الجنس النوردي أو عرق الشمال هو أحد الأجناس البشرية التي قام علماء الأنثروبولوجيا في أواخر القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين بتقسيم الجنس القوقازي إليها، وهم مجموعة السكان الذين يستوطنون أوروبا الشمالية، لا سيما المناطق المحيطة ببحر البلطيق، مثل شعوب البلطيق والشعوب الجرمانية والفنلندية والسلت أو الكلت والسلافيين. ويتميز أصحاب الجنس النوردي بسمات جسدية معينة –على حد وصف العلماء– تتمثل في العيون الملونة والبشرة الفاتحة والقامة الطويلة، وأشار العلماء أن الجنس النوردي يتمتع بصفات نفسية كالإنصاف والتنافسية والسذاجة والصدق. وكان هناك معتقد في مطلع القرن العشرين أن الجنس النوردي أو سكان الشمال هو أعلى فرع للجنس القوقازي، والفروع الأخرى هي: الألبية والدينيك والإيرانية الأفغانية وشرق البلطيق والعرق المتوسطي.
الفرق بين النورديين (الشماليين) والاسكندنافيين
من الناحية الجغرافية يختلف الاسكندنافيون عن النورديين أو شعوب الشمال، إذ تعد شبه الجزيرة الاسكندنافية منطقة مشتركة بين النرويج والسويد وجزء من شمال فنلندا، وعليه فإن الشعوب الاسكندنافية هي الشعوب التي تسكن دول النرويج والسويد والدنمارك فقط، أما من الناحية الثقافية والتاريخية فإن شمال أوروبا كان المنطقة الكبيرة التي تضم هذه البلدان الثلاثة فيما مضى، حيث كانت فنلندا جزء من مملكة السويد وكانت آيسلندا جزء من الدنمارك، ولهذا يربط العديد من الناس بين الدول الاسكندنافية الثلاث وبين دول الشمال عمومًا.
وتسبب الفرنسيون بسبب اختراعهم لمصطلح البلدان النوردية أو بلدان الشمال في المزيد من الارتباك الجغرافي واللغوي، وأصبح هذا المصطلح شائعًا للغاية بين دول شمال أوروبا الخمس كلها، النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا وآيسلندا، وفيما يأتي نبذة عن هذه الدول:
السويد
السويد هي أكبر الدول الاسكندنافية من حيث المساحة وعدد السكان، وتشتهر ببحيراتها الكثيرة الخلابة، ومن أشهر مدنها ستوكهولم (وهي العاصمة) ومالمو.
النرويج
تقع النرويج في أقصى شمال أوروبا وتشتهر بأجوائها المختلفة وشمسها التي تشرق في منتصف الليل، وتشتهر كذلك بالمضايق الرائعة والمناظر الطبيعية الخلابة.
آيسلندا
آيسلندا من الدول التي تشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة وببحيرتها الزرقاء التي تعد واحدة من العديد من الينابيع الساخنة الرائعة التي توجد على أراضيها، وتمت الاستعانة بهذا البلد الجميل موقعًا لتصوير العديد من المشاهد الخاصة بالمسلسل الشهير صراع العروش "Game of Thrones".
فنلندا
فنلندا ما تزال من الدول التي تجذب العديد من السياح وتتميز بمناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية الخلابة والمتنوعة، وهي من أجمل الدول النوردية الشمالية، ويتميز أهلها بأنهم طيبون للغاية وبشوشين، ويشتهر هذا البلد بغرف الساونا الرائعة المنتشرة في كل أنحاءه.
الدنمارك
الدنمارك من أجمل دول الشمال، وأكثر ما تشتهر به هو ركوب الدراجات إذ إنها جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب الدنماركي، وجزء كبير من الطرق هناك مناسبة لراكبي الدراجات، وأشهر مدن الدولة مدينة كوبنهاجن، وهي المدينة المثالية للسياح والزوار الذين يحبون المشي لمسافات طويلة، وتحتوي هذه المدينة على العديد من الممرات لمستخدمي الكراسي المتحركة.
من هم النورديون (سكان الشمال)؟
يشير مصطلح النورديين أو سكان الشمال إلى ثلاثة شعوب وهم:
شعوب دول الشمال
يشير مصطلح الجنس النوردي إلى الشعوب التي تعيش في دول الشمال، وهي منطقة جغرافية وثقافية تقع في شمال أوروبا وشمال المحيط الأطلسي، وهي الدنمارك وفنلندا وآيسلندا والنرويج والسويد، وشعوب هذه المنطقة يشتركون في الكثير من الأشياء من حيث أسلوب الحياة والدين والبنية الاجتماعية، ولديهم علاقات سياسية طويلة ووثيقة، وحاولت الحركة الاسكندنافية توحيد النرويج والسويد والدنمارك في دولة واحدة في القرن التاسع عشر، لكن استقلت النرويج وانفصلت عن السويد واستقلت فنلندا في أوائل القرن العشرين.
وأكبر مجموعة عرقية هناك هي الشعوب الجرمانية الشمالية التي تشكل أكثر من ثلاثة أرباع السكان، يليها الفنلنديين الذين يستوطن معظمهم فنلندا، وهناك عدة مجموعات عرقية أخرى أهمها الإنويت في جرينلاند، والدين الذي يدين به أغلب الجنس النوردي الشمالي هو المسيحية اللوثرية. وهناك العديد من اللغات المتنوعة في هذه المنطقة، تنتمي معظمها إلى اللغات الجرمانية الشمالية والفنلندية الأوغرية ولغات الإسكيمو –أليوتية، وتعد كل من اللغات النرويجية والسويدية والدنماركية مفهومة بشكل متبادل. ويبلغ عدد سكان المنطقة بحسب إحصاء سبتمبر 2021م حوالي 27 مليون نسمة، وتبلغ مساحة المنطقة 3,425,804 كم تقريبًا.
الشعوب الجرمانية الشمالية (الدول الاسكندنافية)
قد يعني مصطلح الجنس النوردي أيضًا الشعوب الجرمانية الشمالية أو الاسكندنافية، وهي مجموعة عرقية ذات صلة وثيقة بدول الشمال، ويطلق عليهم أيضًا اسم النورمان، ويعتقد أنهم ظهروا في المنطقة التي تعرف الآن باسم السويد في وقت ما خلال القرون الأولى بعد الميلاد، ويشار إلى المغامرين الجرمانيين الشماليين عادةً باسم الفايكنج، وتم ذكرهم في الكثير من الكتب الكلاسيكية القديمة، وكانت هذه الشعوب قديمًا (حتى نهاية عصر الفايكنج في القرن الحادي عشر) يدينون بالوثنية الاسكندنافية، قبل أن يتحولوا إلى المسيحية.
العرق النوردي
قد يشير مصطلح الجنس النوردي إلى العرق النوردي الشمالي، وهو العرق التاريخي الذي يضم إلى حد كبير كل سكان شمال أوروبا، وكان مصطلح العرق النوردي مفهوم عنصري شائع انتشر في مجال الأنثروبولوجيا منذ القرن التاسع عشر، وكان ينظر إليه بأنه عرق أو جنس فرعي مفترض قام فيه علماء أنثروبولوجيا القرن التاسع عشر بوضعه ضمن التقسيمات الفرعية للعرق القوقازي، واستمر في الانتشار حتى منتصف القرن العشرين تقريبًا، وادعى هؤلاء العلماء أن العرق النوردي يعود أصوله إلى شمال غرب وشمال أوروبا، لا سيما لشعوب الأنجلو ساكسون والشعوب الجرمانية والبالتس وفنلنديي البلطيق والفرنسيين الشماليين وبعض شعوب الكلتو السلافية.
لكن مع ظهور علم الوراثة الحديث أصبح مفهوم الأجناس البشرية ذو المعنى البيولوجي قديم وغير مقبول في الأوساط العلمية، وبحلول عام 2019م صرحت الجمعية الأمريكية لعلماء الأنثروبولوجيا أن اعتقاد البعض في الأجناس ضمن الجوانب الطبيعية لبيولوجيا الإنسان، وما يترتب عليها من عدم مساواة وعنصرية، من بين أكثر الاعتقادات ضررًا في المجتمع البشري سواء في الماضي أو الحاضر على حد السواء.