السوشي (بالإنجليزية: Sushi) هو أحد أشهر الأطباق التقليدية في اليابان والذي يتم تناوله في المناسبات الخاصة، ويُذكر أن كلمة سوشي أشارت خلال القرون الماضية إلى السمك المخلل (السمك المحفوظ بالخل) بينما في الوقت الحالي يشير مصطلح سوشي إلى الأرز المحضر بخل السوشي، إذ يحضر السوشي من الأرز والحشوات المختلفة التي تلف داخل قطع مربعة من الأعشاب البحرية المجففة، ويعني السوشي طبق الأرز بالخل الذي قد يقدم معه الأسماك النيئة، والذي تطور في جنوب شرق آسيا وانتقل إلى اليابان خلال القرن الثامن الميلادي.

ارتبط السوشي بالثقافة اليابانية بصورة أساسية فكان وسيلة أظهر من خلالها اليابانيون هويتهم المميزة والفريدة وكان سببًا في زيادة الطلب على الأسماك وتصديرها وزيادة الحركة السياحية في اليابان، ومع نهاية القرن العشرين أصبح طبق السوشي الياباني أحد أشهر الأطباق العالمية الذي تعود جذوره إلى عدة قرون مضت حين أضاف اليابانيون الأرز إلى السمك بدلًا من الخبز كوسيلة لتحسين مذاقه وتطوير وجباتهم الغذائية.

تاريخ السوشي

اختُرع السوشي في الأصل وسيلة للحفظ، إذ استخدم الأرز المخمر لتخزين السمك لمدة طويلة نسبيًا تصل إلى عام تقريبًا، وكان يُعرف قديمًا باسم ناريزوشي (Narezushi)، وفي ذلك الوقت كان يتخلص من الأرز ويستهلك السمك فقط، ليظهر في القرن السادس عشر نوعًا آخر عرف باسم ناماناريزوشي أو ناري سوشي (Namanarezushi) والذي يعتمد على استخدام الأرز بالخل بحيث أصبح الأرز عنصرًا أساسيًا في طبق السوشي بدلًا من التخلص منه، خاصة في العاصمة اليابانية القديمة كيوتو، وتطور بعدها نوع آخر عرف باسم ماسايوشي كازاتو (Masayoshi Kazato).

وتعود جذور السوشي إلى القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد إذ ظهر وسيلة حفظ في الصين أولًا، وخلال القرن الثامن الميلادي بدأ انتشار السوشي في اليابان وتطور بصور مختلفة من منطقة إلى أخرى، مما ساهم في تعدد أنواعه واختلافها، ويشار إلى أن السوشي خلال تلك الفترة كان يؤكل في الأعياد والمهرجانات والاحتفالات، وكان يصنع أساسًا من الأرز والسمك وشراب الساكي (شراب كحولي يصنع من الأرز المخمر) ويوضع تحت حجر كبير ليمنع التسوس.

وصنع الخل المستخدم في طبق السوشي لأول مرة عام 5000 قبل الميلاد وانتقلت معالجة خل الأرز من الصين إلى اليابان في القرنين الرابع والخامس ميلادي مع صناعة النبيذ، وخلال فترة إيدو  بدأ الناس في صنع الخل من فطريات الساكي، واختلفت تقنية صناعة السوشي برش الخل على الأرز بدلًا من تركه يتخمر لفترات طويلة.

وفي القرن التاسع عشر تم إدخال السمك النيئ إلى طبق السوشي وأطلق عليه حينها اسم نيجيريزوشي (Nigirizushi) وعرف بعدها بصورة أوسع باسم  إيدوماي سوشي (Edomaezushi)، إذ استخدم السمك المصطاد من الخليج قرب إيدو (Edo) المعروفة حاليًا بطوكيو لصناعة هذا الطبق.

وبرز اسم ماسايوشي كازاتو (Masayoshi Kazato) كأشهر طاهٍ لأطباق السوشي لمدة خمسين عامًا، وبدأ كزاتو حياته المهنية في سن العشرين في هوكايدو  وافتتح مطعمه الخاص وهو في عمر ستة وعشرين عامًا وكرس جهوده لتدريب الطهاة في جميع البلدان، بما في ذلك جمهورية التشيك وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وساعد في انتشار هذا الطبق على نطاق أوسع خلال العصر الحديث.

يشار إلى أن السوشي ومع بدايات القرن العشرين عرف في الغرب تحديدًا بعد الهجرة اليابانية، أي، ما بعد فترة استعراش ميجي (نهاية حكم الشوغونية وتأسيس الدولة اليابانية الحديثة)، إلا أنه عرف فقط ضمن الطبقات الاجتماعية العليا، ومع انخفاض نسبة الهجرة أصبح هذا الطبق أقل انتشارًا في الغرب، لكن بعد الحرب العالمية الثانية بدأ السوشي بالظهور مرة أخرى خاصة بعد انفتاح اليابان على التجارة الدولية والسياحة والأعمال، وفي ستينيات القرن العشرين انتشر السوشي في الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت المطاعم اليابانية تنتشر بصورة أكبر في الغرب.

أنواع السوشي

تتعدد أنواع السوشي الياباني ويتميز كل منها بمكوناته ومذاقه الخاص وفيما يأتي ذكر أهمها وأبرزها:

  • نيجيري (Nigiri)

يتميز سوشي نيجيري بأنه مكون بصورة أساسية من الأرز والسمك النيء ويأتي بشكل طويل ورفيع مما يسمح بأكله باليد والاستمتاع بنكهات السمك.

  • شيراشي (Chirashi)

شيراشي، وهي كلمة يابانية تعني مبعثرة، تشير إلى طبق سوشي يشبه إلى حد كبير الساشيمي (طبق مكون من مأكولات بحرية نيئة) بحيث يقدم الأرز بالخل مغطى بشرائح السمك النيء مع المقبلات المختلفة.

يُعدّ ماكي أحد أشهر أنواع السوشي انتشارًا في العالم والذي يمكن شراءه من الأسواق الغذائية العادية أو المطاعم أو البقالات، وهو الأرز الملفوف بورق الطحالب المجففة والمحشو بعدة حشوات مختلفة قد تكون نباتية أو حيوانية.

  • أوراماكي (Uramaki)

يُعدّ هذا النوع من السوشي شكلًا مشابهًا لسوشي ماكي، لكن الاختلاف يكمن في أن الأرز يلف حول الحشوة ويكون خارج ورق الطحالب المجفف وليس من الداخل، وأهم ما يميز هذا النوع كثرة الصلصات الجانبية التي يمكن غمس القطع فيها.

  • تيماكي (Temaki)

يصنع هذا النوع من السوشي عن طريق لف رقائق الطحالب المجففة بشكل مخروطي ثم ملؤها بالخضروات والأرز والأسماك، وهذا النوع لا يتناول باستخدام عيدان تناول الطعام (Chopsticks)وإنما يتناول باليد.

الفوائد الصحية للسوشي الياباني

لتناول طبق السوشي العديد من الفوائد الصحية إذ يُعدّ مصدرًا غنيًا بالفيتامينات، وخاصة الأوميغا 3، ويحتوي على نسبة كبيرة من البروتينات التي توازن نسبة السكر في الدم وتحافظ على صحة العضلات، وتساعد الدهون الأساسية في السمك على زيادة تركيز العقل والحفاظ على الطاقة، بينما تساهم زيوت السمك في تثبيت المزاج والتقليل من خطورة الإصابة ببعض الاضطرابات مثل اضطراب ثنائي القطب، بينما تعمل مضادات الأكسدة في الأسماك على منع التجاعيد وتساعد على إعادة إنتاج الجلد.

ومن فوائد طبق السوشي أيضًا الحفاظ على صحة العظام إذ يُعدّ السمك مصدرًا غنيًا بالكالسيوم، ومن ناحية أخرى يساعد السوشي على تقوية مناعة الجسد لأنه مليء بالمعادن مثل الزنك والمغنسيوم والفسفور والحديد، وينصح بتناوله 2-3 مرات أسبوعيًا للحصول على أكبر كمية من الفائدة.