البهرة هي طائفة دينية إسلامية شيعية إسماعيلية مستعلية، أطلق عليهم اسم البهرة –وهو لفظ هندي قديم يعني التاجر– لأنهم تركوا السياسة وعملوا في مجال التجارة، فوصلوا إلى الهند واختلطوا مع الهندوس الذين أسلموا، ويطلق عليهم أيضًا اسم الطيبية لأنهم يعترفون بإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ومن بعده الآمر ومن بعده ابنه الطيب الذي دخل الإمامة أو كما يطلقون عليها (الستر) عام 525 هجرية، لكن الأئمة المستورين من نسله غير معروفين ولا معروف أسمائهم حتى لدى البهرة أنفسهم، وهذه الطائفة هي التي نصرت إمامة أحمد المستعلي عن أخيه نزار المصطفى لدين الله بعد وفاة والدهما المستنصر بالله عام 487 هجرية، أما من حيث تقسيماتهم فهناك من يقول إنهم فرقتين، البهرة الداوودية (نسبة إلى قطب شاه داود) والبهرة السليمانية (نسبة إلى سليمان بن حسن)، وهناك من يقول إنهم ثلاث فرق، ويضيف على الفرقتين السابقتين فرقة أخرى وهي (البهرة العلوية).

فرق البهرة

ينقسم البهرة إلى ثلاث فرق، وهم:

البهرة الداوودية

سميت بهذا الاسم نسبة إلى قطب شاه داود، ويستوطنون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر هجرية، ويقيم داعيتهم في بومباي، وهذه الفرقة اتبعت الداعي المطلق محمد عز الدين بن الحسن عام 1539م الموافق 946 هجرية بعد غيبة إمامهم الواحد والعشرين (الإمام الغائب)، وبعد وفاة المطلق أصبح الداعي الهندي يوسف نجم الدين بن سليمان هو الداعية المطلق للدعوة (التي كانت معروفة باسم الطيبية)، والتي انتقل مركزها من اليمن للهند، حيث انتشرت من ولاية كوجرات واستجاب لها العديد من الهنود من طبقة التجار، وأصبحوا يعرفون باللغة الكوجراتية باسم البهرة.

في عام 1591م الموافق 999 هجرية بعد وفاة المطلق السادس والعشرين داود بن عجبشاه، انقسم البهرة فانتخب بهرة كجرات (وهم الأغلبية) الداعي المطلق داود برهان بن قطب شاه (الداعي السابع والعشرين)، وبعثوا نص الانتخاب لبهرة اليمن، والداعي المطلق للداوودية الآن هو المطلق الثالث والخمسين مفضل سيف الدين بن محمد برهان.

البهرة السليمانية

يعرفون بهذا الاسم نسبة إلى سليمان بن حسن ويعود تاريخهم إلى اليمن، وهم يشكلون أغلبية الإسماعيلية الآن، فبعد أن انتخب البهرة داود قطب شاه، انتخب بعض البهرة بعد فترة قليلة سليمان بن الحسن في اليمن وعُرف مؤيدوه باسم السليمانية، وتوفي سليمان في أحمد آباد عام 1597م الموافق 1005 هجرية، ويتركز مركز دعوة السليمانية الآن في نجران بالمملكة العربية السعودية، ويعرفون أيضًا باسم المكارمة، بجانب أن لهم أتباع في الهند واليمن.

البهرة العلوية

في عام 1980م حدث انقسام ثالث بين البهرة، وهذا الانقسام كان في الفرقة الداوودية، حيث انتخب بعض البهرة الداوودية الداعي المطلق ضياء الدين صاحب وأطلقوا على أنفسهم البهرة العلوية، وهم ينتشرون في عدة مدن هندية ويعدون أقل الطوائف الثلاث عددًا.

أصل البهرة وصفاتهم

تقول أحد الآراء إن أصل البهرة يعود إلى الفاطميين الشيعة الذين كانوا يقيمون في مصر أيام العصر الفاطمي، وعندما سقطت الدولة الفاطمية هاجر الكثير منهم من مصر إلى جنوب الهند واستقروا فيها واندمجوا مع المجتمع الهندي لأنه مجتمع متعدد الأديان ويتسم بالتسامح الديني، وبعد انفتاح دول الخليج هاجر الكثير من البهرة للعمل هناك مثل مختلف الآسيويين الآخرين، لذا تواجدت أعداد كبيرة منهم في الإمارات العربية المتحدة (دبي خصوصًا) وغيرها من دول الخليج كاليمن والمملكة العربية السعودية، حيث يوجد لهم تاريخ طويل في اليمن، ويوجد لهم هناك ضريح أو قبة حاتم محيي الدين التي يزورها عشرات الآلاف منهم باستمرار، والتي توجد في منطقة حراز التي تبعد حوالي 90 كم عن صنعاء.

تصنف البهرة على أنها فرقة من الفرق المسالمة فهي لا تدخل في السياسة وتقوم بإنشاء العديد من المشاريع الخيرية والخدمية، مثل مشاريع المياه وبناء المستشفيات والمدارس ودور تحفيظ القرآن، ويشتهرون بإحياء ليالي رمضان والإكثار من الصلاة والتعبد فيه ومساعدة الفقراء وإطعام المساكين. ويوقر البهرة زعيمهم بشكل كبير، ولدى كل من رجالهم ونسائهم زي موحد، ويعدّ مصدر تمويلهم التبرعات التي يتم تجميعها من أعضاء الطائفة، حيث أن على كل عضو من الأعضاء وضع مبلغ شهري لإنفاقه على المشاريع الخيرية والخدمية، ويصل عدد اتباع هذه الطائفة حوالي مليون ونصف المليون شخص.

عقائد البهرة ونظرة أهل السنة والجماعة لهم

ينظر أهل السنة إلى طائفة البهرة على أنها طائفة ذات عقائد منحرفة فاسدة، وأنهم غلوا في توقير أئمتهم وحبهم أشد من غلو الرافضة، فمن أشهر عقائدهم ما يأتي:

  • لا يصلون في مساجد المسلمين العادية.
  • في الظاهر تكون عقائدهم مثل باقي الفرق الإسلامية، لكن باطنهم شيء آخر غير ما يظهروه، يصلون لكن صلاتهم تكون للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر، يذهبون للحج في مكة مثل باقي المسلمين، لكن يقولون إن الكعبة هي رمز للإمام.

شكل غلو البهرة وماهيته وتبجيلهم لإمامهم

يغلو البهرة في تبجيل إمامهم، ومن صور هذا الغلو السجود له وتقبيل يده ورجله وغيرها، فعلى سبيل المثال يصر كبير علماء البهرة على أنه يجب على أتباعه أن يسجدوا له في كل مرة يزورونه فيها، ولما كان السجود نوع من العبادة التي أمر الله بها تعالى عباده وخصها لنفسه، فإن سجود البهرة لكبيرهم بمثابة عبادة وتأليه له وعلى هذا فإنهم يتخذونه –وليعاذ بالله– شريكًا لله، وعلى هذا أجمع مركز الفتوى (الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود) على أن التابع والمتبوع من البهرة يكون كافر خارج عن ملة الإسلام.

أيضًا، يدعي الإمام البهري أنه غير محاسب وأنه الله في الأرض، وهذا كفر صريح بحسب رأي لجنة الفتاوى، وعلى هذا فإن اللجنة حرمت تزاوج الرجال والنساء المسلمين من البهرة، لأنهم فرقة باطنية تخالف أصول الإسلام وتسعى لهدمها، وقالوا إنهم أصحاب عقيدة فاسدة، فهم ليسوا كاليهود والنصارى –من أصحاب الكتاب– بل هم مسلمون ظاهريًا يضمرون الكفر باطنيًا.