العمارة الإسلامية هو فن انفرد به المسلمون لتأكيد هويتهم الإسلامية، وأخرج هذا الفن الكثير من الأبنية المميزة التي تدل على مدى جمال العمارة الإسلامية وأصالتها، وفي هذا المقال ستُطرح أبرز المعلومات المتعلقة بهذا النوع من العمارة.

ما هي العمارة الإسلامية؟

تُعرف العمارة الإسلامية بأنّها الخصائص البنائية التي اتبعها المسلمون في المناطق التي وصلوا إليها، وانفرد المسلمون بعمارة تتميز بجمال التصميم ودقة البناء، وانتشر فن العمارة الإسلامية من البلاد العربية إلى الهند وبلاد فارس وغيرها من البلاد الأخرى التي دخلتها الفتوحات الإسلامية.

تاريخ العمارة الإسلامية

بدأ تاريخ العمارة الإسلامية على يد المسلمين منذ القرن السابع عشر وما بعده، وارتبط هذا الفن ارتباطًا وثيقًا بالمسجد، ولكنه تضمن أيضًا مباني أخرى مثل القصور والمقابر والمباني العامة والمنازل، وتأثرت العمارة الإسلامية المبكرة بالعمارة الفارسية والرومانية والبيزنطية والمغولية ولكن بطابع إسلامي، ووصلت العمارة الإسلامية إلى معظم مناطق الشرق الأوسط، ووصلت أيضًا إلى أجزاء من أوروبا في القرن التاسع عشر، فيمكن العثور على عدة أمثلة مشهورة لهذا الفن في إسبانيا (الأندلس سابقًا).

عناصر العمارة الإسلامية

تميزت العمارة الإسلامية بالعديد من العناصر المذهلة، والتي تزداد جمالًا ورونقًا بمرور السنين، ومن أبرزها ما يأتي:

المآذن

المآذن هي أبراج عالية ذات سلالم داخلية ونوافذ صغيرة، ووظيفة المئذنة هي رفع الأذان للصلاة خمس مرات في اليوم.

القباب

القباب جمع قبة، وهي ذات شكل كروي أو مستدير ومصنوعة من الحجر أو الطوب ومزينة غالبًا ببلاط الفسيفساء.

المقرنصات

المقرنصات هي شكل مصغّر عن المحراب وتتكرر بنمط منظم وتُضاف إلى السقف الداخلي بألوان أحادية.

الأقواس

الأقواس هي أعمدة تدعم البناء وتكون عادةً على شكل حدوة الحصان.

تفاصيل الزينة

تعد الفسيفساء بألوانها المتعددة من عناصر الزينة الغالبة على العمارة الإسلامية، إضافةً إلى الزخارف والأنماط الهندسية والنباتية، وتُستخدم أيضًا النصوص العربية مثل آيات القرآن الكريم لتزيين أبنية العمارة الإسلامية.

المشربيات

المشربية هي نافذة تكون بارزة عن بناء المنزل بشكل يحافظ على الخصوصية، بحيث يرى من في الداخل من هم خارج المنزل، ولا يرى من هم في الخارج الذين داخل المنزل.

العناصر الخارجية

غالبًا ما تتميز بنايات العمارة الإسلامية بالحدائق والساحات الداخلية المسوّرة وقاعات الأعمدة الخارجية المفتوحة.

أنواع العمارة الإسلامية

تتعدّد أنواع العمارة الإسلامية، ومن أبرز هذه الأنواع ما يأتي:

المساجد

تُعدّ المساجد من أهم مباني العمارة الإسلامية، وكان تصميم المساجد في البداية بسيط ويتكون من مساحة مربعة محاطة بسور ومسقوفة بسقف بسيط، ومن الأمثلة عليها مسجد رسول الله في المدينة المنورة، وما لبث أن تطور النظام المعماري للمساجد بعد ذلك.

المدارس

بدأ بناء المدارس في أواخر القرن الخامس الهجري في عهد السلاجقة، وكان الغرض منها نشر الإسلام، ومن أشهر المدارس الإسلامية المدرسة المستنصرية في بغداد.

الأربطة

تجمع الأربطة بين الوظيفة العسكرية والدينية، حيث كان المجاهدون يقيمون فيها استعدادًا للحرب أو للعبادة، ومن أشهر الأمثلة على الأربطة في العمارة الإسلامية رباط المنستير في تونس الذي بناه هرثمة في عام 696م.

الأسبلة

الأسبلة هي منشآت مائية انتشرت بشكل خاص في العصرين المملوكي والعثماني، وكان الغرض منها سقاية المارة في الطرق العامة، ومن الأمثلة عليها سبيل الناصر محمد بن قلاوون في القاهرة.

البيمارستانات (المستشفيات)

اهتم الإسلام بصحة الأجسام وحثّ على طلب الاستشفاء ومعالجة الأمراض، وكان لهذا أثر في سعي السلاطين إلى بناء البيمارستانات أو المستشفيات وتوفير ما يلزم فيها من أطباء وأدوية وأدوات طبية، ومن أقدم الأمثلة على البيمارستانات التي بُنيت على طراز العمارة الإسلامية بيمارستان الموحدي في مراكش والبيمارستان النوري في دمشق.

7 من روائع العمارة الإسلامية

انتشر التراث المعماري الإسلامي بشكل واسع، ومن أبرز الأمثلة عليه ما يأتي:

• تاج محل في الهند

تاج محل هو ضريح بناه الإمبراطور المغولي شاه جاه لزوجته التي توفيت في أثناء ولادة طفل الإمبراطور الرابع عشر، واستغرق البناء لإتمامه عشرون عام (1628-1658)، ويُعدّ تاج محل اليوم واحد من أشهر قطع العمارة الإسلامية.

• مسجد جامع أصفهان في إيران

يقع مسجد جامع أصفهان في وسط مدينة أصفهان الإيرانية، وهو بناء مُثرى بالكنوز المعمارية الإسلامية، وبُني المسجد في القرن الثامن عشر في عهد السلاجقة، وأُعيد إضافة بعض عناصر العمارة الإسلامية للبناء في وقت لاحق.

• قبة الصخرة في فلسطين

تعد قبة الصخرة  أشهر وأقدم بناء إسلامي موجود وأقدمهم، وبُنيت قبة الصخرة في القدس في ( 685-691)، ويميل الأسلوب المعماري لقبة الصخرة إلى التقاليد المعمارية البيزنطية ولكن بتصميم وتقاليد العمارة الإسلامية.

• جامع سامراء الكبير (جامع الملوية)

بُني جامع سامراء الكبير في العراق في عهد الخليفة العباسي المتوكل (847-861)، وكان أكبر مسجد في العالم، ولكن تمّ تدمير معظم البناء في أثناء الغزو المغولي عام 1258، ويتميز المسجد بمئذنته الكبيرة التي على شكل مخروط ملفوف في منحدر لولبي قائم إلى الآن.

• قلعة حلب

تُعدّ قلعة حلب من أكثر الأبنية المعمارية روعةً في الشرق الأوسط، ومن أفضل الأمثلة الباقية من العمارة الإسلامية العسكرية، وتقع القلعة في وسط مدينة حلب السورية، وبدأ بناء القلعة منذ القرن العاشر وأُعيد توسيعها في العصر الأيوبي (1171-1260).

• مسجد سليمان القانوني

يقع مسجد سليمان القانوني أو جامع السليمانية في إسطنبول، وبناه السلطان سليمان القانوني ما بين عامي (1550-1557)، ويُعدّ من روائع أبنية العمارة الإسلامية، وصُمّم المسجد على يد المهندس المعماري العثماني سنان.

• الجامع الكبير في قرطبة

بُني الجامع الكبير في قرطبة بإسبانيا في موقع كنيسة مسيحية في عهد الخليفة الأموي عبد الرحمن الأول في (784-786)، وأُعيد توسعته خلال القرنين التاسع والعاشر، وهو من الأمثلة الشاهدة على متانة العمارة الإسلامية وروعتها.