشكسبير"، وهناك العديد من النظريات التي تفسر اختفاء شكسبير في هذه الفترة، وواحدة من هذه النظريات تقول إن شكسبير اختبأ من السير توماس لوسي، أما النظرية الأخرى فتقول إنه كان يعمل مساعد مدرس في لانكشاير، وفي العموم، يُعتقد أن شكسبير وصل إلى لندن في الفترة بين منتصف إلى أواخر الثمانينيات في القرن التاسع عشر، وأنه عمل خادمًا في مسارح لندن الراقية.
حياة شكسبير الأدبية والفنية
بدأت أولى مسرحيات شكسبير تُؤدى على مسرح لندن عام 1592م تقريبًا، وبعد عام 1594م قُدمت مسرحياته من قبل شركة تعرف باسم رجال اللورد تشامبرلين، التي كانت الشركة الرائدة في لندن في هذا الوقت، ثم أسس شكسبير عام 1599م مسرح خاص به على نهر التايمز مع مجموعة من الممثلين المسرحيين، وأطلق عليه اسم "مسرح جلوب".
وحقق شكسبير بفضل هذا ثروة طائلة مكنته من أن يشتري العديد من العقارات في كل من لندن وستانفورد له ولأفراد أسرته، وعاش معظم حياته في لندن، واستمرت شهرة شكسبير في الازدياد، وظل يعمل مع رجاله في مسرح جلوب حتى عام 1610م، ثم قرر أن يتقاعد من المسرح بينما يستمر في دعمه ودعم ممثليه. ويمكننا إجمال أعمال شكسبير في 38 مسرحية وقصيدتين سرديتين ومجموعة متنوعة من القصائد الأخرى و 154 سونيتة، ومن أشهر مسرحياته:
- روميو وجولييت
- حلم ليلة منتصف الصيف
- تاجر البندقية
- هنري الخامس
- هاملت
- ماكبث
- الملك لير
أشهر أقوال ويليام شكسبير
هناك الكثير من العبارات الرنانة التي تركها ويليام شكسبير ورائه، وهذه الأقوال يتردد صداها على الألسنة حتى وقتنا هذا، ومن أشهر هذه الأقوال ما يأتي:
- لا تُفكر في السلوك الذي ستفعله عندما تودّ الرحيل، فقط اذهب في الحال.
- ما الحب إلا خيال وجنون، وإنّي لأنبئك بأنّ المحبّ يستحق أن يُلقى به في غرفة مظلمة ويجلد بالسوط شأن المجانين، وأمّا السبب في أن المحبين لا يعاقبون على هذا النحو ولا يشفون من علتهم، فهو أن الجنون أصبح شيئًا مألوفًا حتى ليبتلي به الضاربون بالسياط أنفسهم.
- اذا أردت أن تَحبَ وأن تُحَبَ فابحث عن الحب بين أقاربك وأصدقائك ولا سيما والديك، فلن تجد أحدًا يكفيك بالحب سواهم فهم أحبوك دون سبب.
- تبدو الأيام كلها لياليا حتى ألقاك، والليالي تبدو أيامًا مشرقة إذا أتاحت لي الأحلام أن أراك.
- البعض يولد عظيمًا، والبعض يجتهد فيكون عظيمًا، والبعض يسبب مشقة عظيمة لهؤلاء.
- وما من جميلِ يظلُ جميلًا، فشيمة كل البرايا الفناء، ولكن صيفَكِ ذا لن يغيب، ولن تفقدي فيه نورَ الجمال، ولن يتباهى الفناءُ الرهيب، بأنك تمشين بين الظلال، فما دام في الأرض ناسٌ تعيش، وما دام فيها عيونٌ ترى، فسوف يردد شعري الزمانُ، وفيه تعيشين بين الورى.
وفاة شكسبير
توفي شكسبير –في الغالب– في 23 أبريل عام 1616م عن عمر يناهز 52 عامًا، حيث تظهر السجلات أنه دفن في 25 أبريل عام 1616م في كنيسة الثالوث، أما عن سبب الوفاة الدقيق فهو غير معلوم، إلا أن الكثير من الأشخاص يعتقدون أنه توفي إثر إصابته بالمرض، وقد ترك شكسبير وصية وهب فيها كل ثروته وممتلكاته لابنته الكبيرة سوزانا، وذهب القليل من هذه الثروة لزوجته آن.