الأنمي أو الرسوم المتحركة (بالإنجليزية: Anime) هو الأسلوب الشعبي المنتشر في الرسوم المتحركة في اليابان الذي يستخدم الصور الملونة والشخصيات القوية والقصص الحركية، والذي أنتج بادئ ذي بدء للسوق الياباني مما أظهره بصورة فريدة ذات خصائص ثقافية تتعلق بالحضارة اليابانية بالمقام الأول، ووجّه للفئات العمرية المختلفة إلا أنه كان مخصصًا للبالغين بشكل خاص، ويذكر أن الأنمي الحديث ظهر في عام 1951م وحقق انتشارًا ونجاحًا واسعين بحلول عام 1961م عن طريق كاتب المانجا أوسامو تيزوكا الذي ساهم بدرجة كبيرة في جمالية فن الأنمي وتطوره.

ويشار إلى أن الأنمي هو أيضًا مصطلح يطلق على الأسلوب السائد في الكتب المصورة والرسوم المتحركة الهزلية اليابانية أو المانجا، وهو أحد أشكال الترفيه الشائعة للبالغين والجمهور الأصغر سنًا، والذي يتميز بحبكة معقدة وطول مدة العرض ويشتمل على موضوعات النينجا وأنواعها ورسومها وفنون الدفاع عن النفس والقصص الخارقة للطبيعة أو الرعب والرومانسية والخيال العلمي.

ويعتمد رسم الأنمي وإنتاجه على طريقتين أساسيتين إذ يمكن إنتاجه من خلال استخدام تقنية ثنائية الأبعاد بحيث تكون الرسوم أو الصور مسطحة ترسم على ورق أو يمكن استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد والتي تعتمد على استخدام مواد مثل الطين والقطن والقطع المنزلية وغيرها، وفي كلتا الحالتين يجب الاعتماد على قاعدة الإطارات في الثانية (بالإنجليزية: Frames Per Second)، ويشير هذا المصطلح إلى عدد الصور المطلوبة لإنتاج ثانية واحدة في فيلم الرسوم المتحركة، إذ يجب إنتاج أربع وعشرين صورة لكل ثانية في الفيلم الذي يتم إنتاجه، وغالبًا ما يُستخدم الإطار مرتين أو ثلاث مرات للحفاظ على الوقت والجهد والمال في إنتاج الأنمي.

تاريخ فن الأنمي

تطور فن الأنمي عبر عدة مراحل تاريخية وفيما يأتي أهم مراحل فن الأنمي وتفاصيلها:

• الأنمي بدايات القرن العشرين

تعود جذور الأنمي إلى أواخر عام 1916م وبدايات عام 1917م إذ أصدر شيموكاوا أوتين أول فيلم رسوم متحركة ياباني بتقنية ثنائية الأبعاد ومدته أقل من خمس دقائق، ويشار إلى أن العديد من الأفلام المتحركة في هذه الفترة فُقدت بسبب عوامل عدة أهمها بدائية الأدوات المستخدمة التي أدت لتلف الأفلام وتفكك بكرات الأفلام أو احتراقها، وفُقدت أيضًا العديد من أفلام هذه الفترة خلال زلزال كانتو العظيم عام 1923م.

وأنتج ما يقارب عشرين فيلمًا في اليابان، وتحديدًا في منتصف فترة الحرب العالمية الأولى، حيث كان الأنمي أو الرسوم المتحركة خلال هذه الفترة يثير فضول العديد من فناني المانجا، ومن أهمهم أوتين شيموكاوا وجونشي كوشي وسيتارو كيتاياما، الذين عينتهم استديوهات الأفلام لإنتاج أفلام الأنمي ولقبوا آنذاك بآباء الأنمي.

• الأنمي ما بين ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين            

تعرض فن الأنمي ما بعد الحرب العالمية الأولى للعديد من التحديات، أهمها قلة الاستديوهات وانخفاض مصادر التمويل، لكن هذا الأمر لم يمنع استمرار الإنتاج، وبحلول فترة الثلاثينيات من القرن العشرين برز اسم كينزو ماساوكا كأحد فناني فن الأنمي، وتطورت أدوات إنتاج الأنمي إذ استخدمت أوراق شفافة تحتوي على رسومات الأنمي وموضوعة فوق بعضها البعض على خلفيات متعددة عوضًا عن قصاصات الطباشير والورق التي استخدمت في إنتاج الأنمي الأول.

وأنتجت الحكومة الأنمي خلال هذه الفترة لأهداف ترويجية خاصة مع استعداد الجيش للحرب، ومن ناحية أخرى أُنتج العديد من الأنمي أو الرسوم المتحركة لفئة الأطفال لأهداف تعليمية بحتة، وخلال الحرب العالمية الثانية نمت استديوهات الأنمي بشكل كبير وصدر أول فيلم كامل بعنوان (موموتارو: البحارة المقدسون).

• الأنمي خلال خمسينيات القرن العشرين

بعد الحرب العالمية الثانية وفي عام 1956م، تم شراء شركة أفلام الرسوم المتحركة اليابانية (Japan Animated Films) التي أسست عام 1948م وأصبحت تعرف باسم شركة توي (Toei)، وبرزت العديد من الأسماء المشهور لفناني الأنمي، وتم إصدار فلم هاكوجادن (قصة الثعبان الأبيض) في ثمان وسبعين دقيقة، وهو أول فيلم أنمي ملون طويل آنذاك.

• الأنمي خلال ستينيات القرن العشرين

شكلت فترة الستينيات من القرن العشرين نقلة نوعية في عالم الأنمي إذ بدأ بث الأنمي بصورة منتظمة على التلفاز الياباني بواقع ثلاث دقائق للحلقة الواحدة فقط، وبعد ذلك تتالى إنتاج الأنمي التلفزيوني ضمن سلاسل، ويشار إلى أن هذه الفترة لم تشهد إنتاج حلقات أنمي تصل مدتها إلى نصف ساعة بسبب المخاوف المادية والموعد النهائي للسلسلة.

• الأنمي خلال سبعينيات القرن العشرين

خلال هذه المرحلة أسس العديد من فناني الأنمي استوديوهات خاصة بهم وأنتجت أهم سلاسل الأنمي المعروفة عالميُا في يومنا الحالي وهو هايدي فتاة جبال الألب، وبعدها أنتجت العديد من السلاسل المتكيفة مع الأدب الكلاسيكي مما زاد من شهرة هذا الفن وانتشاره، والذي تضمن لاحقًا موضوعات الخيال العلمي، وبحلول نهاية فترة السبعينيات أصبح الأنمي جزءً لا يتجزأ من الثقافة الشعبية اليابانية.

• الأنمي خلال ثمانينات القرن العشرين

يطلق على فترة الثمانينات العصر الذهبي للأنمي إذ شهد هذا الفن انفجارًا في الأنواع والفوائد والأهداف، وأصبحت الرسوم المتحركة في الصدارة في الأسواق اليابانية بشكل خاص.

• الأنمي خلال تسعينيات القرن العشرين

تعرض الأنمي خلال تسعينيات القرن الماضي إلى انتكاسة كبيرة حين انهار الإقتصاد الياباني عام 1991م مما أدى إلى إغلاق العديد من استديوهات أفلام الرسوم المتحركة وحدوث ركود في مجال الأنمي وتطوره آنذاك.

• الأنمي بدايات القرن الواحد والعشرين حتى يومنا الحالي

تطور الأنمي بحلول عام 2000م وعاد له مجده من جديد خاصة مع بداية استخدام التقنيات الرقمية الحديثة في إنتاجه، فكانت الحواسيب الأداة الجديدة للإنتاج، مما ساعد على زيادة القدرة على معالجة الرسوم وجودتها، ومن ثم انتشارها عالميًا ووصولها لمختلف الدول والبلدان.

خصائص فن الأنمي

يتمتع فن الأنمي بالعديد من الخصائص التي تميزه عن غيره من الفنون وفيما يأتي أهمها:

• الخصائص المرئية

غالبًا ما تظهر شخصيات فن الأنمي معبرة عن حالات نفسية وعاطفية، وتظهر العيون الكبيرة كجزء وسمة أساسية بارزة في الأنمي، ويشار إلى أن التعبيرات تظهر بالتزامن مع جفن العين والحاجب، ويظهر الحد الأدنى من التفاصيل في ملامح الوجه والأدوات الأخرى مثل الملابس وغيرها.

• الألوان والرسم

غالبًا ما تستخدم تقنية التظليل الكرتوني (Cel Shading) في تصميم رسوم الأنمي والتي تخلق تميزًا بين الظلال والأجسام، وبالتالي إنتاج بُعد ثلاثي للجسم المرسوم، إذ يستخدم اللون الغامق لإظهار الظل أو الظلال ويستخدم اللون الفاتح لإبراز جسم معين في الأنمي.

• عناصر دموية

غالبًا ما تتضمن الرسوم المتحركة (الأنمي) مواضيع ذات طابع دموي مثل الموت والتحدي وقضايا بلوغ سن الرشد والعنف والحرب والهوية الجنسية والرومانسية.

أشهر فناني فن الأنمي

برزت العديد من أسماء الفنانين اليابانيين في مجال إخراج الأنمي وفيما يأتي ذكر أهمهم وأبرز أعمالهم:

• هاياو ميازاكي (Hayao Miyazaki)، ومن أبرز أعماله المخطوفة (Spirited Away) وقصر هاول المتحرك (Howl’s Moving Castle) وبونيو (Ponyo) والعالم السري لأريتي (The Secret World of Arrietty).
• كاتسوهيرو أوتومو (Katsuhiro Otomo)، ومن أبرز أعماله أكيرا (Akira).
• أكيرا تورياما (Akira Toriyama)، ومن أشهر أعماله دارجون بول (Dragon Ball).
• ساتوشي كون (Satoshi Kon)، ومن أبرز أعماله الكمال الأرزق (Perfect Blue) وممثلة الألفية (Millennium Actress) وعرابيي طوكيو (Tokyo Godfathers).
• إيشيرو أودا (Eiichiro Oda)، ومن أبرز أعماله ون بيس (One Piece).
• هيدياكي أنو (Hideaki Anno)، ومن أبرز أعماله نيون جينيسيس إيفانجيليون (Neon Genesis Evangelion)
• كين سوجيموري (Ken Sugimori)، ومن أبرز أعماله البوكيمون (Pokémon).