أصحاب الجنس الألبي هم عرق من الأعراق التي حددها بعض علماء الأنثروبولوجيا في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين واحدًا من الأعراق الفرعية للعرق القوقازي، وتنتشر السلالة الألبية في وسط وشرق أوروبا وبعض الأجزاء في الشرق الأوسط (سوريا ولبنان)، ويقول العلماء إن أصل الجنس الألبي يعود إلى آسيا الوسطى حيث هاجر أصحابه خلال العصر الحجري الحديث، الأمر الذي أدى إلى تقسيم سكان الشمال ومنطقة البحر المتوسط، ويقول بعض العلماء إن هذا الجنس ينحدر من السلتيين الذين عاشوا في أوروبا الوسطى في العصر الحجري الحديث، ويتميز أصحاب هذا الجنس بقياساتهم القحفية كارتفاع مؤشر الرأس، لكن في العموم فإنه مع ظهور علم الوراثة الحديث، أصبح مفهوم الجنس البشري القائم على الأساس البيولوجي قديم وغير صحيح.
من هم أصحاب العرق القوقازي؟
أصحاب العرق القوقازي الذي ينتمي الجنس الألبي لهم هم الشعوب الأوروبية الذين يضمون –بحسب التصنيفات العرقية التاريخية– مجموعة الأشخاص الذين يسكنون أوروبا وغرب آسيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وطُرح هذا المصطلح للمرة الأولى على يد أعضاء مدرسة غوتينغن في الثمانينيات من القرن الثامن عشر، وبدأ علماء الأنثروبولوجيا التخلي عن هذا المفهوم للتنوع الحيوي البشري منذ منتصف القرن العشرين، وكان مصطلح العرق القوقازي في البداية يشير إلى مجموعة السكان الأصليين لمنطقة القوقاز.
واستخدم الفيلسوف الألماني كريستوف مينيرز هذا المفهوم لأول مرة بمعناه العرقي الواسع في كتابه موجز التاريخ البشري عام 1785م، وأقر أن العرق القوقازي يشمل كل السكان الأصليين القدامى في الشرق الأدنى بما في ذلك الشعوب السامية كالكنعانيين والفينيق والعرب والعبريين والأدوم والآراميين، وكذلك الشعوب الأصلية في شمال إفريقيا مثل البربر والمصريين والحبشيين وغيرهم من الجماعات المجاورة، بجانب الهنود والغوانش القدماء والسكان الأوروبيين الجدد، وجاء بلومنباخ بعد ميميرز وأعطى القوقازيين تعريفًا أوسع وكان مؤمنًا بالأصل الواحد للبشر، أي أن كل البشر يشتركون في نفس الأصل والنوع، وصنف كلًا من بلومنباخ ومينيرز المجموعات القوقازية على أنها أعلى مرتبة من أي مجموعة أخرى من ناحية الملكات العقلية والإمكانيات والقدرة على تحقيق الإنجازات.
أصل أصحاب الجنس الألبي وأماكن انتشارهم
ينتشر أصحاب الجنس الألبي في وسط أوروبا وعدة أجزاء في غرب ووسط آسيا، ويقال إن أصل هذا الجنس نشأ في آسيا ثم انتشر ناحية الغرب بسبب التوسع في مجال الزراعة التي نشأت في أوروبا، ويقال إن أصحاب هذا الجنس هم أكثر الأعراق الأوروبية والغربية على حد السواء اكتظاظًا بالسكان.
تاريخ أصحاب الجنس الألبي
أُطلق مصطلح الجنس الألبي على أحد الأعراق التي تنتمي للعرق القوقازي، وتم تعريف هذا المصطلح للمرة الأولى عام 1899م على يد ويليام زي ريبلي، ولكن من اقترحه في الأساس كان فاتشر دي لابوج، واقترح الحزب النازي الألماني أن الألمان ينتمون لخمسة أنواع فرعية عرقية، وهم: النورديك والجنس الألبي وجنس البحر المتوسط وجنس شرق البلطيق والديناريك، وتم تحديد كل نوع عرقي من هذه الأنواع وفقًا لمظهره العام وصفاته الجسدية والنفسية وروحه العرقية (بما في ذلك السمات العاطفية والمعتقدات الدينية).
وتم تحديد معلومات مفصلة عام 1929م على يد غونترعن، ومنها لون شعرهم وعيونهم وبشرتهم وأنواع أجسامهم وشكلها، وأعجب هتلر بهذا العمل كثيرًا لدرجة أنه جعله الأساس الذي يعتمد عليه في سياسته لتحسين النسل، وعلى الرغم من شيوع هذا المصطلح كثيرًا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إلا أنه منذ الخمسينيات من القرن الماضي تراجعت هذه النظرية وبدأت تفقد شعبيتها، لكنها عادت للظهور مرة أخرى عام 1963م في أدب سونيا ماري كوب وعام 1969م في أدب كارلتون كون، والآن لا يوجد إلا قلة من علماء الأنثروبولوجيا ممن يستخدمون هذا المصطلح.
المظهر الجسدي لأصحاب الجنس الألبي
يتميز أصحاب الجنس الألبي بالرأس العريض والجمجمة الواسعة السميكة، ويتميزون بقصر رأسهم واتساع وجوههم، حيث يبلغ مؤشر الرأس في المتوسط 88 تقريبًا، بينما يبلغ مؤشر الوجه أقل من 83، ويكون طول الرأس أكبر قليلًا من عرضها، لهذا يطلق على وجههم اسم الوجه المستدير، ويمتلك الألبيون جبهة حادة مرتفعة وأنف قصير ومسطح إلى حد ما وواسع وذقن غير بارز يتميز بالعرض والاستدارة، ويمتلكون أيضًا شعر باللون الكستنائي في العادة، وتميل لون بشرتهم إلى البياض المتوسط، وهي درجة بين البشرة الفاتحة جدًا للنورديك والبشرة الغامقة لجنس البحر الأبيض المتوسط.
ويتميز أصحاب الجنس الألبي بطول قامة قصير إلى متوسط، بجانب أن جسدهم سمين إلى حد ما وليس ممشوق أو نحيل أو رشيق، ويقول بعض العلماء إن الجنس الألبي هو جنس ظهر نتيجة الاختلاط القديم بين الجنس المنغولي والأوسطي، لأنه من الثابت علميًا أن المنغوليين هم أصحاب أكبر جمجمة في الأجناس البشرية وأنهم الجنس الوحيد الكامل استدارة رأسه حيث يطلق عليهم أصحاب الوجه القمري العريض جدًا، وهذا عكس أصحاب الجنس الأبيض الذين يتميزون بصغر حجم الجمجمة وطول الرأس، وبسبب هذه السمات المميزة بين الجنسين يمكن تمييزهم على الفور، ومن أهم الصفات المشتركة بين أصحاب الجنس الألبي وبين المنغول وأصحاب الجنس المتوسطي ما يأتي:
- نفس حجم الرأس والوجه واستداراتهما وعرضهما.
- قصر القامة التي تتميز بأنها مربوعة أو مدببة (وهي صفة منغولية).
- ملامح الوجه الأقرب للجنس الأبيض الأوسطي (البعيدة تمامًا عن أي ملامح منغولية).