تتمتع مصر بالتراث المتنوع والفريد والوفير الذي يتضمن العديد من الأطباق التقليدية مثل الكشري؛ أحد الأطباق التقليدية الغذائية النباتية الأكثر شعبية على أراضيها والذي يشكل بديلًا نموذجيًا للوجبات السريعة، والمرشح ضمن قوائم اليونسكو إلى جانب العديد من الأطباق الأخرى كونه من رموز الثقافة المصرية غير المادية مثل الملوخية والفتة المصرية وسمك الفسيخ.

يُعرف الكشري (بالإنجليزية: Koshari أو Koshary) بأنه الطبق الشعبي في جمهورية مصر العربية، وينتشر على نطاق واسع ويعود بتاريخه إلى القرن التاسع عشر، ويجمع بين عناصر الطهي الإيطالية والهندية والشرق أوسطية، ويُحضر بشكل أساسي من الأرز وحبوب العدس والبصل والمعكرونة وحبوب الحمص المسلوق، المضاف إليها صلصة الطماطم المتبلة بالخل والثوم والمزينة بالبصل المقلي المقرمش.

يذكر أن طبق الكشري يقدم كطبق أساسي في أغلب المطاعم التقليدية والكبرى وضمن أكل الشوارع في مصر، ويتميز بسرعة تقديمه الذي يستغرق في الغالب عدة ثواني قليلة ضمن أجواء صوتية موسيقية، إذ  يقرع الطاهي المعالق المعدنية على جوانب الأواني في أثناء وضع المكونات في الأطباق مما يمنح الطبق ميزة فريدة.

تاريخ طبق الكشري المصري

كان ابن بطوطة أول من ذكر الكشري في القرن الرابع عشر ميلادي في كتابة (هدية لمن يتأمل في عجائب المدن وعجائب البشر)، وهو طبق تعود أصوله إلى الهند وكان يتكون من العدس والأرز وعرف باسم الخيشري (بالإنجليزية: Khichri) أو خيشدي (بالإنجليزية: Khichdi)، وكان رمزًا للحظ السعيد والازدهار آنذاك.

وانتقل طبق الكشري من الهند إلى مصر عبر رحلة طويلة بواسطة الجنود البريطانيين أوائل القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى، ويعتقد البعض أن الطبق تأثر بأقلية من الإيطاليين الذين عاشوا في مصر في القرن التاسع عشر إذ تم إضافة المعكرونة إليه، وبعد ذلك أجرى المصريون التعديلات على الطبق وأضافوا العديد من المكونات الأخرى إلى الأرز والعدس والمعكرونة، وأهمها البصل المقلي والحمص والكمون والفلفل الحلو والخل.

فوائد طبق الكشري المصري

أجريت دراسة مشتركة استمرت لمدة عشر سنوات بين منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني الأمريكي للصحة وخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة ووزارة الصحة المصرية لتقييم استهلاك الكشري ما بين عام 2009 وعام 2019م على عينة من البالغين الذي تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عامًا في 59 دولة مختلفة، وأفضت الدراسة إلى أن طبق الكشري يساعد في زيادة إفراز هرمون الإندروفين ويوفر مستويات مرغوبة من الدهون المشبعة والبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن.

وفيما بأتي ذكر أهم فوائد طبق الكشري المصري وأبرزها:

  • بديل جيد للحوم

يُعدّ طبق الكشري بديل ممتاز للحوم  إذ يحتوي على الدهون والألياف والبروتين بكميات مناسبة للجسم، ويوصي العديد من خبراء التغذية بتناول طبق الكشري كوجبة متكاملة إذ لا حاجة لإضافة أي من المكونات الأخرى مثل الخضار أو اللحوم أو غيره.

  • الوقايه من السرطان

يحتوي طبق الكشري على البقوليات المحتوية على مضادات الأكسدة (العدس والحمص) والتي تعمل كمثبطات لنمو الخلايا السرطانية مما يجعله أداة تساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان القولون والمستقيم، ومن ناحية أخرى تساعد العناصر الغذائية في هذا الطبق على تنشيط البكتيريا النافعة التي تحول الألياف في البقوليات إلى حمض الزبد الذي يحمي خلايا القولون من مرض السرطان، إضافة إلى الحماية من الأورام المختلفة وخاصة سرطان الثدي.

  • منع فقر الدم وتقوية المناعة

يحتوي طبق الكشري على البروتينيات والحديد والمعادن والفيتامينات التي تساعد في علاج فقر الدم وتقوية جهاز المناعة وأهمها فيتامين أ، ب، ج، د، بالإضافة إلى الدهون والكالسيوم والحديد المتوفر بشل أساسي في صلصة الطماطم.

  • الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية

تساعد مضادات الأكسدة المتوفرة في طبق الكشري على حماية القلب والأوعية الدموية وذلك من خلال تقليل نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، إضافة إلى منع ترسب الدهون في الأوعية الدموية.

  • خفض نسبة السكر في الدم

يحتوي طبق الكشري على مركبات الكبريت والفيتامينات والجليسين الشبيه بالأنسولين ومضادات الأكسدة التي تساعد جميهعا على الحفاظ على مستويات السكر في الدم بنسب جيدة والوقاية من مرض السكري بصورة عامة.

المكونات الأساسية لطبق الكشري المصري وطريقة التحضير

يتكون طبق الكشري بصورة أساسية من النشويات والبقوليات والخصراوات وفيما يأتي ذكر التفاصيل:

البصل المقرمش ويتطلب للتحضير:

  • بصل كبير مقطع إلى شرائح
  • ملح
  • دقيق (لجميع الاستخدامات)
  • زيت نباتي

صلصة الطماطم وتتطلب للتحضير:

  • طماطم طازجة أو صلصة طماطم تجارية مسبقة التحضير
  • بصل مفروم
  • الثوم الطازج
  • مطحون حبوب الكزبرة الجافة
  • مجروش الفلفل الأحمر الحار (اختياري)
  • خل أبيض

طبق الكشري الأساسي ويتطلب للتحضير:

  • عدس بني
  • أرز متوسط الحبة
  • ملح
  • فلفل
  • مطحون حبوب الكزبرة الجافة
  • معكرونة
  • زيت
  • ماء
  • حمص مسلوق أو مجفف ويسلق قبل التحضير

ولتحضير الطبق ترش حلقات البصل بالملح ثم تخلط بالدقيق لتغطيتها ويقلى بعد ذلك في زيت غزير ويترك ليبرد، ولتحضير صلصة الطماطم يسخن الزيت في وعاء طهي ويضاف إليه البصل المبشور وعندما يتحول لونه للذهبي يضاف الثوم المهروس والخل الأبيض ومطحون حبوب الكزبرة الجافة ومجروش الفلفل الأحمر الحار، ثم تضاف الطماطم وتترك على نار خفيفة حتى تتكاثف الصلصة.

يطبخ بعد ذلك العدس ويغلى إلى أن يطهى بشكل جيد ويترك جانبًا بعد أن يتبل بالقليل من الملح، ومن ثم يتم طبخ الأرز مع الزيت والملح ويمكن في هذه المرحلة طهي الأرز وإضافة العدس إليه أو طهيه بشكل منفصل، وبعد ذلك تسلق المعكرونة بالماء والملح والزيت، وفي حال استخدام الحمص الجاف لا بد أن يتم سلقه حتى ينضج تمامًا، وبعد أن تنضج كافة المكونات توضع سويًا لتقدم وذلك بالترتيب التالي:

 يوضع كل من الأرز والعدس معًا ويخلطان سويًا ثم توضع فوقهما المعكرونة والحمص ومن ثم الصلصة والبصل المقرمش ويكون الطبق جاهزًا للأكل.