ترجع أصول شعب المايا (بالإنجليزية: Maya)‏ إلى الهنود الحمر الأمريكيين الذين ساهموا في تأسيس الحضارة في أمريكا الوسطى، وما تزال مجموعة من الناس الذين ينحدرون من أسلاف شعب المايا القديم يعيشون في مناطق متفرقة من العالم حتى هذا اليوم.

التعريف بشعب المايا

شعب المايا هم السكان الأصليين لأمريكا الوسطى والمكسيك الذين سكنوا أراضي ولايات المكسيك الحديثة وهي يوكاتان وتاباسكو وتشياباس وكامبيتشي وكوينتانا، وامتد تواجدهم جنوبًا ليشمل أراضي من أمريكا الوسطى وهي غواتيمالا وبليز وهنداروس والسلفادور، ولفتت حضارة المايا الغامضة اهتمام العالم منذ اكتشافها في أربعينيات القرن الرابع عشر، حيث أنّ هناك العديد من الجوانب الغامضة والأسرار التي لم يستطع العلماء والباحثون إيجاد تفسيرات وأجوبة لها حتى الآن، وما زال أحفاد المايا موجودين حتى اليوم على أراضي أجدادهم ويمارسون نفس الطقوس التي كانت تُمارس على أرض الأجداد من مئات السنين.

تاريخ شعب المايا

استقر شعب المايا قبل حوالي 1500 سنة قبل الميلاد في القرى وطوروا الزراعة التي كانت محصورة في الذرة والكوسا والفاصولياء، وفي خلال عام 600 للميلاد، بدأت تنمو شجيرة الكسافا أو المنيهوت، وكانوا يستخدمون تقنيات ري متطورة لسقاية مزروعاتهم، ثم بدأ شعب المايا بعد ذلك بإنشاء مراكز للمناسبات الاحتفالية، وتطورت هذه المراكز بحلول عام 200 للميلاد لتصبح مدن كبيرة تضم أهرامات ومعابد وملاعب وقصور وساحات واسعة، واستخدم المايا لبناء مدنهم الحجر الجيري الذي استخرجوه من الصخور، وبعد تطوير الزراعة والبناء طور شعب المايا نظام للكتابة الهيروغليفية وأنظمة فلكية وتقويمية متطورة جدًا، وصنعوا الورق باستخدام لحاء أشجار التين البرية، ودوّنوا الهيروغليفية في سجلات وكتب مصنوعة من هذا الورق، ومن إنجازات شعب المايا الأخرى الأعمال المعمارية والنقوش الحجرية التي تُعدّ المصدر الأساسي لدراسة حضارة المايا التي تأثرت في بداياتها بحضارة الأولمك التي عاشت في نفس المنطقة قبلها.

ديانة شعب المايا

كان شعب المايا يؤمن أنّ قوىً خفية مختلفة تقف وراء كل ما يحدث في الطبيعة، وهم بدورهم يقدسون هذه القوى غير المرئية، وكان للكهوف دور حيوي في ديانة المايا؛ حيث يعتقدون أنها بوابات للعالم السفلي، لهذا دفنوا موتاهم فيها وأقاموا طقوسهم الخاصة داخلها، وتعددت الآلهة التي عبدها شعب المايا، فمثلًا كان للموت والحياة إله مختلف عن ذلك المسؤول عن الليل والنهار أو الشمس والقمر، وكانوا يعتقدون أنّ إراقة دم شخص وتجفيفه في المعبد يمكن أن يزيد من قوة الآلهة، واستخدم المايا البخور والمواد المهلوسة عند إقامة احتفالاتهم وطقوسهم الدينية في محاولة للتواصل مع الأرواح والآلهة لطلب مشورتهم في التعامل مع المشكلات والمواقف  الحياتية التي قد تواجههم.

التضحيات البشرية

كان شعب المايا يقدمون التضحيات البشرية في بعض المناسبات والاحتفالات الخاصة، مثل تتويج حاكم جديد أو تعيين وريث جديد للعرش أو إنشاء معبد جديد أو في بعض الطقوس الاحتفالية الدينية، وكان الضحايا في الغالب من أسرى الحروب أو من بعض اللاعبين الذين يخسرون بعض المباريات.

التراجع الغامض لحضارة المايا

طرأ على حضارة المايا تراجع غير مفهوم الأسباب في نهاية القرن الثامن وحتى أواخر القرن التاسع للميلاد، حيث انحدرت حضارتهم بالتدريج وانسحبوا من مدنهم الكلاسيكية، وبحلول عام 900 للميلاد انهارت حضارة المايا التي أسسوها على أراضيهم لأسباب مجهولة، ولكن وضع العلماء بعض النظريات التي يمكن أن تفسّر ما حدث، من أبرزها ما يلي:

  • يعتقد بعض العلماء أنّ شعب المايا استنفدوا البيئة المحيطة بهم بحلول القرن التاسع للميلاد، ولم تعد بيئتهم قادرة على استيعاب أعداد السكان المتزايدة.
  • يتبنى علماء آخرون نظرية تقول إنّ الحروب المستمرة بين دول المدن المتنافسة أدت في النهاية إلى تفكك التحالفات التجارية والعسكرية والشخصية بينهم.
  • يتمسك عدد من العلماء بفكرة أنّ فترة الجفاف القاسية والطويلة للغاية التي ضربت أراضي شعب المايا أدت إلى انهيار حضارتهم، حيث لم تعد هناك مياه كافية لتلبية الحاجات الضرورية الأساسية مثل الشرب وري المزروعات.

شعب المايا اليوم

في العصر الحديث، ما يزال أحفاد شعب المايا يزرعون نفس أراضي أجدادهم ويتنقلون في نفس الأنهار من الشمال في يوكاتان وصولًا إلى هندوراس كما فعل أسلافهم، ويصل عدد أحفاد المايا اليوم إلى حوالي ستة ملايين شخص، يحافظون على الكثير من الطرق التقليدية الزراعية والدينية وغيرها على خطى أجدادهم.

5 حقائق رائعة عن شعب المايا

من أبرز الحقائق المدهشة حول شعب المايا الذي حير العلماء ما يلي:

  • كانوا يأكلون الشوكولاتة

يعود اكتشاف الشوكولاتة إلى شعب الأولمك قبل أكثر من 3500 عام، ولكن شعب المايا هم من جعلوها سهلة التعامل والأكل، حيث حولوا الكاكاو إلى شوكولاتة قبل 2600 عام، حيث عُثر على بقايا للشوكولاتة في أدوات فخارية تعود لهم في غواتيمالا.

  • لا تزال حوالي 70 لغة من لغات المايا تُستخدم إلى الآن

استخدم شعب المايا مبكرًا لغة موحدة، ولكن بمرور الوقت تطورت هذه اللغة إلى عدة لهجات وأصبحت هذه اللهجات لغات يبلغ عددها نحو 70 لغة ما زالت تُستخدم في المكسيك وأمريكا الوسطى إلى اليوم.

  • ما تزال وصفاتهم الرئيسية أطباق أساسية في المطبخ المكسيكي

كان شعب المايا مزارعين ماهرين اخترعوا المئات من وصفات الطعام التي ما يزال العديد منها يُستخدم في المطبخ المكسيكي، ومن أشهر المحاصيل التي تدخل في أطباقهم البابايا والكاكاو والفلفل الحار والأناناس والكوسا والفاصولياء والذرة.

  • لم يتنبأ تقويم المايا بنهاية العالم

يُعدّ تقويم المايا واحد من أكثر التقويمات تعقيدًا، وقد انتهى هذا التقويم بتاريخ 21 ديسمبر 2012م، مما دفع البعض إلى الاعتقاد أنّ هذا سيكون نهاية العالم، ولكن في الحقيقة كان انتهاء التقويم بالتزامن مع نهاية دورته التي تتكون من 124.5 عام.

  • كانوا فناني وشم بارعين

يُعتقد أنّ شعب المايا هم أول من أدخل الوشم إلى حياة البشرية، حيث كان الرجال والنساء يُزيّنون أجسادهم بالوشوم المتقنة التي تتضمن أشكال لحيوانات ورموز للآلهة والأرواح.