الطوارق (بالإنجليزية: Tuareg People) مجموعة عرقية تستوطن عدة مناطق من الصحراء الإفريقية وتحافظ على العديد من عادات الأسلاف وتقاليدهم، وفي هذا المقال ستُذكر أبرز المعلومات والحقائق المتعلقة بشعب الطوارق.

من هم الطوارق؟

الطوارق هم بدو يسكنون شمال صحراء إفريقيا منذ مئات السنين، وهم موجودون في شمال وغرب ليبيا ووسط الجزائر وفي الشمال الجنوبي من نيجيريا، والطوارق هم أحفاد البربر الذين فروا إلى الصحراء الكبرى عند وصول الفتح الإسلامي حتى لا يعتنقون الإسلام في القرن الحادي عشر للميلاد، وبدأوا يعيشون حياة البداوة في الصحراء القاحلة والوعرة من رعي للغنم والترحال في الصحراء لطلب الماء والغذاء، وطوّر الطوارق على مر السنين ثقافة خاصة بهم تجمع بين الثقافة العربية وثقافة أسلافهم البربر، ويقدّر عددهم اليوم بحوالي 1.3 مليون فرد.

كيف تأقلم الطوارق على العيش في الصحراء الكبرى؟

استطاع الطوارق البقاء على قيد الحياة في الصحراء الكبرى من خلال البدء بصنع تجارة عبر الصحراء، فأوجدوا خمسة طرق أساسية لتجارتهم تمتد عبر الصحراء من الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط لتصل إلى المدن الإفريقية في أقصى الجهة الجنوبية للصحراء، حيث كان تجار الطوارق يُحضرون البضائع من المدن إلى الشمال، ومن ثمّ يتم توزيعها إلى مختلف أنحاء العالم، وكانوا يتاجرون في السلع الثمينة التي لا تتطلب مساحة كبيرة، نظرًا لبعد المسافة وللرغبة في تحقيق مكاسب أكبر، وكانوا يجلبون العبيد من غرب إفريقيا لبيعهم للأوروبيين وللشرق أوسطيين.

لماذا يُطلق على الطوارق الرجال الزرق؟

يشتهر الطوارق بتقليد يقوم فيه الرجال بتغطية وجوههم بقطعة قماش زرقاء، حيث يبدأ الرجل في ارتداء حجاب يغطي رأسه ووجهه  بالكامل باستثناء عينيه عند بلوغه سن الخامسة والعشرين، ولا يخلع حجابه إطلاقًا حتى أمام أفراد العائلة، ولذلك يُطلق على الطوارق في بعض الأحيان اسم الرجال الزرق، ويُعتقد أنّهم يقومون بذلك لحماية وجوههم من رمال الصحراء، وأيضًا يرتدي معظم رجال الطوارق تمائم تحتوي على آيات من القرآن الكريم اعتقادًا منهم أنّها تحميهم.

اللغة الرئيسية عند الطوارق

تعد اللغة الطارقية اللغة الرئيسية عند الطوارق، وهي لغة أمازيغية عريقة، وتنقسم اللغة الطارقية إلى ثلاث لهجات وهي تماشق وتماجق وتماهق، ويستخدمون كذلك في شعرهم أحرف أمازيغية تسمى تيفيناغ، ويمكن رؤية هذه الأحرف أيضًا في الفن الصخري الصحراوي. ويتحدث العديد من الطوارق اللغة السانغوية والفرنسية والهوسية، ويمكنهم أيضًا القراءة باللغة العربية.

الديانة عند الطوارق

آمن الطوارق في البداية بالأساطير البربرية التقليدية، ولكن بدأوا يعتنقون الإسلام بعد وصوله إليهم مع الخلافة الأموية في القرن السابع عشر، واعتنق الطوارق المذهب السني المالكي، وهو دين الطوارق المعاصرين، وبعد أن اعتنقوا الإسلام راعوا تعاليم دينهم، ولكنهم كانوا متساهلين في بعضها، ولا تزال بعض معتقداتهم البربرية القديمة حاضرة بقوة في ثقافتهم وتقاليدهم، مثل طقوس تبجيل الأموات من الأسلاف، وهي طقوس دينية منتشرة على نطاق واسع، لا سيما بين النساء.

الحياة الاجتماعية عند الطوارق

كان مجتمع الطوارق مقسّم إلى طبقات اجتماعية، وذلك على حسب نسب العائلة والمهنة الموروثة، فمثلًا كان هناك طبقة النبلاء الذين ولدوا لعائلات نبيلة، وطبقة العمال مثل الحرفيين، وعلى هذا الأساس يتم التعامل والتزاوج، ولكن تمّ تجاوز هذه الأفكار إلى حد كبير في العصر الحالي. أمّا الظروف المعيشية عند الطوارق فإنّها تنقسم وفقًا للمجتمع؛ فالمجتمعات البدوية تسكن في الخيام عادةً، بينما تسكن المجتمعات الريفية في مباني عشبية ذات شكل مخروطي، أمّا الطوارق الذين استقروا في الواحات والذين يعدون أكثر غنى عن غيرهم فيقطنون في منازل من الطوب اللبن.

التراث الشعبي عند الطوارق

يوجد الكثير من الأساطير والأمثال والأحاجي والحكايات الشعبية لدى الطوارق، فهناك حكايات الحيوانات للأطفال التي تُجسد الأخلاق البشرية، ومن الشخصيات الحيوانية الشائعة في الفلكلور الإفريقي الأرنب والضبع وابن آوى، وتوارث الطوارق عن أسلافهم العديد من الأساطير التي تنطوي على شخصيات أبطال خارقين نُسجت حولها الحكايات الشعبية المثيرة، وتدور العديد من القصص لديهم حول الجن، فالطوارق يعتقدون أنّ الجن يعترضون طريق الأشخاص الذين يسافرون لوحدهم في الصحراء.

الحياة الاقتصادية عند الطوارق

ما يزال معظم رجال الطوارق يعملون في تجارة القوافل ورعي الإبل، إلى جانب زرع المحاصيل التي تجنيها النساء، وكذلك يعمل العديد منهم في إنتاج الحرف اليدوية والأعمال الفنية للتجارة السياحية، وهناك عدد قليل جدًا من رجال الطوارق يعملون في المدن.

معتقدات الطوارق المتعارضة مع الإسلام

رغم اعتناق معظم الطوارق الدين الإسلامي، هناك بعض المعتقدات التقليدية القديمة المتعارضة مع الإسلام، فهناك إيمان كبير بقراءة الطالع باستخدام الأصداف والسحالي والمرايا وأحيانًا باستخدام القرآن الكريم. وأيضًا، يؤمن الطوارق بشدة بوجود أرواح شريرة تُسبّب الأمراض للبشر، وعلى عكس معظم المجتمعات الإسلامية الأخرى فإنّ معظم نساء الطوارق لا يرتدين الحجاب، وهناك رجال دين يُطلق عليهم المعلمون يدّعون امتلاكهم لقوة خاصة ويؤدون العديد من الاحتفالات والطقوس، منها ما يعود لمناسبات إسلامية كالأعياد، ومنها من أجل طقوس تقليدية قديمة متعارضة مع الإسلام.

حفلات الزفاف عند الطوارق

تستمر حفلات الزفاف عند الطوارق لمدة سبعة أيام، يُجرى خلالها احتفالات مسائية تتميز بالأغاني والرقصات التقليدية، وتُجرى أيضًا سباقات الهجن خلال الاحتفال بالزفاف، وتصل عائلة العريس إلى مكان إقامة أهل العروس على جمال وحمير مزينة، وتُبنى للعروس خيمة خاصة بها من قِبل قريباتها.

الوفاة عند الطوارق

يُدفن الشخص بعد وفاته في أسرع وقت ممكن، وبعدها يصلون عليه بجانب القبر، ثم تُقام التعازي، حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء في بيت الميت، ويؤدي المعلمون الصلاة ويباركون الميت، وبعدها يُقدّم للضيوف وليمة قبل انصرافهم.