التركمان (بالإنجليزية: Turkmens) هم شعب يتوزع في مناطق مختلفة، منها تركمانستان وأجزاء من آسيا الوسطى، وعانى التركمان من التمييز العنصري على الدوام كونهم مجموعة عرقية أقلية وغير مجتمعة، ولكن لهذا الشعب أصول عريقة ضاربة في التاريخ.
من هم التركمان؟
التركمان هم مجموعة عرقية تتحدث اللغة التركمانية التي تنحدر من عائلة اللغات التركية، ويعيش معظم الشعب التركماني في دولة تركمانستان وفي الأجزاء المحاذية لها من آسيا الوسطى، وبلغ عدد التركمان أكثر من ستة ملايين شخص في بدايات القرن الحادي والعشرين، ويعيش نحو ثلث التركمان في إيران، لا سيما في شمال البلاد، ويعيش نحو 500 ألف في شمال غرب وشمال شرق أفغانستان، ويوجد بعض المجتمعات التركمانية الصغيرة في العراق وسوريا وتركيا.
تاريخ دولة تركمانستان
كانت تركمانستان فيما مضى جزء من الإمبراطورية الفارسية القديمة وكان التركمان منذ بداياتهم رعاة رحّل، حيث عاشوا في خيام على شكل قبة قابلة للنقل، واستمر بعضهم بهذه الطريقة الحياتية حتى القرن العشرين، وفي القرن الحادي عشر احتل السلاجقة الأتراك أرض تركمانستان، ثمّ احتلها في القرن الثالث عشر المغول بقيادة جنكيز خان، وبحلول القرن الخامس عشر احتل الأوزبك، وهم جماعات تركية، أرض تركمانستان، وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت أرض التركمان تابعة للإمبراطورية الروسية، وفي عام 1990 أعلنت تركمانستان استقلالها وأصبحت عضو في اتحاد الدول المستقلة مع عشر جمهوريات سوفيتية سابقة، وتأسست حكومة مستقلة على رأسها رئيس تمّ تعيينه مدى الحياة.
حياة التركمان بعد الانفصال عن الاتحاد السوفيتي
إنّ أراضي دولة تركمانستان معظمها قاحلة، وبعد الانفصال عن الاتحاد السوفيتي واصل الشعب التركماني حياتهم في رعي الماعز والأغنام والخيول والحمير والجمال، وبدأ بعضهم في التوجه للزراعة بدلًا من تربية الماشية، مثل زراعة القطن، وتوجهت فئة من الشعب التركماني إلى نسج البُسط والسجاد اليدوي، وهي صناعة تحولت في وقت لاحق إلى عنصر مهم في اقتصاد الدولة، ولظروف اقتصادية وسياسية صعبة لجأ الكثير من الشعب التركماني إلى أفغانستان وإلى عدة دول أخرى.
ما الأبجدية التي يستخدمها التركمان في لغتهم؟
على خطى اللغات التركية الأخرى في آسيا الوسطى، كُتبت اللغة التركمانية بمجموعة مختلفة من الأبجديات، حيث عُثر على بقايا نصوص مكتوبة بالأبجدية الرونية التركية القديمة، وقبل عام 1929م استخدم التركمان الحروف الفارسية - العربية لكتابة لغتهم، وفي الفترة القصيرة ما بين عامي 1929 إلى 1938 استخدموا الأبجدية اللاتينية في كتابتهم، وبعدها تحولوا إلى الكتابة بالأبجدية السيريلية تحت الحكم السوفيتي، التي استمر استخدامها حتى التسعينيات من القرن الماضي، ليعودوا مرة أخرى لاستخدام الأبجدية اللاتينية في الكتابة، باستثناء التركمان الذين يعيشون في أفغانستان وإيران الذين يستخدمون الأبجدية العربية في كتابة لغتهم.
الدين عند التركمان
يدين معظم الشعب التركماني في دولة تركمانستان بالدين الإسلامي، وغالبتهم يتبعون المذهب الحنفي، وللتعاليم والشرائع الإسلامية دور كبير في الحد من بعض الممارسات والتقاليد الشعبية، من ناحية أخرى يتبع بعض التركمان الديانة المسيحية الأرثوذكسية الروسية، وهي أكبر ديانة للتركمان بعد الديانة الإسلامية.
الملابس والمجوهرات عند التركمان
تعكس الملابس والمجوهرات لدى التركمان المكانة الاجتماعية للشخص والمنطقة التي يسكن فيها، ولا يزال العديد من أفراد الشعب التركماني يرتدون الزي التقليدي في بعض المناسبات، فالرجل يرتدي القميص المطرز والأحذية التقليدية الخاصة وقبعة تقليدية تشبه تلك التي يرتديها الرجال الروس، بينما ترتدي المرأة الرداء التقليدي الذي يغطي جميع أجزاء جسمها باستثناء الوجه والكفين، إضافة إلى الحجاب أو غطاء الرأس، وتميل ملابس التركمان عادةً للون الأحمر، أما المجوهرات فيمكن ارتداءها من قِبل النساء والرجال والخيل أيضًا، وهي مصنوعة من الفضة المرصعة بالأحجار الكريمة الرائعة.
السمات العامة للشخصية التركمانية
يتميز الشعب التركماني بالعديد من الصفات المعروفة عنهم، من أبرزها ما يأتي:
- الانعزال والغموض
يُعرف عن التركمان بأنهم شعب غامض ولا يُطلعون الغرباء على أسرارهم، وبالرغم من ذلك فهم مسالمون وودودون.
- الإخلاص لقيم الصداقة والحب والجوار
من أهم المبادئ المهمة بالنسبة للتركمان الحفاظ على قيم الحب والصداقة والحفاظ على علاقات ودية مع جيرانهم، ويضم الموروث التراثي العديد من الأمثال التي تحث على حفظ حقوق الجوار.
- احترام كبار السن
وفقًا للتقاليد الموروثة فإنّ الشعب التركماني يحافظ بشدة على التعامل مع كبار السن بكل أدب واحترام وعدم مضايقتهم أو العبوس بوجوههم، لا سيما الأب والأم، فالابن مُلزم بتلبية طلباتهم واحترامهم وحمايتهم، ويتعرّض للتنديد والمسؤولية كل من يفعل عكس ذلك.
- إكرام الضيف
يشتهر التركمان بكرم ضيافتهم، فهم يسارعون إلى تقديم الطعام والماء والشاي لضيوفهم، مع عبارات تقليدية ترحيبية بهم، وعادةً يجب على الضيف قبل البدء بتناول طعامه و شرابه أنْ يقول "بسم الله".
- حب الخيل
أحبّ التركمان خيولهم وقدروها بنفس درجة تقدير أحبائهم وجيرانهم وأقاربهم، ولديهم العديد من الأمثال الشعبية التي تُبيّن مدى أهمية الخيل عندهم، لذلك فإنّ سلالة الخيول التركمانية هي الشعار الوطني للشعب التركماني.