تتمثل اللغة في القواعد والمعايير الأخرى التي تسمح للبشر بالتعبير عن أنفسهم من خلال النطق بأصوات بطريقة لا يفهمها غيرهم، وتحتل اللغة دور مركزي وحيوي في الوجود البشري واستمراره وتطوره عبر القرون.
تعريف اللغة اصطلاحًا
تُعرّف اللغة بأنها نظام من الرموز المنطوقة والمكتوبة التي يعبّر من خلالها البشر عن أنفسهم كأفراد في مجموعة اجتماعية وأعضاء في ثقافتها، وتتضمن وظائف اللغة التواصل والتعبير بأشكاله المختلفة بما في ذلك التعبير عن الهوية والتعبير التخيلي والتعبير العاطفي.
تعريف اللغة من قِبل علماء ولغويين مختلفين
أجمعت الآراء على أنّ للغة العديد من التعريفات المختلفة التي تقبل الصواب، ومن أبرز تعريفات اللغة بالنسبة للعلماء واللغويين ما يلي:
- الفيلسوف أرسطو
الكلام هو تمثيل تجربة العقل، واللغة هي صوت كلام ينتجه البشر للتعبير عن أفكارهم وعواطفهم ورغباتهم.
- عالم اللغويات فرديناند دي سوسور
اللغة نظام تعسفي للإشارات مكونة من الدال والمدلول، وبمعنى آخر اللغة هي أولًا نظام قائم على عدم وجود منطق أو سبب، وثانيًا يغطي ذلك النظام كلًا من الكائنات والتعبيرات المستخدمة للأشياء، وثالثًا ترتبط التعبيرات والأشياء معًا بشكل تعسفي، وأخيرًا تتضمن التعبيرات الأصوات والأحرف النصية التي يستخدمها البشر لإنتاج الكلام والكتابة للتواصل.
- عالم الإنسانيات اللغوي إدوارد سابير
اللغة هي طريقة بشرية غير غريزية لإيصال العواطف والرغبات والأفكار من خلال نظام من الأصوات المنتجة طواعية.
- عالم اللغة ليونارد بلومفيلد
اللغة هي الأقوال التي ينتجها أفراد المجتمع والتي لا تحتاج إلى الكتابة، ويؤكد لومفيلد على الشكل وليس على المعنى أساسًا للغة.
- أستاذ اللسانيات والفيلسوف نعوم تشومسكي
اللغة هي القدرة الكامنة لدى الناطقين الأصليين على فهم الجمل النحوية وتشكيلها، واللغة هي مجموعة من الجمل التي قد تكون محدودة أو لانهائية.
- اللغوي باتانجالي
اللغة هي تعبير بشري تنتجه أجهزة الكلام المختلفة للبشر وتحوله من تعبير إلى لغة مفهومة.
أهمية اللغة بالنسبة للبشر
تُعدّ اللغة جزء أساسي من الاتصال البشري، فمن خلالها يستطيع الإنسان مشاركة أفكاره ومشاعره مع الآخرين، وفيما يلي أبرز النقاط التي تبيّن أهمية اللغة بالنسبة للبشر:
- اللغة مهمة للأفراد والتنمية
يبدأ الأطفال في تعلم اللغة واستخدامها بالتدريج منذ نعومة أظفارهم، وهذا لا ينطبق فقط على الأطفال الصغار الذين يبدؤون في تعلم لغتهم الأم، بل يشمل الأطفال الأكبر سنًا الذين يتعلمون لغة ثانية في المدرسة غير لغتهم الأم، وعلى البالغين الذين يعملون على تعلم لغة ثانية، وحتى على الأشخاص الذين فقدوا لغتهم بسبب حادثة أو حالة مرضية ما ويسعون لاستعادتها.
- اللغة مهمة للأعمال
للغة أهمية كبرى وأساسية في إجراء الأعمال التجارية، فمن دون استخدام اللغة لا يمكن للأفراد مشاركة أفكارهم وتنميتها، سواء كان الأمر يتطلب تعلم لغة جديدة للتواصل مع أشخاص من ثقافة مختلفة أو حتى تعلم كيفية استخدام اللغة للنجاح في مقابلة وغيرها من أشكال التواصل بين البشر.
- اللغة مهمة للتواصل الشخصي
على الرغم من أن البشر يستطيعون التواصل غير اللفظي (لغة الجسد) إلا أن اللغة مهمة في التواصل الشخصي، ولا يمكن الاستغناء عنها عندما يتعلق الأمر بالتحدث للأصدقاء أو العائلة أو الشريك، فوجود اللغة أمر ضروري للتواصل الشخصي.
- اللغة مهمة للثقافة والمجتمع
تساعد اللغة البشر في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم داخل مجتمعاتهم المختلفة، ويسمح تعلم لغة أجنبية بفهم أفكار الثقافة الأخرى وحقيقتها، والتعرف على الآخرين وتبادل الأفكار معهم.
عناصر اللغة
هناك ستة عناصر أساسية تعتمد عليها اللغة لتكون متكاملة الأركان وتؤدي الغرض من استخدامها، وهي ما يلي:
- الوضوح
ينبغي على الفرد أن يستخدم اللغة بطريقة تكفل فهمها واستيعابها جيدًا من قِبل الأفراد المستهدفين، لذلك عليه الحرص على وضوح أفكاره تمامًا ليصل إلى هدفه، بالإضافة إلى استخدام مفردات واضحة للجميع لإيصال المعلومة لجميع الأطراف مهما كان مستواهم التعليمي أو الثقافي أو حتى تخصصهم.
- الإيجاز
على الفرد استخدام الكلمات الضرورية والمناسبة فقط للتعبير عن أفكاره، وتجنب استخدام لغة غير ضرورية، وهذا يعني عدم استخدام مصطلحات لا يفهمها الطرف الآخر، مثل المفردات الأجنبية أو المعقدة.
- التهذيب
على الفرد اختيار المصطلحات اللغوية المهذبة عند التعبير عن ذاته، وتجنب استخدام الكلمات غير المحتشمة مثل الألفاظ النابية أو الجارحة.
- القوة
يمكن للفرد الذي يستخدم مصطلحات لغوية قوية وجزلة كسب الآخرين لصالحه وإظهار نفسه شخصًا مسيطرًا على الموقف يستطيع حمل الآخرين على تنفيذ ما يريده.
- التنوع
يتمثل التنوع في مدى قدرة المتحدث على استخدام خليط من جميع عناصر اللغة المختلفة المذكورة أعلاه لإيصال أفكاره بنجاح وإبداع.
كم يبلغ عدد اللغات في العالم؟
وفقًا للغويين فإنّ اللغة (أ) تكون مختلفة عن اللغة (ب) إذا كان المتحدثون بهاتين اللغتين لا يفهمون بعضهم البعض بوضوح متبادل، وبناءً على هذا المعيار فإنّ هناك نحو سبعة آلاف لغة معروفة في العالم اليوم، وهذا العدد أقل بكثير عما كانت عليه اللغات قبل العقود القليلة السابقة، بسبب فقدان العديد من لغات السكان الأصليين وثقافاتهم بسبب العولمة والتحضر وهيمنة المجتمعات الكبرى.