في بعض الأحيان لا يكون الطعام مجرد وجبة تُحضر ببعض المكونات وتُقدّم على سفرة المائدة، بل يكون الطعام هوية للبلد وجزء لا يتجزأ منها، وهذا الوصف ينطبق على الكبسة السعودي فعندما نقول الطعام في السعودية فإنّ أول ما يتبادر للذهن هي الكبسة التي تُعدّ الأكلة الشعبية في البلاد، وهي أرز مطبوخ باللحم أو الدجاج أو السمك مُضاف إليه بعض التوابل، وعادةً يأُكل باليد.
أصل الكبسة، هل هو بالفعل إسباني؟
يزخر المطبخ السّعودي بالعديد من الأكلات التقليدية التي لها تاريخ طويل مثل: المرقوق والمطازيز والعصيد والحنيني والكليجا والقرصان، فهذه الأصناف لا يختلف اثنان على أصلها فهي أكلات سعودية متوارثة من الأجداد إلى الأبناء، ولكن الكبسة ليست من الأطباق السعودية ذات الجذور التاريخية، فيؤكد الباحثون والمؤرخون أنّ الكبسة في الأصل طبق إسباني نقله العرب إلى السعودية ثم انتشر في دول الخليج، ومن ثم باقي الدول العربية، لذلك نجد أنّ الكبسة هي أحد الأكلات الموجودة على قائمة الطعام في المطاعم الأوروبية، حتى أنّ الكثير من السّياح القادمين من دول أوروبا يصابون بالصدمة عندما يجدون انّ الكبسة هي طبق مُنتشر بشكل كبير في السعودية أو دول الخليج العربي.
قصة الكبسة.. من مائدة الخدم لمائدة السّادة
كما ذكرنا فإنّ أصل الكبسة هو إسباني وتُسمى باللغة الإسبانية "البايلة" أو "الباهية" وهي تحريف لكلمة "بقية" أي ما زاد من الشيء، وسبب التسمية أنّ الخدم عند أغنياء الإسبان كانوا بعد أنّ ينتهي السّادة من تناول طعامهم، يجمعون ما تبقى من اللحم أو الدجاج مع ما تبقى من الأرز في طبق واحد ويأكلوه.
وفي أحد الأيام، دَخَلَ أحد الحكام الإسبان على مطبخ القصر فوجد الخدم يتناولون طعامهم، وهو بقايا الأرز واللحم، وعندما تذوقه نال على إعجابه فسأل الخدم عن اسم هذه الأكلة فأخبروه أنها مجرد بقايا الطعام من الأرز واللحم، ومنذ ذلك الحين أصبح الحاكم يطلب من الخدم إعداد تلك الأكلة له، وفيما بعد أصبحت الكبسة طبق رئيسي مُفضل عند الأغنياء والسّادة.
وفي وقتنا الحاضر تُعدّ الكبسة من الأطباق الإسبانية التي يُحضرها الإسبان في يوم الأحد من كل أسبوع خارج المنزل لأنهم يفضلون تحضيرها على الفحم.
سبب تسمية الكبسة بهذا الاسم
ذكرنا فيما تقدّم أنّ الكبسة (بالإنجليزية: Kabsa) ذات أصول إسبانية واسمها البايلة، ولكن في السعودية وباقي دول الخليج والدول العربية الأخرى تُعرف باسم الكبسة أو المكبوس أو المجبوس، نظرًا لطريقة إعدادها والتي تتضمن كبس اللحم والأرز معًا.
مكونات الكبسة وطريقة تحضيرها
تتميز الكبسة ببساطة المكونات وسهولة التحضير، فلتحضير الكبسة نحتاج للمكونات التالية:
- 1 كيلو من من لحم الغنم.
- 3 أكواب من الأرز البسمتي المنقوع.
- 1 حبة من البصل.
- بهارات صحيحة (قرنفل، لومي، قرفة، هيل، ورق غار، فلفل أسود).
- 3 حبات كبيرة من الطماطم المفرومة.
- 1 ملعقة كبيرة من معجون الطماطم.
- 1 حبة من الفلفل الأخضر الحار المشوي.
- 1 حبة من البصل المبشور.
- 2 فص من الثوم المهروس.
- 2 ملعقة صغيرة من بهارات الكبسة.
- 1/4 كوب من الزيت النباتي.
- مكسرات مقلية حسب الرغبة.
طريقة التحضير
- نسلق اللحم مع البهارات الصحيحة والبصل، ثم نحمره بالفرن.
- نضيف في قدر على النار كل من: الزيت النباتي، الطماطم، البصل، الفلفل المشوي، الثوم المهروس، معجون الطماطم، الملح، بهارات الكبسة، ونقلب لمدة 5 دقائق.
- نضيف الأرز على القدر ونغمره بـ 5 أكواب من مرق اللحم ونتركه حتى ينضج.
- نوزع الأرز في طبق تقديم واسع، ثم نرتب فوقه قطع اللحم ونزين بالمكسرات.
ومن الجدير بالذكر أنّ طريقة تحضير الكبسة في السعودية تختلف قليلًا عن طريقة تحضيرها في باقي المطابخ العربية مع الحفاظ على المكونات الأساسية، ألا وهي الأرز واللحم أو الدجاج والتوابل، ففي بعض الدول العربية تضيف السيدات على الكبسة بعض أنواع الخضار كالجزر والبازلاء والذرة والفلفل الرومي (الفلفل الحلو).
الكبسة ما بين الأضرار والفوائد
الكبسة السعودي من الأطباق التي لا يستغني السعوديون عنها على مائدتهم فهو طبق سهل يُجمع على حبه جميع أفراد العائلة والضيوف، ولكن تواجه الكبسة عدة اتهامات منها حسب خبراء التغذية ما يلي:
- تتسبب في ارتفاع ضغط الدم بسبب احتوائها على كمية كبيرة من التوابل.
- الإفراط بتناولها يؤدي لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- تُدان الكبسة بأنها تحد من القدرة الجنسية عند الرجال والنساء وذلك بسبب احتوائها على نسبة عالية من الدهون، ولكن عشاق الكبسة دومًا ما يكونون خط الدفاع الأول عن أكلتهم لذلك يواجهون هذه الاتهامات بالنفي والإنكار.
وفي المقابل فإنّ تناول الكبسة بكميات معتدلة تتوافق مع الحصة اليومية للشخص يعود على الجسم ببعض الفوائد منها:
- تزيد من نشاط الجسم بسبب التوابل الموجودة فيها.
- تأخر ظهور علامات الشيخوخة وتقدم العمر.
- تقوي جهاز المناعة بسبب احتوائها على مضادات الأكسدة.
- تنظم أنزيمات الجسم.