يُعرف التقويم (بالإنجليزية: Calendar) بأنه نظام زمني وضعه الإنسان لتحديد الوقت ولحساب تواريخ الأيام وتنظيمها لأغراض اجتماعية أو دينية أو تجارية أو دينية بناءً على عدة معايير، وفيه تُمنح الفترات الزمنية أسماء معينة مثل أيام أو أسابيع أو أشهر أو سنوات، وعادةً ما تتزامن تلك الفترات الزمنية مع دورة الشمس أو دورة القمر. ورغم أن الشائع هو اعتماد التقويم الواحد إما على دورة الشمس أو دورة القمر، توجد تقاويم أخرى تعتمد على دورتي الشمس والقمر معًا أو على كواكب أخرى، وهناك تقاويم لا تعتمد على عامل محدد.

وقد وضعت الحضارات والمجتمعات المختلفة تقاويم خاصة بها تناسب احتياجاتها الاجتماعية أو الدينية أو التجارية أو الإدارية كما يلي:

التقاويم الشمسية

تعتمد التقاويم الشمسية (بالإنجليزية: Solar Calendars) على دورة الشمس في السماء أو موقع الأرض في مدارها، ومن أهم التقاويم الشمسية ما يلي:

التقويم المصري القديم

يعود التقويم المصري القديم إلى سنة 4241 قبل الميلاد، وهو أقدم تقويم معروف في العالم، وفيه استخدم المصريون السنة الشمسية وقسّموها إلى اثني عشر شهرًا، كل منها ثلاثين يومًا، وكانوا يضيفون إلى الشهر الأخير خمسة أيام يسمونها أيام النسيء أو اللواحق، بالإضافة إلى أنهم قسّموا السنة إلى ثلاثة فصول متساوية واتخذوا فصل الخريف بداية لها لأنه شهر العمل والزرع وفيضان النيل.

ويُذكر أن أشهر السنة عندهم كانت نفسها الأشهر القبطية، بجانب أنهم لم يبنوا تاريخهم أو تقويمهم على حادثة ثابتة ولم يراعوا ربع اليوم الزائد عن السنة الشمسية إلا في وقتٍ متأخر.

تقويم المايا

يُعدّ تقويم المايا -تقويم شمسي استُخدم في العصور القديمة في المكسيك ويعود إلى سنة 580 قبل الميلاد- أول تقويم موسمي وزراعي في أمريكا. وكانت السنة الشمسية في هذا التقويم تتألف من 18 شهرًا، كل منها 20 يومًا (بإجمالي 360 يومًا)، وكانت تُضاف إلى السنة خمسة أيام أخرى تُسمى الفترة المشؤومة أو المنحوسة ليصبح مجموع أيام السنة 365 يومًا.

التقويم الميلادي

التقويم الميلادي أو التقويم الجريجوري أو الغربي أو المسيحي أو النصراني هو التقويم المستعمل في أكثر دول العالم، ويبدأ من سنة ميلاد عيسى عليه السلام، لذلك يُسمى بالتقويم الميلادي، ويعتمد على دورة الشمس، وفيه تتألف السنة من 365 يومًا في السنة البسيطة و366 يومًا في السنة الكبيسة مقسومين على 12 شهرًا، ويُذكر أن التقويم الميلادي قد صحح نظام التقويم اليولياني حتى أُطلق عليه اسم "التقويم المحسن" واتبعته جميع الدول بعد ذلك لأسباب عدة منها الدينية ومنها الحياتية كالعولمة والهيمنة الجديدة.

التقويم اليولياني أو الجولياني

يُنسب التقويم اليولياني إلى يوليوس قيصر، وقد بُني في البداية على التقويم القمري لقدماء الرومان الذي كان تقويمًا معقدًا ومربكًا حيث كانت السنة فيه تتكون من 12 شهرًا يُضاف إليها أحيانًا شهرًا آخر لتصبح 13 شهرًا تنقسم من حيث عدد أيامها كما يلي:

  • 7 أشهر مكونة من 29 يومًا
  • 4 أشهر مكونة من 31 يومًا
  • شهر واحد مكون من 28 يومًا

أي، كانت السنة في التقويم الروماني القديم تتكون من 355 يومًا حتى انتُخب يوليوس قيصر حبرًا أعظمًا في عام 63 قبل الميلاد وبدأ إجراءات إصلاح التقويم، فاعتمد السنة الشمسية للتقويم الروماني وجعل السنة 365 يومًا، مضيفًا إليها ربع يوم لتصبح السنة 365 وربع يومًا بجانب السنة الكبيسة التي تأتي كل أربع سنوات وتتألف من 366 يومًا، وسُميت شهوره في الغالب على اسم القياصرة تقديرًا لهم وكان يناير هو الشهر الأول الذي تبدأ به السنة.

التقويم البوذي

التقويم البوذي هو أحد التقاويم المعتمدة على دورة الشمس والمُستخدم في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ويُذكر أنه يستند إلى التقويم الهندوسي في التقويم الهندي ويستخدم التقويم الفلكي العام ويتضمن سنة كبيسة على غرار التقاويم الأخرى، وليس له استخدام رسمي بل يقتصر استخدامه على الاحتفال بالمهرجانات المهمة فقط.

التقويم الياباني

التقويم الياباني هو أحد التقاويم التي تستخدم السنة الشمسية للتقويم الميلادي، إلى جانب بعض أنظمة التقاويم في الممارسات الصينية التي يبدأ فيها التقويم باعتلاء الإمبراطور الجديد للعرش، واستُخدم هذا النظام منذ عام 701 م وكان قبل ذلك يعتمد على الأحداث الأخرى المهمة غير اعتلاء الإمبراطور.

التقويم الفارسي

التقويم الفارسي أو الإيراني هو أحد التقاويم المعتمدة على دورة الشمس، وهو تقويم مداره الأبراج الفلكية وفيه تمرّ الشمس ببرج واحد في كل شهر ميلادي، ويتخذ التقويم الفارسي من الاعتدال الربيعي بدايةً له، حيث تبدأ السنة الفارسية يوم 21 مارس التي تعادل 1 الحمل، وهو يوم عيد النيروز أو النوروز في بداية فصل الربيع.

التقويم البهائي

التقويم البهائي أو تقويم بديع هو التقويم المُستخدم في الدين البهائي والمعتمد على التقويم الشمسي، وفيه تتألف السنة العادية من 365 يوم والسنة الكبيسة من 366 يومًا، وتتألف السنة من 19 شهر، كل شهر 19 يومًا مُضافًا إليها 4 أيام في السنة العادية و5 في السنة الكبيسة. وتبدأ السنة عند الاعتدال الربيعي، وقد بدأ التقويم البهائي في 21 مارس/آذار 1844 م.

التقاويم القمرية

تعتمد التقاويم القمرية (بالإنجليزية: Lunar Calendars) على دورة القمر وبدايته ونهايته وشكله، وغالبًا ما يبدأ الشهر مع قمر جديد، وتتألف السنة القمرية من 12 شهرًا طولها إما 29 أو 30 يومًا، ومن أهم التقاويم القمرية ما يلي:

التقويم الهجري

التقويم الهجري أو الإسلامي هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر ويستخدمه المسلمون في تحديد مناسباتهم الدينية على وجه الخصوص، وتتخذ بعض البلدان العربية، مثل المملكة العربية السعودية، التقويم الهجري تقويمًا رسميًا لها في المكاتبات الرسمية وفي نظام الدولة بشكل عام، وسُمي بالهجري نسبة إلى هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، ووضعه الخليفة عمر بن الخطاب وبدأ تاريخ السنة الهجرية يوم الجمعة / 1 محرم/ 1 هجري.

يتكون التقويم الهجري من 12 شهرًا يتراوح طول كل منها بين 29 أو 30 يومًا، أي، تتألف السنة الهجرية من 354 يومًا تقريبًا، وأسماء هذه الشهور الهجرية على الترتيب هي: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.

التقاويم الشمسية القمرية

إلى جانب التقاويم التي تعتمد إما دورة القمر أو دورة الشمس على حدة، توجد تقاويم تعتمد على دورتي الشمس والقمر معًا، ومنها:

التقويم العبري

التقويم العبري أو التقويم اليهودي هو التقويم الذي يستخدمه اليهود لتحديد مناسباتهم الدينية مثل الاحتفال بالموعد السنوي لإحياء ذكر الرحيلين اليهود، وهو تقويم معقد وغاية في الغرابة والغموض والتعقيد، وفيه تُحسب الشهور اعتمادًا على القمر بينما تعتمد السنة على الشمس وتبدأ في شهر تشري الذي اتخذه اليهود عيدًا ويحرمون العمل فيه.

وهذه هي السنة المدنية عند اليهود، بينما تبدأ السنة الدينية عندهم في شهر نيسان الذي غيروا اسمه إلى أبيب، وتتراوح أيام السنة العبرية بين 353 و354 و355 و383 و384 و285 يومًا، وفي الحالات الثلاث الأخيرة يضيفون شهرًا كاملًا إلى سنتهم بعد شهر آذار يسمونه آذار الثاني.

التقويم الصيني

التقويم الصيني أو التقويم الزراعي هو أحد التقاويم التي تعتمد على دورتي الشمس والقمر معًا، ولكل سنة في التقويم الصيني اسمًا محددًا فمثلًا سنة 4706 في التقويم الصيني بدأت في 26 يناير 2009 وانتهت في 14 فبراير 2010 وأُطلق عليها اسم سنة البقرة، وعادةً ما يُطلق اسم أحد الحيوانات على السنة التي يزعم الصينيون أن مواليد تلك السنة يحملون صفات من تلك الحيوانات، ويُذكر أن عدد السنوات في التقويم الصيني 12 سنة متكررة.

ووفقًا للتقويم الصيني، يبدأ كل شهر في اليوم الذي يكون فيه القمر في مرحلة القمر الجديد وتبدأ السنة الجديدة عندما يكون القمر في منتصف المسافة بين الانقلاب السنوي والاعتدال الربيعي، ومن الجدير بالذكر أن الصين تستخدم التقويم الميلادي رسميًا إلى جانب التقويم الصيني المُستخدم في الاحتفالات والمناسبات.

التقويم الهندي

التقويم الهندي هو أحد التقاويم التي تقترن فيها دورتا الشمس والقمر، ويطلق الهنود على كل سنة اسمها الخاص والدورة الواحدة تتألف من 60 سنة متكررة، ولضبط الأشهر القمرية مع المواسم السنوية، يضيفون شهرًا كل خمس سنوات، أي إن كل خمس سنوات تتألف من 61 شهرًا وفي كل شهر 30 يومًا. ويُذكر أن التقويم الهندي تندرج تحته بعض التقاويم الأخرى مثل التقويم الهندوسي الذي لا يزال يُستخدم في الهند منذ حوالي 1000 سنة قبل الميلاد ويختص بالسنة الدينية الهندوسية.

وإلى جانب التقاويم المذكورة أعلاه، توجد تقويمات أخرى لا تعتمد على الشمس أو القمر وإنما على أحداث أو تقاويم أخرى مثل التقويم الأمازيغي الذي يعتمد على الزراعة والفلاحة وله حسابات أخرى لسنينه وشهوره، وكذلك التقويم الأكدي أو التقويم الآشوري، والتقويم الإثيوبي الذي يُستخدم في إثيوبيا ويقوم على التقويم المصري.