الهوتو (بالإنجليزية: Hutu) هم مجموعة عرقية تنتمي لشعب البانتو من منطقة البحيرات العظمى في إفريقيا، والذين يشكلون نسبة 85 % من السكان في رواندا وبورندي، ويعيش البعض منهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكان يعيش في رواندا وبوروندي معهم وقت الاستعمار الألماني والبلجيكي أقلية تدعى العرق التوتسي، وهي أقلية غنية تمتلك الأبقار، حيث تسلمت إدارة السلطة والمناصب العليا في المنطقة تحت إشراف المستعمر، ويقول الهوتو إن التوتسي ليسوا من السكان الأصليين للمنطقة، وإنما هاجروا إليها من وادي النيل، والغريب أن هذا التصنيف العرقي لم يكن على أساس إثني أو جيني، بل كان على أساس طبقي، حيث إن قوات الاستعمار اعتمدت على عدد الأبقار في التصنيف، فكان كل من يمتلك 10 أبقار فيما فوق يُصنف من التوتسي ومن يمتلك أقل من 10 يُصنف من الهوتو، الذين كانوا يمتهنون الزراعة في الغالب، أما من لا يمتلك أي أبقار فكان يصنف من التوا الذين يمتهنون الصيد ويسكنون الغابات، وبحلول عام 1994م قامت مجموعة من شعب الهوتو المتطرف في رواندا بعمليات تطهير عرقي تسببوا فيها بقتل مئات الآلاف من التوتسي والهوتو المعتدلين، وحدثت عمليات تطهير عرقي مشابهة في بورندي قبل ذلك.

أصل شعب الهوتو وتاريخهم

يعتقد الباحثون أن شعب الهوتو هاجر للمرة الأولى من وسط إفريقيا إلى منطقة البحيرات العظمى في أثناء توسع شعوب البانتو، وحين دخل الهوتو المنطقة لأول مرة وجدوها مأهولة بالتوا الصيادين الأقزام، الذين تراجعوا مجبورين بسبب سيطرة الهوتو عليهم، وركز الهوتو على الزراعة الصغيرة ونظموا أنفسهم اجتماعيًا بناءً على نظام العشيرة، وبحلول القرن الرابع عشر إلى الخامس عشر دخل التوتسي للمنطقة وسيطروا تدريجيًا على الهوتو، وخضعت رواندا وبورندي للحكم الأوروبي حيث أصبحتا مستعمرتين أوروبيتين بين عامي 1890م و1962م، ففي عام 1890م حكم الألمان المنطقة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، وفضلوا طبقة التوتسي العليا التي كانت تمتلك الأبقار وكانوا من الأثرياء على شعب الهوتو، وحينما جاء بعدهم البلجيكيون فضلوا التوتسي أيضًا في البداية، لكن مع حلول الخمسينيات من القرن العشرين بدأوا يدعمون الهوتو لأن التوتسي كانوا يفكرون في الاستقلال.

وقامت رواندا عام 1962م بالإطاحة بزعماء التوتسي واستولوا على السلطة بالقوة، أما في بوروندي حاول التوتسي والهوتو إبرام اتفاق سلمي فيما بينهم، لكنه لم يدم طويلًا، لذا حاول الهوتو الوصول للسلطة بالقوة لكنهم هزموا على يد التوتسي، وظلوا خاضعين للحكومة العسكرية المسيطر عليها التوتسي، وهذه العلاقة المتوترة هي ما أدت لعمليات تطهير عرقي وقتل جماعي هناك، ففي عام 1994م وقعت أسوأ حادثة إبادة جماعية في التاريخ الحديث برواندا، حيث قام متطرفو الهوتو بذبح ما يقرب من مليون توتسي وهوتو معتدلين، أما في رواندا حكم الهوتو حتى عام 1994م، ثم قام اللاجئون التوتسي في أوغندا بغزو المنطقة مرة أخرى وأطاحوا بحكومة الهوتو، مما أجبر آلاف الهوتو على الهرب إلى البلدان المجاورة، وعاد الكثير منهم مرة أخرى لوطنهم عام 1996م.

موقع شعب الهوتو وأعدادهم

يعيش شعب الهوتو في رواندا وبوروندي، وهما دولتان جبليتان تقعان في شرق إفريقيا ووسطها، ويشتركان في نفس الحدود، وتبلغ مساحتهما الإجمالية حوالي 54100 كم مربع، وكان عدد سكان الدولتين حوالي 13 مليون نسمة عام 1994م، إلا أن العديد من الهوتو غادروا البلاد في العقود الأخيرة، حيث فر الآلاف منهم من بوروندي عام 1972م، بينما فر مئات الآلاف من رواندا عام 1994م، وانتهى الأمر بأن يعيش الكثير منهم في مخيمات للاجئين في البلدان المجاورة، وقد بدأوا بالعودة إلى ديارهم عام 1996م.

لغة شعب الهوتو

يتحدث شعب الهوتو وكذلك التوتسي والتوا بنفس اللغة، وهي لغة البانتو الوسطى، وتعرف باسم كينيارواندا في رواندا وكيروندي في بوروندي، ويوجد القليل من الاختلافات بين النسختين في النطق وكذلك في بعض الكلمات، بجانب أن العديد من الروانديين والبورونديين يتحدثون الفرنسية وكذلك اللغة السواحلية، لا سيما في المدن وعلى طول الحدود التنزانية.

الدين عند شعب الهوتو

معظم شعب الهوتو في بورندي ورواندا الآن يدينون بالديانة المسيحية، إلا أنهم لا يزالون محتفظين ببعض من معتقداتهم القديمة، حيث كان إلههم القديم لديه الكثير من الصفات البشرية، ويقتنع الهوتو أيضًا بأن أرواح الأجداد يمكن أن يغضبوا ويجلبوا للأحياء الحظ السيء، لذا يتم تقديم الهدايا لهم للحماية من غضبهم، ويتصل بهم الناس من خلال العرافين.

طقوس الزواج والولادة والموت عند شعب الهوتو

يكون الزواج بين شعب الهوتو قانوني حين يدفع أهل الرجل ثروة لأسرة المرأة، وتكون الثروة من الأبقار والماعز والبيرة، وفي حفل الزفاف يغطى جسد العروس بالأعشاب والحليب لتطهيرها، وفي الماضي كان أهل العريس والعروس هم من يقومون باختيار الزيجات وتقريرها، أما اليوم فيختار معظم الشباب الشخص الذي يريدون الزواج منه.

وبالنسبة للولادة، فعند ولادة الطفل يجب أن يبقى مع أمه في المنزل وحدهما لمدة 7 أيام، ويقام حفل التسمية في اليوم السابع، حيث يتم تقديم الطعام في الحفل بمشاركة الأطفال الآخرين من الجيران، وبالنسبة للموت فإن شعب الهوتو يقوم بالصلاة والخطب وبعض الطقوس بعد وفاة شخص منهم، ولا يسمح لأفراد الأسرة المقربين القيام بأنشطة معينة طوال فترة الحداد، مثل ممارسة العلاقة الحميمة أو العمل في الحقل، وبعد أن تعلن الأسرة انتهاء فترة الحداد تقام وليمة كبيرة ضمن الطقوس الخاصة بالموت.

طبيعة الحياة عند شعب الهوتو

تعتني المرأة من شعب الهوتو بمنزلها وتزرع المحاصيل، ويقوم الشباب والفتيان الصغار برعاية الماشية وتنظيف الحقول وإعدادها للزراعة، ويعيش الهوتو وسائر الروانديين والبورونديين تقريبًا في الريف، وتتميز منازل الهوتو بأنها أكواخ مصنوعة من الخشب والقش والقصب وتشبه في الشكل خلايا النحل، إلا أنه في السنوات الأخيرة اتجه الهوتو لبناء المنازل الحديثة بالمواد الحديثة المعروفة من الطوب وغيره.

وكان الهوتو في الماضي يرتدون التنانير المصنوعة من لحاء الأشجار وجلود الحيوانات، لكنهم استبدلوها فيما بعد بالملابس الغربية، لكن لا يزالون يرتدون القلائد والأساور المصنوعة يدويًا، ويتناول شعب الهوتو من الطعام الفاصوليا والذرة والدخن والبطاطا الحلوة والكسافا، ويشربون حليب البقر، ويتناولون لحوم البقر ويرونها من أهم الأطعمة لديهم، أما الأشخاص من ذوي المكانة الاجتماعية فيهم فيفضلون لحم الماعز وحليبه.