يوجد ما يقارب 7000 لغة مختلفة منطوقة حول العالم، ويشار إلى أن هذا الرقم في تغير مستمر نتيجة ديمومة تغير اللغات وتعرضها للعديد من عوامل التجديد، ويذكر أن 40 بالمئة من عدد اللغات المنتشرة حول العالم هي لغات مهددة بالانقراض، خاصة تلك التي يبلغ عدد الناطقين بها أقل من 1000 متحدث، ومن ناحية أخرى يستخدم نصف سكان الكرة الأرضية 23 لغة من أصل 7000 لغة للتواصل وتبادل المصالح.

وتضم القارتان الإفريقية والآسيوية أعلى تنوع لغوي في العالم، إذ تحتوي كلتا القارتين على أكثر من 2000 لغة حيوية، بينما تضم أوروبا ما يقارب 250 لغة ولهجة منها 11 لغة مهددة بالانقراض في المملكة المتحدة، ويشير علماء اللغات أنه مع نهاية القرن 21 ميلادي يتوقع اندثار 5090 بالمئة من اللغات المنتشرة حاليًا وانقراضها.

وتجدر الإشارة إلى أن اللغة الإنجليزية تشكّل أكبر لغة في العالم من حيث الناطقين بها دون أن تكون لغتهم الأم، بينما تشكل لغة الماندرين اللغة الأكبر عالميًا للناطقين بها وتُعدّ لغتهم الأم، ويعود السبب في أن اللغة الإنجليزية اللغة الأكثر انتشارًا في العالم إلى الهيمنة البريطانية الاستعمارية خلال العقود الماضية التي ساعدت على انتشار الإنجليزية في العديد من الدول، ولاحقًا انتشار الثقافة الأمريكية، إذ تنتشر اللغة الإنجليزية حاليًا في 146 دولة حول العالم بينما تنتشر لغة الماندرين في 38 دولة.

أيضًا، يذكر أن أغلب اللغات المنتشرة في العالم تنتمي لعائلات لغوية يبلغ عددها 142 عائلة تبرز من بينها  6 عائلات رئيسية تشكل أكبر العائلات اللغوية من حيث عدد اللغات وانتشارها حول العالم وهي: النيجر- الكونغو والأسترونيزية وغينيا والصينية التبتية والهندو أوروبية والأفرو آسيوية.

مفهوم اللغة لغة واصطلاحًا

تُعرف اللغة (بالإنجليزية: Language) اصطلاحًا بأنها نظام من الرموز المنطوقة والمكتوبة المستخدمة من قبل الإنسان للتعبير عن أشياء عدة، وغالبًا ما تكون جزء من ثقافة، وتشمل وظائف عدة أهمها التواصل والتعبير عن النفس والهوية والتعبير العاطفي واللعب والتعبير التخيلي.

بينما تعرف اللغة لغة وحسب معجم اللغة العربية المعاصر بأنها "أصوات وكلمات يعبر بها كل قوم عن حاجتهم، وجمعُها لغات، ويُقال (علم اللغة) إشارة إلى  معرفة أوضاع المفردات، ويُقال (كُتب اللغة) إشارة إلى الكتب التي تبحث في أوضاع المفردات وتعرف بالمعاجم والقواميس".

ويعرّف معجم المعاني اللغة بأنها "صوت الإنسان المُعَبر عنه بالكلام، ويقال اللغة الأم إشارة إلى اللغة الأولى التي يتحدث بها الفرد وهي اللغة الأصل التي تتفرع إلى لغات، ويقال اللغة العامية وهي اللغة المتداولة بين الناس وهي بخلاف اللغة الرسمية المستخدمة في الكتابة وغيرها".

اللغات العشرة الرئيسية في العالم

على الرغم من تنوع اللغات وتجاوز عددها 7000 لغة حول العالم، هنالك 10 لغات رئيسية، وفيما يأتي ذكرها والتعريف بها:

  • الإنجليزية (English)

تُعدّ اللغة الإنجليزية اللغة العالمية والإفتراضية في العالم اليوم، إذ تُعدّ لغة الأعمال التجارية والدولية والسياحية والتكنولوجية وغيره الكثير، ويتحدث بها 1.132 مليون شخص حول العالم منهم 379 مليون شخص تشكل اللغة الإنجليزية لغتهم الأم مقابل 753 مليون شخص تشكل لغتهم الثانوية، ويشار إلى أن 60 بالمئة من المحتوى الإلكتروني المنشور عبر شبكات الإنترنت هو محتوى إنجليزي.

  • الماندرين (Mandarin)

تعرف الماندرين بأنها مجموعة من لهجات اللغة الصينية والتي يمكن أن تفهم من قبل المتحدثين بها إذ تضم 1.117 مليون ناطق، منهم 918 شخص تشكل لغتهم الأم مقابل 199 مليون تشكل الماندرين لغتهم الثانوية، وهي ثاني أكبر اللغات في العالم.

  • الهندية (Hindi)

تُعدّ اللغة الهندية إحدى اللغات الرسمية في الهند (ثاني أكبر دولة مأهولة بالسكان) وهي واحدة من أصل 22 لغة رسمية في الهند إلى جانب الإنجليزية، إذ يتحدث بها 615 مليون شخص منهم  341 مليون تشكل الهندية لغتهم الأم مقابل 274 مليون تُعدّ الهندية لغتهم الثانوية.

  • الإسبانية (Spanish)

تُعدّ اللغة الإسبانية من أكثر اللغات الرومانسية انتشارًا في العالم، وهي ثالث اللغات انتشارًا على الشبكة العنكبوتية، إذ يتحدث بها 536 مليون شخص منهم 460 مليون شخص تُعدّ الإسبانية لغتهم الأم مقابل 74 مليون شخص تُعدّ الإسبانية لغتهم الثانوية، ويشار إلى أن اللغة الإسبانية انتشرت نتيجة الاستعمار ووصلت إلى أمريكا وإفريقيا وبعض دول أسيا، وتُعدّ الولايات المتحدة تاني أكبر دولة تضم الناطقين باللغة الإسبانية.

  • الفرنسية (French)

تُعدّ الفرنسية اللغة الرسمية لتسعة وعشرين دولة في قارات مختلفة، وتعرف بأنها لغة الثقافة وهي ثالث أكبر لغة تضم ناطقين بها غير أصليين، إذ يتحدث الفرنسية 280 مليون شخص حول العالم يشكّل 77 مليون شخص منهم ناطقين أصليين لها مقابل 203 مليون شخص تشكل الفرنسية اللغة الثانوية لهم.

  • العربية (Arabic)

تُعد اللغة العربية اللغة الرسمية في 26 دولة حول العالم، وهي لغة الإسلام ولغة التعاليم الإسلامية أو ما يطلق عليها لغة الإسلام الليتورجية، ويشار إلى أن هنالك 247 مليون شخص ناطق باللغة العربية، من بينهم 245 مليون شخص تُعدّ العربية لغتهم الأم مقابل 29 مليون شخص تُعدّ العربية لغتهم الثانوية.

  • البنغالية (Bengali)

تعرف اللغة البنغالية بأنها اللغة الرسمية في بنغلادش ويتحدث بها سكان عدة مناطق في الهند وبورما، وعلى الرغم من انتشارها الجعرافي البسيط، تشكل إحدى اللغات الرئيسية في العام وذلك بسبب الكثافة السكانية في بنغلادش ودول الهند وبورما إذ يوجد 265 مليون شخص ناطق بالبنغالية، منهم 228 شخص تشكل البنغالية لغتهم الأم مقابل 37 مليون شخص تُعدّ البنغالية لغتهم الثانوية.

  • الروسية (Russian)

تُعدّ الروسية اللغة الرسمية لأربع دول في قارة آسيا واللغة الأصلية لأكبر عدد متحدثين بها في كل أوروبا، وهي اللغة المنتشرة في أجزاء الاتحاد السوفيتي سابقًا، ويُشار إلى أن هنالك 258 مليون شخص يتحدثون اللغة الروسية، منهم 154 مليون شخص تُعدّ الروسية لغتهم الأم مقابل 104 مليون شخص تشكل الروسية لغتهم الثانوية.

  • البرتغالية (Portuguese)

البرتغالية هي إحدى اللغات التي انتشرت نتيجة الاستعمار الأوروبي إلى جانب اللغة الإسبانية وهي اليوم اللغة الرسمية لتسع دول في أمريكا وأوروبا وإفريقيا، وتُعدّ البرازيل من أكبر الدول الضامة للناطقين باللغة البرتغالية، ويشار إلى أن عدد الناطقين بالبرتغالية حول العالم يبلغ 234، منهم 221 مليون شخص تشكل البرتغالية لغتهم الأم مقابل 13 مليون شخص تُعدّ لغتهم الثانوية.

  • الإندونيسية (Indonesian)

تعد الإندونيسية اللغة الرسمية لإندونيسيا رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، ويشار أن هذه اللغة لا تشكل بنسبتها الأكبر اللغة الأم للناطقين بها وإنما تم  اكتسابها لتسهيل عملية التواصل إذ تضم إندونيسيا ما يقارب 200 لغه فرعية، ويشار إلى أن عدد الناطقين باللغة الإندونيسية يبلغ 198 مليون شخص منهم 43 مليون شخص فقط لغتهم الأم هي الإندونيسية مقابل 155 مليون شخص تُعدّ الإندونيسية لغتهم الثانوية.

لماذا تعددت اللغات وتنوعت؟

يشير علماء اللغة إلى أن الإنسان تواصل باللغات المنطوقة منذ أيامه الأولى على وجه الأرض، ويعتقد أن البشر تحدثوا بلغة مشتركة  لمرة واحدة، ومن التخمينات والنظريات الموضعة من قبل اللغوين في سبب اختلاف اللغات حول العالم أن الإنسان قام قديمًا بتقليد الأصوات التي سمعها في المحيط من حوله أو أنه طور أصواتًا أساسية لتوصيل الأفكار البسيطة ثم تطورت بشكل أو بآخر، إذ قامت كل مجموعة في منطقة معينة بتطوير مجموعة كلمات خاصة تتوافق مع أفكارها وثقافتها مما نتج عنه تعدد اللغات واختلافها بشكل مستقل عن الآخر في مختلف أنحاء العالم.

ومن ناحية أخرى، يمكن النظر إلى أن تبادل الثقافات والغزو والحملات العسكرية والاستعمار كان سببًا في إحداث تغييرات على اللغات مما أنتج لغة جديدة أو لهجات جديدة ضمن اللغة الواحدة، ويُعدّ عاملا الوقت والمسافة أيضَا سببًا في إحداث تغيير على اللغات وإنتاج لغات جديدة.