اللغات التشادية هي مجموعة لغوية من فروع اللغات الأفرو آسيوية، وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً لبحيرة تشاد، وتتعدد أفرعها ولهجاتها، ويختلف حضور اللغات المتفرعة منها وقوتها، فبينما هناك لغات منطوقة بشكل واسع، هناك في مقابل ذلك لغات تابعة للتشادية بدأت بالتراجع وقد تصل إلى درجة الانقراض.
التعريف باللغات التشادية
تنتمي مجموعة اللغات التشادية (Chadic Languages) إلى عائلة اللغات الأفرو آسيوية، وتُصنّف نحو 140 لغة أو أكثر من ضمن اللغات التشادية، ويتم التحدث بها بشكل خاص في تشاد ونيجيريا والكاميرون والنيجر، وتبلغ الأفرع الرئيسية لهذه اللغات أربعة أفرع، وهي غرب تشاد وشرق تشاد ووسط تشاد ولغة الماسة، وتُعدّ لغة الهوسا إحدى لغات غرب تشاد وأقوى لغة حاضرة في هذه المجموعة، حيث تُستخدم على الصعيدين المحلي والدولي، وينطق بها حوالي 40-50 مليون شخص إما لغة أم أو لغة ثانية، بينما هناك بعض اللغات التشادية الأخرى بدأت بالتراجع في بدايات القرن الحادي والعشرين بعد أن كانت من اللغات الحاضرة المنطوقة، وذلك بسبب التزايد السريع لأعداد الأشخاص الناطقين للغة الهوسا.
تاريخ اللغات التشادية
وفقًا لتحليلات علماء اللغة، فإنّ أسلاف اللغات التشادية واللغة الكوشية سكنوا في شمال إفريقيا وشرقها قبل حوالي 7000-8000 سنة، وبسبب انتقال السكان التدريجي في الصحراء لرعي الماشية انتشرت اللغات التشادية باتجاه الغرب الإفريقي حتى وصلت حوض بحيرة تشاد واستقروا هناك، وكانوا أول من استوطن المنطقة وأنشأوا مجتمعات سكانية توسعت لاحقًا وانتشرت لغتهم وتفرعت إلى باقي أجزاء القارة الإفريقية في وقت لاحق، ويُعدّ حوض تشاد اليوم أحد أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان في جنوب الصحراء الإفريقية.
التوزيع الجغرافي للغات التشادية
يتنوع التوزيع الجغرافي للغات التشادية في إفريقيا إلى درجة كبيرة، ولكن بشكل عام تنتشر لغة الهوسا على نطاق واسع في الكثير من دول إفريقيا ومناطقها، بينما يتقيد وجود اللغات التشادية الوسطى في جنوب حوض تشاد نظرًا لأنّها اللغات الأكثر تعقيدًا، يليها اللغات التشادية الشرقية غير المفهومة في تشاد، وهي تتوزع في مناطق مختلفة من إفريقيا، ولم يتمكن الباحثون من تحديد التوزيعات الجغرافية للغات الهوسية (الأكثر استخدامًا) على وجه التحديد، بالإضافة إلى أنّ العلاقات بين عائلات اللغات التشادية مفككة للغاية، وجدير بالذكر أنّ اللغات التشادية ارتبطت منذ البداية بالتطورات السياسية والاجتماعية لمنطقة حوض بحيرة تشاد، فمنها من توسع نطاق استخدامها، ومنها لم تستطع مواكبة التطورات الجارية وبقيت تُستخدم على نطاق ضيق جدًا قد يصل إلى زوالها في المستقبل.
كلمات اللغات التشادية المستعارة
تضم اللغات التشادية العديد من المفردات المستعارة من اللغات النيلية الصحراوية، وهذا يدل على التواصل المبكر بين السكان الناطقين باللغات التشادية والسكان الناطقين باللغات النيلية الصحراوية، حيث كان التشاديون يتنقلون إلى الغرب نحوهم، وعلى الرغم من أنّ الناطقين بلغات أداماوة كانوا قريبين أيضًا من الناطقين باللغات التشادية، كان التواصل بينهم غير فعال، لهذا لم تتأثر اللغات التشادية بلغات أداماوة، وبالتالي لم تأخذ أيًا من مفرداتها.
أبرز أفرع اللغات التشادية الشائعة
إضافةً إلى الهوسا، هناك أفرع أخرى شائعة من اللغات التشادية من أبرزها ما يأتي:
- لغة ميا
تُعدّ لغة ميا (Miya) أحد فروع اللغات التشادية وتُنسب أصول هذه اللغة وفقًا لعلماء اللغة إلى مدينة ميا التاريخية.
- لغة موسي
لغة موسي (Musey) هي أحد فروع اللغات التشادية ويتم التحدث فيها في غرب تشاد.
- لغات يوبي
تنقسم لغات يوبي (Yobe) الأصلية إلى سبع فروع، وهي بولي ودواي وبادي وكاريكار وماكا ونيغزيم ونغامو، ويتركز المتحدثون بلغات يوبي بشكل رئيسي في ولاية يوبي النيجيرية، وتوجد فئة أخرى تتحدث بهذه اللغات في ولاية غومبي النيجيرية أيضًا.
أبرز أفرع اللغات التشادية المهددة بالانقراض
هناك عدد كبير من اللغات التشادية المهددة بالانقراض بسبب تناقص أعداد مستخدميها، من أبرزها ما يأتي:
- لغة بوا
يتحدث بلغة بوا (Boa) المتفرعة من اللغات التشادية حوالي 700 شخص في تشاد، ويتركزن بشكل أساسي في مناطق جنوب ووسط البلاد، وهناك العديد من اللهجات غير المعروفة التي تفرعت من هذه اللغة.
- لغة البور
البور (Boor) هي أحد أفرع اللغات التشادية الشرقية المهددة بالانقراض، ويتحدث بها نحو 100 شخص فقط في قرية دومراو الصغيرة في تشاد، ومع استمرار انتقال القرويين إلى المدينة ربما يتوقف استخدام هذه اللغة مستقبلًا تمامًا.
- لغة الكوروم
الكوروم (Korom) هي لغة غير معروفة ومهددة بالانقراض، ويتم التحدث الفعلي بها في جنوب تشاد من قِبل حوالي 60 شخص فقط، لهذا من المتوقع إلى حد كبير أن تنقرض هذه اللغة في وقت لاحق قد يكون غير بعيد.