رُشّح وادي رم ليكون واحد من عجائب الدنيا السبع الجديدة، نظرًا لسحر طبيعته وجمال تضاريسه، وفي هذا المقال ستطرح أبرز المعلومات المتعلقة بوادي رم، بدءًا من تاريخه القديم وانتهاءً ببعض الحقائق الرائعة عنه.

أين يقع وادي رم؟

يقع وادي رم المعروف باسم وادي القمر لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر جنوب الأردن على بعد 250 كم جنوب العاصمة عمان، و70 كم شمال مدينة العقبة القريبة من الحدود الأردنية السعودية، وهو وادي محفور في صخور الجرانيت والحجر الرملي، ويُعدّ أكبر وادي في الأردن.

التاريخ القديم لوادي رم

أكدت الأدلة الأثرية أنّ منطقة وادي رم كانت مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث وجد الباحثون خلال أعمال التنقيب في المكان مستوطنة يعود تاريخها إلى حوالي 4500 قبل الميلاد، وأيضًا كان المكان يُعرف باسم وادي إرم في القرنين السادس والثامن قبل الميلاد، وكانت المنطقة قديمًا محطة لاستراحة القوافل المسافرة بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية لوجود ينابيع مياه عذبة فيها، وتشير النقوش أنّ الأنباط سكنوا المكان، ومن بعدهم العديد من القبائل العربية البدوية مثل عاد وثمود ولحيان.

التاريخ الحديث لوادي رم

أقيمت أول قرية في وادي رم في العصر الحديث عام 1932، وكانت مجموعة من الخيام بقيت حتى ثمانينيات القرن العشرين، واشتهر وادي رم في العالم الغربي عندما صوّر المخرج السينمائي البريطاني ديفيد لين فيلمه الشهير لورانس العرب عام 1962 في المكان، والذي فاز بسبع جوائز أوسكار، وكشف الفيلم الطبيعة الساحرة لوادي رم للعالم الغربي، وبدأ ازدهار السياحة في المنطقة في العقود الأخيرة، والآن يجذب وادي رم الآلاف من الزوار من مختلف أرجاء العالم.

سكان وادي رم اليوم

جميع السكان الذين يقطنون في وادي رم هم من أصل بدوي، وعاشوا نمط حياة بدوي معتمدين على قطعان الماشية، ولكن بدأ أسلوب الحياة البدوي يتلاشى شيئًا فشيئًا وأصبحت القبائل البدوية التي تسكن وادي رم الآن مسؤولة عن تقديم الخدمات السياحية لزوار المكان، مثل رحلات الجمال وصنع الهدايا التذكارية الخاصة بالمكان، إلى جانب تربية المواشي، فعلى الرغم من أنّ معظم البدو في وادي رم أصبحوا قرويين، ما يزالون يربون الأغنام للاستفادة من لحومها وحليبها بجميع مشتقاته.

الحيوانات البرية في وادي رم

عادةً لا يرى الزوار سوى عدد قليل جدًا من الحيوانات في وادي رم لأنّ معظمها تخرج ليلًا تجنبًا لشمس النهار، ولكن إذا أمعن الزائر النظر فمن الوارد أنْ يشاهد عدد قليل من الطيور والزواحف والحشرات، ومن الطيور الشائعة في المكان قبّرة الصحراء ذات اللون البرتقالي وطير الحداد الأبيض والأسود، إلى جانب أنّ وادي رم طريق للطيور المهاجرة بين أوروبا الشرقية وإفريقيا مثل الصقور والنسور التي تهاجر بالمئات، أما الزواحف فهي غير منتشرة بكثرة في المكان، حيث يوجد بعض أنواع الأفاعي والسحالي التي من النادر رؤيتها، أما الحشرات والعناكب فيمكن العثور عليها مختبئة تحت الحجارة.

النباتات البرية في وادي رم

يوجد بعض أنواع الأشجار الصحراوية في وادي رم، والتي تنحصر في ثلاثة أنواع وهي التين الكاذب والنخيل والأكاسيا، وأكثرها انتشارًا أشجار الأكاسيا ذات الأغصان الشوكية والقمم المسطحة، ويوجد في المكان أيضًا بعض النباتات والأعشاب الصحراوية البرية التي تُعدّ مصدر غذائي للإبل والأغنام الخاصة بسكان المنطقة لا سيما في خلال أشهر الصيف.

9 أنشطة يمكن ممارستها عند زيارة وادي رم

يمكن للزائر ممارسة العديد من الأنشطة المتنوعة عند زيارة وادي رم، من أبرزها ما يأتي:

  • التنزه عبر الصحراء
  • المشي لمسافات طويلة على رمال وادي رم الصحراوية الناعمة
  • مشاهدة غروب الشمس أو شروقها
  • مراقبة غروب الشمس أو شروقها من وادي رم والتمتع بمشاهدة المناظر الممتعة
  • مشاهدة نقوش الحضارات والقبائل التي سكنت المنطقة قديمًا
  • زيارة المعبد النبطي (يشتهر المعبد النبطي بنقوشه التي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد وبآثاره الأخرى التي يمكن للسائح مشاهدتها هناك)
  • الاستمتاع بوجبة طعام بدوية (يمكن الاستمتاع بعشاء أو غداء بدوي عند زيارة وادي رم مثل الزرب، وهو طعام تقليدي يُطهى في حفرة تحت الأرض)
  • تسلق الصخور (يمكن لهواة تسلق الصخور ممارسة هوايتهم الممتعة عند زيارة وادي رم)
  • ركوب الجمال والخيل (يمكن للزائر الاستمتاع بجولة في وادي رم على ظهر الجمال أو الخيل المتوفرة في المكان)

5 حقائق مثيرة عن وادي رم

هناك الكثير من الحقائق عن وادي القمر المدهش، من أبرزها ما يأتي:

1- تصنع جبال الحجر الرملي والرمال الحمراء منظر طبيعي شبيه بطبيعة المريخ، لذلك يعد وادي رم مقصد لصناع أفلام هوليود التي تدور أحداثها على المريخ.

2- عثر المستكشفون على الآلاف من النقوش المحفورة في صخور وادي رم، والتي تشير إلى جميع العصور التي سكنت المكان، منها شخصيات بشرية وحيوانات ورموز وغيرها.

3- يُعدّ وادي رم وجهة سياحية رائعة طوال العام، لكن إذا كان الزائر يفضل الطقس اللطيف يمكنه زيارة المكان خلال مارس ومايو وسبتمبر ونوفمبر، وتُعدّ أشهر الربيع الأكثر ازدحامًا بالزوار.

4- يُعدّ التخييم في وادي رم الوسيلة الرائعة للاستمتاع بليل المكان الهادئ، الذي يضيء سماءه القمر وملايين النجوم الساطعة، وسيشعر الزائر وكأنّه في إحدى حكايات القصص الخيالية.

5- يمكن استكشاف وادي رم من الأعلى من خلال ركوب طائرة صغيرة أو منطاد الهواء الساخن، للاستمتاع بالبيئة المذهلة للمكان من الأعلى.