اللغة المصرية القديمة هي لغة أفرو آسيوية منقرضة أو غير حية كانت فيما مضى لغة منطوقة في مصر القديمة، وهي واحدة من أقدم اللغات المكتوبة في العالم، بالإضافة إلى أنّها واحدة من أهم اللغات التي دخلت في عدة مجالات فارقة في الحضارة المصرية القديمة، مثل الدين والعلوم والأدب وغيرها.
تاريخ اللغة المصرية القديمة
تنتمي اللغة المصرية القديمة إلى عائلة اللغات الأفرو آسيوية، واستمرت هذه اللغة مكتوبة ومنطوقة لأكثر من أربعة آلاف عام، وهي تشبه اللغات العربية والعبرية والأكادية، وتختلف تمامًا عن اللغات الهندية الأوروبية مثل الألمانية والفرنسية والإنجليزية، وكُتبت اللغة المصرية القديمة لأول مرة بالنص الهيروغليفي، والذي كان معروف باستخدامه إشارات تشبه البشر والحيوانات والعناصر الطبيعية التي يصنعها الإنسان.
المراحل التي مرت بها اللغة المصرية القديمة
صنّف علماء اللغة المراحل التي مرت بها اللغة المصرية القديمة إلى خمس مراحل أساسية، وهي كما يأتي:
- اللغة المصرية القديمة
ظهرت اللغة المصرية القديمة للمرة الأولى قبل حوالي 3400 قبل الميلاد، وهي أقدم مرحلة في تاريخ هذه اللغة، وكانت الكتابات الأولية مجرد علامات عن الأسماء وكتابات أخرى بسيطة، ويمكن القول إنّ اللغة المصرية القديمة بدأت فعليًا في عام 2600 قبل الميلاد واستمرت حتى 2100 قبل الميلاد.
- اللغة المصرية الوسطى
جاءت هذه المرحلة بعد مرحلة اللغة المصرية القديمة مباشرة، حيث بدأت في الظهور قرابة عام 2100 قبل الميلاد، واستمرت نحو 500 عام لغة مكتوبة ومنطوقة، وتُعدّ هذه المرحلة أكثر اكتمالًا، ففيها بلغت اللغة أوج تطور أعمالها الأدبية، وبذلك أصبحت المرحلة الأنسب للبدء في دراسة اللغة المصرية القديمة.
- اللغة المصرية المتأخرة
بدأت المرحلة المتأخرة للغة المصرية بعد عام 1600 قبل الميلاد، لتأخذ مكان المرحلة الوسطى لغة مكتوبة ومنطوقة، وعلى الرغم من أنّ تاريخ بدء هذه المرحلة كان قبل عام 1600 قبل الميلاد، لم تنتشر تمامًا حتى حلول عام 1300 قبل الميلاد واستمر استخدام اللغة في هذه المرحلة حتى عام 600 قبل الميلاد، وفي خلالها ظهرت الخطابات والسجلات التجارية، وبالتحديد في عصر الرعامسة، ودخلت إلى اللغة المصرية كلمات أجنبية دخيلة.
- المرحلة الديموطيقية
بدأت هذه المرحلة بالظهور في القرن الثامن قبل الميلاد واستمر استخدامها حتى القرن الخامس للميلاد، وفي هذه المرحلة من العصر المصري المتأخر تطورت اللغة المصرية للغاية.
- المرحلة القبطية
جاءت هذه المرحلة بعد المرحلة الديموطيقية، وهي المرحلة الأخيرة للغة المصرية القديمة التي حلت محل جميع المراحل السابقة، وظهرت اللغة القبطية في القرن الثالث قبل الميلاد، وبقيت لغة منطوقة لدى قدماء المصريين لأكثر من 1000 عام.
الأبجدية التي كُتبت بها اللغة المصرية القديمة
كُتبت اللغة المصرية في مراحلها القديمة والوسطى والمتأخرة باستخدام الهيروغليفية والهيراطيقية، أمّا المرحلة الديموطيقية فتمت كتابتها باستخدام أبجدية منحدرة من الهيراطيقية، والتي تشبه بشكل كبير خط اللغة العربية الحديث، بالإضافة إلى أنها مكتوبة من اليمين إلى اليسار، أمّا المرحلة القبطية فكُتبت باستخدام الأبجدية القبطية، وهي شكل مطوّر عن الأبجدية اليونانية مع بعض العلامات المستمدة من الديموطيقية.
تراجع استخدام اللغة المصرية القديمة
بدأ تراجع استخدام اللغة المصرية القديمة خلال فترة دخول الإمبراطورية الرومانية ومن بعدها العصر الإسلامي المبكر إلى مصر، وذلك من حوالي عام 400 للميلاد؛ حيث نتج عن تراجع دور المعابد المصرية الحد من ثقافة اللغة القبطية، أخر مراحل اللغة المصرية القديمة، وبالتالي تراجعت الكتابة والتحدث بهذه اللغة، وأصبحت اللغة القبطية تُكتب بأبجدية مشتقة من اليونانية، ومنذ بدايات دخول الفتوحات الإسلامية إلى مصر بدأت اللغة العربية تأخذ مكان اللغة المصرية القديمة، إلى أنْ توقّف التحدث بالمصرية القديمة في فترة العصور الوسطى وبقيت تُستخدم لغة طقسية فقط.
6 حقائق رائعة حول اللغة المصرية القديمة
هناك الكثير من الحقائق حول اللغة المصرية القديمة التي كتبها قدماء المصريين بالهيروغليفية، ومن أبرزها ما يأتي:
1- لم يستخدم المصريون القدماء علامات الترقيم على الإطلاق ولم يتركوا مسافة بين كلماتهم.
2- يوجد أكثر من 700 رمز (حرف) هيروغليفي في الأبجدية المصرية القديمة.
3- كتب المصريون القدماء لغتهم على الألواح وجدران المعابد وعلى قصب البردى.
4- لم تكن الغالبية العظمى من الشعب المصري القديم تجيد الكتابة والقراءة، واقتصر هذا الأمر على الكهنة والكتبة فقط.
5- وفقًا للهيروغليفية، كانت تُكتب نصوص اللغة المصرية القديمة من اليمين إلى اليسار وبالعكس، وكذلك من الأعلى إلى الأسفل، وهذا أمر حيّر الباحثين في فك رموز اللغة المصرية المكتوبة بالهيروغليفية.
6- بعد اندثار اللغة المصرية القديمة لعدة قرون كان اكتشاف حجر الرشيد في عام 1799م المفتاح الذي ساعد في تعلم طريقة قراءة الهيروغليفية، والحجر منحوت بثلاث لغات مختلفة، وهي الهيروغليفية في مرحلة اللغة المصرية الوسطى والديموطيقية واليونانية، ونجح المؤرخون في عشرينيات القرن التاسع عشر في فهم طريقة كتابة الهيروغليفية.