الشنتو أو الشنتوية هي ديانة ظهرت في اليابان وتطورت فيها، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع على خطى الديانات الأخرى بالرغم من أنها تركت أثر عميق في التفكير الياباني، والمختلف في هذه الديانة أن ليس لها تعاليم محددة مما جعلها تقتبس بعض العادات من الديانات الأخرى.
التعريف بديانة الشنتو
الشنتو هي الممارسات والمعتقدات الدينية لسكان اليابان الأصليين، واستُخدم مصطلح الشنتو الذي يعني حرفيًا "طريق الكامي" للتميز بين المعتقدات البوذية واليابانية الأصلية، ومن أبرز خصائص الشنتو أن أصولها لا ترجع لمؤسس محدد، وليس لها كتاب أو نصوص مقدسة رسمية، ولا حتى قوانين أو عقائد ثابتة، بل هي ديانة توجيهية مرنة بقيت معتقداتها التوجيهية مُتّبعة على مر الأزمان.
التاريخ المبكر لديانة الشنتو
لم يُعرف تاريخ محدد لظهور ديانة الشنتو، ولكن يُجمع الباحثون على أنها نشأت في نهايات عصور ما قبل التاريخ، وفي أواخر القرن السادس للميلاد أُطلق اسم الشنتو على الديانة الأصلية لليابان لتمييزها عن الديانتين الكونفوشيوسية والبوذية، ولكن طغت البوذية على الشنتوية بسرعة، وكان يُنظر لرموز الآلهة اليابانية المحلية على أنها مظاهر لبوذا، وأصبح الكهنة البوذيون مسؤولون عن أماكن عبادة الشنتو، وبحلول القرن التاسع للميلاد أُسّست ديانة توحد البوذية والشنتو تحت مسمى ريوبو شنتو، وفي الديانة الجديدة سيطرت البوذية على الشنتو، وبدأت طقوس الشنتو القديمة بالتراجع، وأصبح كهنة الشنتو سحرة وعرافين.
إحياء ديانة الشنتو من جديد
تمّ إحياء الشنتو من جديد دينًا وطنيًا لليابان بحلول القرن الثامن عشر، ووضع بعض العلماء المعروفين تعاليم معاصرة مُستقاة من التعاليم الأصلية للشنتو، وجاءت العقيدة الحديثة مناصرة للقومية الوطنية من خلال تقديس التراث الياباني ونبذ الممارسات والأفكار أجنبية الأصل، لذلك بدأ العلماء اليابانيون بسحب تعاليم البوذية وممارساتها لتحل ديانة الشنتو محلها ديانة رسمية للبلاد، وفي عام 1867م تمّت الإطاحة بالنظام الإقطاعي وأُعيد الحكم الإمبراطوري لليابان، وذلك وفقًا لتعاليم الشنتو التي تنص على أنّ سيادة الإمبراطور مأخوذة من القوة الإلهية، ومن ضمن المعتقدات الأخرى للشنتو أنّ اليابانيين هم أفضل من باقي شعوب العالم بسبب انحدارهم من الآلهة، وأنّ إمبراطور اليابان مقدّر له حكم العالم أجمع، ولكن بدأت هذه المعتقدات بالتراجع بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
فلسفة ديانة الشنتو
على عكس معظم الديانات الأخرى، ليس لدى الشنتو أي مُطلقات، فلا يوجد خطأ مُطلق أو صواب مُطلق، ووفقًا لمعتقدات هذه الديانة فإن الإنسان في الأساس هو كائن صالح، وما يقوم به من أقوال أو سلوكيات خاطئة ما هو إلا بسبب الأرواح الشريرة، لهذا فإن الهدف من طقوس الشنتو هو إبعاد الأرواح الشريرة من خلال الصلاة والتطهير وتقديم القرابين إلى الكامي، وهو الرمز الإلهي الرئيسي لهدة الديانة، ويتم دفن بعض الأشخاص غير العاديين في بعض الأضرحة، لتصبح بعد ذلك أضرحتهم مقدسة على حسب معتقدات الشنتو.
طقوس الشنتو ومزاراتهم
الأضرحة هي أماكن عبادة الشنتو، حيث يُحتفل بالمهرجانات والأعياد من خلال تأدية الكهنة لبعض الطقوس بحضور الأشخاص الآخرين، ويعيش الكهنة غالبًا في الأراضي القريبة من الأضرحة، ويمكن للرجال والنساء أن يصبحوا كهنة، ويُسمح للكهنة بالزواج والإنجاب، وتتميز الأضرحة بتزيينها بالأشكال الهندسية المعمارية الفنية اليابانية القديمة.
ديانة الشنتو اليوم
يسعى الناس للحصول على الخير من "الكامي" من خلال الصلاة في فناء المنزل أو زيارة الأضرحة، ويوجد مجموعة من التعويذات الخاصة في الأضرحة كل منها يُقرأ لغرض معين، منها للصحة الجيدة والسلامة المرورية والنجاح في الأعمال والولادة الآمنة والأداء الجيد في الاختبارات وغيرها من التعاويذ الأخرى، أما فيما يتعلق بالموت والزواج، فمراسم الزفاف تتمّ عادةً وفقًا لديانة الشنتو، أمّا مراسم الوفاة فيتم التعامل معها وفقًا للبوذية، نظرًا لأنّ الموت لدى الشنتو مصدر نجاسة، لذلك لا توجد مقابر لأتباع الشنتو.
5 حقائق عن ديانة الشنتو
من أبرز الحقائق المتعلقة بديانة الشنتو ما يلي:
- ولدت الديانة الشنتوية في اليابان من التراث الشعبي وعبادة عناصر الطبيعة في القرى الريفية، وتوسع نطاق انتشارها تدريجيًا إلى أن أصبحت دين وطني للبلاد.
- تتعدد آلهة الشنتوية لتشمل الأسلاف الصالحين السابقين والأشخاص الذين ماتوا بطريقة مأساوية أو الذين حققوا إنجازات عظيمة لأرضهم، إلى جانب الآلهة التقليدية القديمة.
- يُنظر للعناصر الطبيعية في الشنتو على أنها آلهة بحد ذاتها، وفقًا للمعتقدات الشعبية اليابانية القديمة، فالجبل مثلًا يُعبد كأنه إله.
- تُرى الآلهة بأنها حراس للناس، يقدمون النصائح لهم ويساعدونهم في شؤون حياتهم اليومية، ورغم أنّ معظم الآلهة مسالمة وجيدة، هناك بعضها التي تُسبب الفوضى والمشاكل.
- عند زيارة الأضرحة يجب أن يلتزم الزائر بعدم تخريب أي شيء من المكان أو سرقته، بجانب أن هناك آداب أخلاقية أخرى عليه مراعاتها عند الذهاب إلى الأضرحة.