قبيلة الفولاني أو الفولان أو شعب بول أو فولبي، هم جماعة من الناس الذين يقطنون في غرب ووسط إفريقيا والساحل الإفريقي والحجاز، ويشكلون الأقلية في كل بلد يسكون فيه عدا غينيا، ويتحدثون العديد من اللغات حسب المكان الذي يقطنون فيه بجانب لغتهم الأم "اللغة الفولانية أو لغة الفولا" التي تعد واحدة من اللغات الأطلسية التي تنتمي لعائلة لغة النيجر والكونغو، ولهم ثقافتهم المميزة الخاصة بهم، ويدين 99 % منهم بالدين الإسلامي، ويعيش معظم الشعب الفولاني في غرب إفريقيا من بحيرة تشاد شرقًا حتى ساحل المحيط الأطلسي، ويتركزون بشكل أساسي في كل من نيجيريا ومالي وغينيا والسنغال والنيجر وغيرها من البلدان الأخرى مثل السودان ودارفور وإريتريا والمناطق القريبة من ساحل البحر الأحمر، ويعتمدون بشكل أساسي على الرعي والزراعة، حيث أن ثلثهم تقريبًا (من 12 إلى 13 مليون شخص منهم) يمتهنون الرعي، بجانب أن البعض منهم ينتمي لفئة العلماء والحرفيين والتجار والنبلاء، وهم يمثلون أكبر مجموعة عرقية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، ولا يعرف العدد الدقيق لقبيلة الفولاني، ولكن تشير التقديرات إلى أن أعدادهم التقريبية تتراوح بين 55 و69.2 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم.
أصل قبيلة الفولاني وتاريخهم
بسبب هجرات قبيلة الفولاني من رعاة الماشية فإن النظريات حول أصلهم مختلفة ومتنوعة، إلا أن الدراسات الحالية عمومًا تشير إلى أن أصولهم تعود إلى غرب إفريقيا، وأن أسلافهم هاجروا من الصحراء الكبرى جنوبًا حوالي الألفية الثالثة قبل الميلاد، ووصلوا إلى سينيغامبيا بين القرنين الخامس إلى الحادي عشر ومن هناك هاجروا ناحية الشرق، ويرجع الباحثون الذين تتبعوا نسب قبيلة الفولاني إلى عقبة بن نافع، ويقول والتر رودني في كتابه "تاريخ ساحل غينيا العليا" إن الشعب الفولاني تعود أصوله إلى شمال إفريقيا، حيث احتل منطقة فوتا جالون بقيادة فولاني مولي تنجويلا، وربما بدأ التكوين العرقي للقبيلة بسبب التفاعلات بين شعوب غرب إفريقيا القدامى وبين سكان شمال إفريقيا من البربر والمصريين، ولهذا يمكن أن تعود جذورهم لغرب إفريقيا في وادي نهر السنغال والمنطقة من حوله، ويتكهن البعض أن أصولهم بدأت منذ عصر الاستعمار الأوروبي.
وكان الشعب الفولاني شعبًا وثنيًا اعتنق معظمه الإسلام بين القرنين الثامن والرابع عشر، واستمرت هجراتهم على مدار قرون من الزمان في غرب ووسط السودان، ويعيش الشعب الفولاني الآن في كل دول السافانا بغرب إفريقيا تقريبًا بين السنغال والكاميرون، وبحلول القرن الخامس عشر وصلوا إلى نيجيريا وعاشوا في ولايات الهوسا، وكانت أكبر هجرة قاموا بها في القرن السابع عشر، حيث كان أغلبهم في هذا الوقت من المسلمين، ومع بداية القرن الثامن عشر استقر الكثير منهم في المناطق الغربية من إفريقيا، وتأثر الكثير منهم بشعب الهوسا ونسوا ثقافتهم تدريجيًا، وشغلوا العديد من المناصب المهمة في ولايات الهوسا في هذا الوقت.
لغة قبيلة الفولاني
تتحدث قبيلة الفولاني لغة الفولاني أو لغة الفولا، والتي تعد جزء من عائلة لغات النيجر والكونغو، وهي اللغة التي يتحدث بها الأفارقة ذوي البشرة السمراء، ويتحدث شعب الفولان أيضًا العديد من اللغات الأخرى بجانب لغتهم الأصلية، مثل الهوسا والإنجليزية والعربية والفرنسية.
طبيعة الزواج عند قبيلة الفولاني
يؤمن الشعب الفولاني أن الزواج يجب أن ينتج عنه الكثير من الأطفال، لذا يتزوجون صغارًا في السن ولا يقومون بوضع أي وسيلة لتحديد النسل، وعلى عكس معظم الثقافات الإفريقية الأخرى لا يهتم الفولان بمسألة العذرية كثيرًا، بل يعتقدون أن المرأة يجب أن يكون لديها خلفية جنسية قائمة على التجربة قبل الزواج، وبالنسبة لمراسم الزواج عند الشعب الفولاني، فإن والد العروس يجب أن يهدي أحد قطعانه للعريس علامة على قبوله ورضاه عن الزيجة، وفي العادة تزداد مكانة العروس بعد الإنجاب وتزيد هذه المكانة أكثر بعد كل طفل تقوم بإنجابه، لا سيما إن كان ذكرًا، ويتبع الفولان مبدأ زواج الأقارب، وعادة ما يكون الزواج من نفس المجتمع أو العشيرة أو القبيلة.
الطعام عند الشعب الفولاني
يتناول الشعب الفولاني منتجات الألبان لا سيما الحليب الطازج والزبادي وتقوم النساء ببيع هذه المنتجات أيضًا، ويتناولون أطعمة أخرى شهيرة مثل النيري المصنوع من الدقيق والذي يؤكل مع الحساء، والهاكو المصنوع من الطماطم والفلفل وغيرهم من الخضروات، والداكيري أو اللاتشيري وهي وجبة مصنوعة من الحليب المخمر مع كسكس الذرة، والجاري المصنوع من دقيق الحبوب ويكون على شكل سائل، ويتناول الفولان في المناسبات الخاصة اللحوم، ويخلطون الدخن مع الحليب وجبن الماعز والتمر لصناعة مشروب كثيف في الاحتفالات.
شكل الملابس عند قبيلة الفولاني
يعتمد شكل الملابس التي يرتديها الشعب الفولاني على المنطقة التي يسكنون فيها، حيث يرتدي فولاني وودابي أردية طويلة مطرزة بأناقة وملونة بألوان زاهية، وفي غينيا الوسطى يرتدي الرجال من قبيلة الفولاني قبعات مطرزة وملونة، بينما يرتدي الرجال والنساء من قبيلة الفولاني في نيجيريا والكاميرون والنيجر عباءات مصنوعة من القطن باللون الأبيض والأسود ومزينة بتطريز باللون الأحمر والأخضر والأزرق، وتختلف طريقة الملابس وأسلوبها حسب الجنس والمنطقة، وتميل نساء الفولاني لتزيين شعرهم بالخرز والأصداف، وتقمن بتزيين أيديهن وأذرعهن وأقدامهن بالحناء، ويميل رجال الفولاني بارتداء القمصان والسراويل السادة التي تتدلى حتى أسفل أرجلهم، ويحملون عصا المشي على أكتافهم وأذرعهم ويستندون عليها.