شعب الماساي (بالإنجليزية: Maasai) هم مجموعة عرقية إفريقية تتميز بعادات وتقاليد ولباس ولغة خاصة، وفي هذا المقال ستُطرح أبرز المعلومات الرئيسية المتعلقة بهذا الشعب الذي يمتلك ثقافة فريدة من نوعها في العالم.

من هم شعب الماساي؟

الماساي هم شعب رعوي يعيش في شرق إفريقيا، جنوب كينيا وشمال تنزانيا، على طول الوادي المتصدع العظيم في أراضي قاحلة أو شبه قاحلة، ويبلغ عدد قبائل الماساي حوالي نصف مليون شخص يعيشون على مساحة إجمالية تُقدر بحوالي 16.000 كيلو متر مربع.

تاريخ شعب الماساي

تضمّ كينيا أكثر من 50 قبيلة مُعترف بها من سكانها الأصليين، وكانت قبيلة الماساي هي القبيلة المسيطرة حتى بدايات القرن العشرين، بسبب هيمنتها على أراضي واسعة، مع احتفاظها بترابطها وعاداتها وتقاليدها، ولكن حين وصل المستوطنون الأوروبيون إلى إفريقيا انقلبت حياة الماساي رأسًا على عقب، حيث استخدم الجيش البريطاني القوة لطرد شعب الماساي من أراضيهم، ممّا دفعهم للجوء إلى المحاكم البريطانية لإنصافهم، ولكن تمّ خداعهم هذه المرة من خلال استدراجهم إلى توقيع معاهدات أفقدتهم حوالي ثلثي أراضيهم بشكل رسمي، وانتقل بعدها شعب الماساي للعيش في أراضي أقل خصوبة في تنزانيا وكينيا.

مسكن شعب الماساي وعمله

تعيش قبائل الماساي في بيوت بسيطة دائرية الشكل ويُحيط بها سياج مصنوع من الأشواك لمنع الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى من مهاجمة الماشية، وتقع مسؤولية بناء السياج على الرجال، بينما تقوم النساء ببناء المنزل التقليدي المكوّن من الطين والعشب والعصي وروث البقر وبولها، وهن أيضًا مسؤولات عن الطهي وجمع الحطب والماء وحلب الماشية، والمحاربون مسؤولون عن أمن القبيلة، أمّا الرعي فهو مسؤولية الرجال والأولاد.

الدين عند شعب الماساي

يعتنق معظم سكان كينيا وتنزانيا المسيحية على عكس شعب الماساي الذي يؤمن بمعتقدات دينية مختلفة تمامًا، فهم يؤمنون أنّهم شعب الإله (إنكاي) المختار الذي خلق الناس في ثلاث مجموعات، الأولى أعطاهم الإله العسل والحيوانات البرية، والثانية منحها الحبوب والبذور، والمجموعة الثالثة هم الماساي الذين أعطاهم الإله الماشية.

ثقافة شعب الماساي

يتمسك مجتمع الماساي بطابع القبيلة، حيث يرجع اتخاذ القرارات الرئيسية التي تخص القبيلة إلى كبار السن منهم، أمّا فيما يتعلّق بتقاليد الموت، فإنّ شعب الماساي لا يُقيم مراسم جنائزية لموتاهم، بل يتركون الموتى في الحقول، حيث يعتقدون أنّ الدفن يضرّ بالتربة، وكان الدفن فيما مضى يقتصر على الزعماء فقط، أمّا المكانة الاجتماعية للرجل فيحدّدها أعداد الماشية والأطفال لديه، ويُعدّ الرجل الذي يمتلك عدد كبير من الأطفال وليس لديه الكثير من الماشية فقيرًا، والعكس صحيح، وتقول الأسطورة التي توارثها شعب الماساي إنّ الله أورثهم جميع الماشية التي على الأرض، ممّا دفعهم إلى سرقة ماشية القبائل الأخرى باستمرار، ولكن تراجعت هذه الممارسة في الوقت الحالي.

ملابس شعب الماساي

تختلف ملابس شعب الماساي وفقًا للعمر والجنس والمكان، فالشبان مثلًا يرتدون اللون الأسود لبضع أشهر بعد الختان، ولكن الأحمر هو المفضل لدى الماساي، ويرتدون أيضًا القماش الأزرق والأسود المخطط والمربع إلى جانب ملابس إفريقية أخرى متعددة الألوان، أمّا قبل الستينيات من القرن الماضي فكان شعب الماساي يتخذون من جلود الأبقار والأغنام والحيوانات الأخرى لباس لهم يلفونه حول الجسم، إلى أنْ بدأوا بعد ذلك في استخدام الأقمشة الحديثة في لباسهم.

بلوغ سن الرشد عند شعب الماساي

يقيم شعب الماساي احتفال تقليدي للاحتفال ببلوغ سن الرشد، ويقومون في البداية بمناداة كل من وصل إلى سن البلوغ من الشباب إلى الاحتفال الذي يستمر عشرة أيام أو أكثر، وتتضمن الاحتفالات الكثير من الرقص والغناء والمغازلة، حيث يصطف الشباب البالغون ويرددون الهتافات نحو النساء المغنيات اللواتي يقفن أمامهم، وكان من أهم التقاليد سابقًا توجيه الشباب الحربة نحو الأسد لقتله، ليصبحوا من محاربي الماساي، ولكن لم يعد هذا التقليد موجود في الوقت الحاضر.

5 حقائق مثيرة عن شعب الماساي

يمكن القيام برحلات سفاري إلى داخل حدود أراضي الماساي لزيارة قراهم والتعرف عليهم عن قرب، وعند التجوال في المكان سيرى الزائر رجال يرعون الماشية ونساء يحملن الحطب أو الماء، ومن الحقائق المثيرة المتعلقة بشعب الماساي ما يأتي:

  • الماشية الثروة الحقيقة بالنسبة للماساي

نظرًا لأنّ شعب الماساي توارث أسطورة تنص على ملكيتهم لجميع الماشية في العالم، فإنّ الأبقار بالدرجة الأولى ثمّ الماعز تُعدّ الثروة الحقيقة ومصدر الدخل الرئيسي للقبيلة، ويُقيم شعب الماساي تحالفات عائلية وعشائرية عن طريق تبادل الماشية.

  • يحرص الماساي على النظام البيئي

حرص شعب الماساي منذ مئات السنين على الحفاظ على النظام البيئي، من خلال رعي ماشيتهم دون إلحاق الضرر بالبيئة أو بالحياة البرية، وذلك من خلال القيام بالهجرة الموسمية لترك الأرض تتعافى من الاستهلاك.

  • الماساي صيادو أسود مهرة

لسنوات ماضية كان الشاب عند شعب الماساي يُثبت نفسه كمحارب من خلال قتل ذكور الأسود دونًا عن الإناث، وعلى الرغم من أنّ صيد الأسود أصبح محظورًا اليوم، لا تزال شجاعة محاربي الماساي معروفة وحاضرة حتى اليوم.

  • الشوكا هو الاسم الذي يُطلق على لباس الماساي

يشتهر شعب الماساي برشاقة أجسامهم وتناسقها، والتي يغطيها لباس يُطلق عليه اسم الشوكا، والذي استوحى من خلاله المصممين العالميين أزياءً حديثة، وكذلك الأمر بالنسبة لمصمّمي المجوهرات الذين استوحوا تصميمات مجوهراتهم الراقية من الاكسسوارات التي يرتديها رجال شعب الماساي ونساءهم، خاصةً القلائد والأساور ذات الألوان الزاهية.

  • من النادر مجاراة الماساي في قفزاتهم

إضافةً للغناء، فإنّ احتفالات شعب الماساي تشتمل على رقص الآدامو أو القفز، ويتم ذلك من خلال تجمّع الشباب وهم يهتفون معًا، ثمّ يخطو كل منهم بدوره ليقفز بشكل مستقيم في الهواء بقدر استطاعته لاستعراض قوته وجذب انتباه الفتيات، ومن النادر جدًا أنْ يتمكّن أي من زوار شعب الماساي الوصول إلى الارتفاع الذي يصل إليه أفراد القبيلة.