حلوى الشباكية المغربية (بالإنجليزية: Chebakia) أو الشبكية أو المخرقة هي أحد الأطباق التقليدية في المغرب ونوع من أنواع الكعك المقلي المصنوع من الدقيق والسمسم واللوز على شكل زهرة ويُقدم في شهر رمضان المبارك أو في المناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف أو الولادة، ويمكن العثور عليها على مدار العام في المخابز ومحلات بيع الحلويات التقليدية في المغرب، ومن الجدير ذكره أن هذا النوع من الحلوى يتطلب الجهد والوقت الطويل وبالتالي فهو يصنع عادة من قبل مجموعة من النساء المغربيات في العائلة الواحدة أو ضمن مجموعات الأصدقاء خاصة عند إنتاج كميات كبيرة.

يمكن تعريف الشباكيه والمعروفة باسمها التقليدي بين كبار السن باسم قريوش (بالإنجليزية: Griouech) بأنها بسكويت مغربي بالسمسم واللوز مغلف بالعسل أو شراب السكر ويُنكّه بماء زهر البرتقال ويُشكّل على شكل زهرة مشبكة ويُقلى بعد تشكيله بالزيت النباتي الغزير، ويتميز بقوامه الهش ومذاقه الحلو ويُقدم إلى جانب الحريرة المغربية، أحد أشهر الأطباق الرمضانية المغربية.

تاريخ حلوى الشباكية

يعود تاريخ حلوى الشباكية المغربية إلى الأندلس إذ وصلت إلى المغرب مع وصول المهاجرين المسلمين من العائلات العثمانية وبلاد الرافدين والشرق، وتطور هذا النوع من الحلوى بسبب الممارسات المختلفة في عدة مناطق مما جعلها تظهر بأكثر من اسم، ومن أسماءها المشهورة المخرقة وهو الاسم المشهور في الرباط، وقريوش وهو الاسم المشهور في فاس، والشباكية الاسم الأكثر شهر في أرجاء الأراضي المغربية.

ويُذكر أنه نتيجة الممارسات المختلفة في إعداد هذا الطبق قد تظهر بعض الاختلافات البسيطة في الوصفة إلا أنها لا تعد اختلافات جوهرية في المقادير الأساسية، إذ يضيف البعض الزعفران بينما يستخدم الآخرون التوابل، ومن ناحية أخرى قد تظهر الاختلافات في شكل الزهرة إذ يعدها البعض بشكل رفيع والآخرون بشكل غليظ، وهي اختلافات يمكن تفهمها وتقبلها إذ تخضع بشكل أساسي لخبرة الصانع ومهارته في الطهي.

فوائد حلوى الشباكية

تعد حلوى الشباكية من الأطباق ذات الفوائد الصحية في حال تم تناولها باعتدال إذ تحتوي على المعادن الأساسية التي يحتاجها العظم، ومن أهمها الفسفور والزنك والكالسيوم، إذ تساعد هذه المعادن مجتمعة على تحسين صحة العظام وترميمها وخفض نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام، ويذكر أن هذه المكونات تتركز في بذور السمسم، المكون الأساسي في حلوى الشباكية، ويحذر أخصائيو التغذية من الاستهلاك الكبير لحلوى الشباكية إذ يؤدي تناولها بشكل كبير إلى زيادة الوزن وارتفاع نسبة السكر في الدم، إضافة إلى أنها تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات والكربوهيدرات التي تزيد الرغبة في تناول الطعام خلال اليوم.

وقد تكون حلوى الشباكية خيارًا غير مناسب لبعض الأشخاص خاصة مرضى القلب والسكري وفيما يأتي تفاصيل ذلك:

  • الشباكية ومرضى السكري

تُعدّ الشباكية من الأطباق التي يمنع تناولها لمرضى السكري إذ أنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر، وفي حال الرغبة في تناولها ينصح أخصائيو التغذية بعدم غمسها بالعسل أو شراب السكر واستخدام بدائل السكر الخالية من السعرات الحرارية لتنجب ارتفاع مستوى السكر في الدم.

  • الشباكية ومرضى القلب

قد تكون الشباكية من الأطباق غير المناسبة لمرضى القلب وفي حال الرغبة في تناولها يفضل استخدام طريقة الشواء باستخدام الفرن العادي أو الكهربائي بدلًا من القلي، إذ يحتوي الزيت على الدهون المشبعة الضارة بجسم الإنسان والذي يرفع نسبة الكولسترول في الدم.

  • الشباكية والنساء الحوامل

يمكن للنساء الحوامل تناول حلوى الشباكية باعتدال إذ تعمل هذه الحلوى على اكتساب الوزن في حال تناولها بشكل مفرط وقد تكون سبب في ارتفاع سكر الدم أيضًا، إلا أنها بصورة عامة لا تشكل أي خطر على صحة الحامل كما الأمر لدى مرضى السكري والقلب، ومن ناحية أخرى يساعد السمسم في حلوى الشباكية في تقليل الإصابة بالأمراض العصبية وتعزيز صحة الجسم.

المكونات الأساسية لحلوى الشباكية وطريقة تحضيرها

قد تختلف بعض المقادير الثانوية التي تصنع منها حلوى الشباكية، وفيما يأتي ذكر المكونات التقليدية الأكثر انتشارًا في المغرب وطريقة التحضير:

المكونات الجافة

  • بذور السمسم
  • دقيق اللوز الخام أو اللوز الكامل
  • دقيق (جميع الاستخدامات)
  • توابل (بذور الشمر، كركم، قرفة)
  • ملح
  • سكر
  • خميرة فورية (اختياري)
  • بيكنج باودر

المكونات السائلة

  • خل أبيض
  • زيت نباتي
  • ماء زهر
  • ماء فاتر

مكونات أخرى

  • زبدة (بدرجة حرارة الغرفة)

ولتحضير الشباكية لا بد من اتباع الخطوات التالية:

  • صنع العجينة

لصنع العجينة يجب وضع حبوب السمسم مع اللوز في محضر الطعام للحصول على قوام ناعم ورطب، إذ تساعد الزيوت الخارجة من السمسم واللوز على خلق قوام جديد للمكونات مائل للزوجة، ويمكن بعدها إضافة الدقيق والبهارات والزبدة والبكنج بودر والخميرة والخل ومزج المكونات جيدًا، ويمكن في هذه المرحلة أيضًا إضافة ماء زهر البرتقال، ثم تترك العجينة بعد عجنها لمدة 20 دقيقة لبدء تشيكلها.

  • تشكيل العجينة

لتشكيل العجينة يجب تقسيمها لأجزاء عدة ثم فردها على شكل مستطيل بحيث تكون سماكة كل مستطيل ما بين 1-2 مم وعرضه حوالي 7-8 سم، وفي هذه المرحلة يتوجب التخلص من الزوائد للحصول على المستطيل بشكل منتظم، بعد ذلك يجب استخدام حلقة التقطيع الصغيرة (قطعة صغيرة شبيهة بأداة تقطيع البيتزا) لصناعة 4 خطوط دون قطع الحواف في منتصف المستطيل بحيث يتشكل في النهاية 5 قطع متصلة مستطيلة حول إطار المستطيل.

وبعد تشكيل الخطوط يجب مسك العجينة وتمرير إصبع السبابة بين القطع المتشكلة بحيث يتوسط الإصبع القطع التي تمت صناعتها بحلقة التقطيع، ثم تضغط الأطراف الموجودة حول طرف الإصبع على بعضها ثم يسحب الإصبع ويمرر الطرف الذي تم تجميعه بمكان مرور الإصبع لتشكيل مركز الزهرة، ويمكن استخدام أي طريقة أخرى لتشكيل الزهرة إن وجدت.

  • القلي

بعد تشكيل العجينة يجب تحضير زيت غزير على حرارة متوسطة إلى منخفضة لقلي العجينة إلى أن يصبح لونها ذهبيًا، وبمجرد نضوجها يمكن تغميسها بالعسل أو شراب السكر.

ومن الجدير ذكره أنه يمكن الاحتفاظ بحلوى الشباكية لمدة شهر بعد أن تبرد تمامًا وذلك بوضعها في وعاء محكم الإغلاق في درجة حرارة الغرفة، ويمكن حفظها لمدة تصل إلى 4 أشهر في حال حفظت بوعاء محكم الإغلاق ووضعت في مجمد الطعام (الثلاجة المنزلية).