شعب الياغان (بالإنجليزية: The Yahgan) هم السكان الأصليين لجزيرة تييرا ديل فويغو التي تقع في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية، وهم من الشعوب الفريدة في ثقافتها وعاداتها، وقد يكونون من الشعوب الأكثر غموضًا في تاريخ البشرية، وفي هذا المقال سنتعرف أكثر على شعب الياغان العريق.

من هم شعب الياغان؟

كان الياغان منذ البداية بدو رحّل يعيشون على الصيد من خلجان جزيرة تييرا ديل فويغو؛ يصطادون الأسماك والثدييات البحرية الصغيرة ويجمعون المحار من الشواطئ، وتنقلوا على طول الجزر الموجودة في المنطقة بزوارقهم بحثًا عن مصادر جديدة للطعام.

لماذا شعب الياغان مذهلون؟

إنّ السمة التي تجعل الياغان مذهلون بالفعل هي تكيفهم مع المناخ البارد للغاية لمنطقة الجزر الجليدية، فعلى الرغم من تساقط الأمطار الغزير طوال العام وانخفاض درجات الحرارة، لا يرتدون أي ملابس باستثناء تغطية جلودهم بطبقة رقيقة من دهن الفقمة لتعزلهم عن المطر والبرد، وغالبًا ما ينام الياغان في العراء مع تغطية بسيطة أو دونها، والأمر الآخر المذهل أيضًا أنّ نساء شعب الياغان يسبحن في المياه الجليدية للبحث عن الطعام، واكتشف الباحثون أنّ درجة حرارة جسم شعب الياغان أعلى من درجة حرارة الأشخاص الآخرين.

الحياة الاجتماعية والدينية لشعب الياغان

لم يكن لدى شعب الياغان حياة قبلية منظمة أو رؤساء معترف بهم رسميًا، وكانت الأسرة هي الوحدة الأساسية لهم، وكانوا  يخيمون في المكان الواحد لعدة أيام فقط، أمّا أنشطتهم الدينية فكانت قليلة وبسيطة، فهم كانوا يؤمنون بخالق للكون والحياة يعاقب الظالمين. وكانوا أيضًا يعتقدون بوجود عدد قليل من الأرواح يمكن التواصل معها عن طريق رجل دين أو ساحر يُطلق عليه اسم الشامان.

تاريخ شعب الياغان

تعلّم شعب الياغان البقاء على قيد الحياة في أكثر الظروف المناخية قسوة على سطح الأرض، حيث لا يمكن لبشر الاستمرار في ظلها، أمّا عن تاريخهم بالتسلسل فهو كما يأتي:

- منذ 6500 عام

اكتشف علماء الأنثروبولوجيا أدلة تُثبت أنّ أسلاف شعب الياغان كانوا يسكنون جزيرة تييرا ديل فويغو منذ 6500 عام.

- منذ 3000 – 4000 عام

انتشر أسلاف شعب الياغان في الجنوب، حيث كانت تتواجد هناك الأصداف والحيتان وأسود البحر ليتغذوا عليها.

- في عام 1624

حدث أو لقاء بين شعب الياغان والمستكشفين الأوروبيين، فقد التقى المستكشف الفرنسي جاك لورمايت بعدد من أفراد شعب الياغان.

- بين عامي 1829 - 1832

لم تحدث إلّا بعض المشاهدات القليلة لشعب الياغان حتى في الرحلات الاستكشافية التي ذهبت لهذا الغرض.

- في عام 1833

اختطف القبطان البريطاني روبرت فيتزروي أربعة أشخاص من شعب الياغان وأعادهم معه إلى إنجلترا حيث تعلموا الإنجليزية، وفي العام التالي أعادهم إلى موطنهم لبناء علاقة مع شعب الياغان، ولكن انضم أسراه بسرعة إلى أقاربهم متخلّين عن لغتهم وملابسهم الأوروبية.

- بين عامي 1841 - 1860

سعت إحدى الجمعيات التبشيرية إلى تبشير شعب الياغان، ولكن لم ينجحوا في إقامة علاقة معهم ومات جميع المبشرين من الجوع وانخفاض درجة الحرارة.

- بين عامي 1869 - 1886

قاد القس وايت ستيرلنغ بعثة تبشيرية واستقر في تييرا ديل ونجح في تأليف قاموس ياغاني – إنجليزي، ولكن في هذه الفترة نقل المستوطنون الأوروبيون الأوبئة مثل الحصبة والجدري إلى شعب الياغان والتي حصدت أرواح حوالي 90% منهم.

- في القرن العشرين

ترك شعب الياغان نمط حياتهم البدوي وانتقلوا للعيش في جزر فوكلاند وانتقلوا كذلك لاحقًا للعيش بالقرب من من بويرتو ويليامز.

شعب الياغان في يومنا هذا

يُعتقد أنّه لم يثبت بقاء أفراد من شعب الياغان الأصلي في العصر الحالي إلا امرأة واحدة تسمى كريستينا كالديرون، والتي كانت ناطقة باللغة الياغانية، وبالرغم من ذلك لا يزال قرابة 1600 تشيلي يقولون إنّهم من الياغان.

هل توفيت كريستينا كالديرون؟

توفيت كريستينا كالديرون عن عمر يناهز 93 عام، وصنفتها منظمة اليونسكو والحكومة التشيلية كنزًا بشريًا بعدما حافظت على لغة شعب الياغان الأصليين وثقافته طوال حياتها، وتركت خلفها سبعة أولاد و14 حفيد لم يكن أي منهم يتحدث بلغة الأسلاف كما فعلت هي. وحتى في السنوات الأخيرة في حياتها، كانت كريستينا كالديرون مصممة على نقل كل ما تعرفه عن ثقافتها ولغتها بمساعدة إحدى حفيداتها، فأنشأت قاموس ياغاني- إسباني يشتمل على قرص مضغوط لسماع لفظ بعض الكلمات باللغة الياغانية، إلى جانب كتاب يحتوي على قصص وأساطير وأغاني خاصة بشعب الياغان.

5 أسرار ساعدت شعب الياغان على التكيف مع الظروف القاسية

اتبع شعب الياغان بعض الاستراتيجيات للتكيف مع الظروف المناخية القاسية، من أبرزها ما يأتي:

1) حافظ شعب الياغان على الدفء من خلال التجمع حول الحرائق الصغيرة قدر الإمكان.

2) استخدم شعب الياغان الصخور لحمايتهم من العناصر المناخية القاسية.

3) غطى شعب الياغان أجسامهم بالدهن الحيواني.

4) طور شعب الياغان بمرور الوقت عمليات أيض أعلى جدًا من البشر العاديين، ممّا مكّنهم من توليد المزيد من الحرارة الداخلية من أجسامهم.

5) اعتاد شعب الياغان على الجلوس بوضعية القرفصاء، وهذا سمح لهم بتقليل مساحة سطحهم، وبالتالي الحفاظ على حرارة أجسامهم.

5 حقائق عن شعب الياغان

لم يصل العلماء والباحثين إلى الكثير من المعلومات والحقائق عن شعب الياغان الغامض، ولكن هناك بعض الحقائق حوله من أبرزها ما يأتي:

1) شعب الياغان هو واحد من الشعوب الهندية، والذي يُطلق عليه أيضًا اسم ياهغان أو يامانا أو تقينيكا.

2) كانت قوارب الياغان صغيرة وخفيفة الوزن ومصنوعة من الكتان والخشب وذات مقدّمة ومؤخرة مدبّبتين.

3) تعد لغة الياغان لغة معزولة حيث أنها لا تمت بصلة إلى أي لغة من اللغات المعروفة.

4) أُطلق على الأرض التي عاش فيها الياغان اسم أرض النار لكثرة إشعالهم للنيران.

5) أطلق الإنجليز في البداية اسم الفوجيين على شعب الياغان.