جنس البحر المتوسط أو كما يعرفون أيضًا باسم العرق الأبيض الأوسطي أو العرق الأبيض المتوسطي أو العرق المتوسطي، هو واحد من الأعراق الفرعية الثلاثة للعرق القوقازي التي حددها علماء الأنثروبولوجيا أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ويعتقد الباحثون أن العرق المتوسطي انتشر في جنوب أوروبا وعدة أجزاء من شرقي أوروبا وشمال إفريقيا ومعظم غرب آسيا وعدة أجزاء من جنوب آسيا وأجزاء من القرن الإفريقي والشرق الأوسط أو الشرق الأدنى وشمال الهند وعدة مناطق في ويلز وإنجلترا واسكتلندا وآيرلندا وجنوب ألمانيا وبافاريا وكورنوال، والذين تميزوا بقامة قصيرة إلى متوسطة ورأس متوسطة الحجم وطويلة وشعر وعيون داكنة وبشرة برونزية وأنف معقوفة إلى حد ما.

أصل جنس البحر المتوسط ونشأته

يقول البعض إن عرق البحر الأبيض المتوسط نشأ في الأساس من أسلاف مشتركة في منطقة الصحراء أو المنطقة الشرقية من إفريقيا، في منطقة البحيرات الكبرى بالقرب من النيل بما في ذلك الأراضي الصومالية، والذين انتشروا في وقت لاحق إلى شمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وقال سيرجي في كتابه عن الأعراق البشرية إن العرق المتوسطي هو نوع بشري ذو بشرة بنية لا هي بيضاء ولا سوداء، ولكنه عنصر نقي أي أنه ليس نتاج خليط بين البيض والزنوج، ويؤكد سيرجي أن جنس البحر المتوسط كان أكبر جنس في العالم، وأنه انتشر في الحضارات القديمة بما في ذلك مصر القديمة وبلاد فارس القديمة وروما القديمة وقرطاج والأناضول وأرض بونت وبلاد ما بين النهرين وفينيقيا.

ويقول بعض العلماء أمثال "كون" إن جنس البحر المتوسط يعود وطنه وأصله لشمال إفريقيا وجنوب غرب آسيا، في المنطقة الممتدة بين المغرب لأفغانستان، وأن أعدادهم السكانية كانت كبيرة في كل من باكستان وشمال الهند، وأنهم هاجروا برًا من حوض البحر المتوسط شمالًا حتى أوروبا خلال العصر الميزوليتي، وأنهم كانوا خلال العصر الحجري الحديث مجموعة من البحارة الذين أبحروا في قوارب من الخوص واستعمروا منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك بريطانيا وأيرلندا، وهم ذوي شعر بني وعيون داكنة.

الصفات الجسدية لجنس البحر المتوسط

قام العالم الاسكتلندي ويليام رايند بوصف جسدي واجتماعي لأصحاب جنس البحر المتوسط أو العرق المتوسطي، والذي سمي فيما بعد بالعرق السلتي عام 1851م، ووصفهم بأنهم ذوي جمجمة ممدودة من الأمام للخلف معتدلة في الاتساع، ويمتلكون وجه بيضاوي طويل وملامح أنيقة ومحددة بشكل جيد وأنف صغير وبارز إلى حد ما وعيون واسعة، ويمتلكون بشرة داكنة تتراوح بين اللون الوردي أو الخوخي إلى البني الفاتح وعيون بنية أو سوداء وشعر أسود يتحول تدريجيًا إلى اللون الرمادي وشكل عام وسيم وبنية متوسطة الحجم، ووصف عقلهم بأنه سريع ونشط وحيوي وعواطفهم بأنها قوية وجياشة، وقال إنهم يعيشون في المناطق الجنوبية والجزرية من أوروبا.

كيف ظهرت النظريات العرقية لجنس البحر المتوسط؟

حدثت الفروقات بين الأعراق بعد مزاعم طويلة تؤكد وجود اختلافات بين دول الشمال وجنس البحر المتوسط، وجاءت هذه الردود للرد على الكُتّاب القدماء الذين قالوا بوجود اختلافات بين الأوروبيين الشماليين والجنوبيين، ورأى الشعب اليوناني والشعب الروماني كلًا من الشعوب الجرمانية والسلتية من البرابرة ذوي الشعر الأحمر، بينما قال أرسطو إن الإغريق كانوا شعوبًا مثالية لأنهم امتلكوا بشرة متوسطة اللون عكس الشماليين ذوي البشرة الباهتة.

وبحلول القرن التاسع عشر كانت الاختلافات الثقافية والدينية بين كل من البروتستانت في شمال غرب أوروبا وبين الكاثوليك هي السبب في إعادة النظر لشعب الجنوب من منظور عنصري قائم على الأعراق، حيث صنف العلماء في هذا الوقت البشر إلى أعراق مختلفة، تحديدًا عام 1870م، حينما حدد توماس هكسلي أربع أعراق أساسية للبشر، بما فيهم العرق القوقازي أو الأوروبيين وهو العرق الذي انحدر منه عرق البحر المتوسط أو العرق المتوسطي، وعرق جبال الألب والجرمان.

والقوقازيون هم الأشخاص الذين لاحظ العلماء أمثال ريبلي أنهم يتحدثون اللغات الهندو أوروبية وغيرها من اللغات الأخرى حسب مكانهم، ومع حلول القرن العشرين روج الأشخاص المتعصبون لفكرة تفوق العرق الأبيض والاسكندنافي في أوروبا والولايات المتحدة بأنه العرق الأكثر تقدمًا بين كل الأعراق البشرية، وأنهم العرق الرئيسي، بينما رأوا الأوروبيين الجنوبيين والشرقيين أقل شأنًا منهم، والسبب في هذا هو ادعاءات آرثر دي جوبينو الذي قال إن اختلاط الأعراق كان السبب في انهيار الإمبراطورية الرومانية.

بينما ظهرت في جنوب أوروبا شخصيات أخرى أكدت تفوق شعوب البحر المتوسط على غيرها من الشعوب والأعراق، لكن مع ظهور علم الواثة الحديث تم رفض فكرة الأجناس البشرية المتميزة والأعراق من قبل المجتمع العلمي بالكامل، وبحلول عام 2019م أكدت الرابطة الأمريكية لعلماء الأنثروبولوجيا الفيزياية أن الاقتناع بفكرة الأجناس جانبًا طبيعيًا لبيولوجيا الإنسان والعنصرية التي تنبثق من مثل هذه المعتقدات هي واحدة من بين المعتقدات الأكثر ضررًا في التاريخ البشري الإنساني، وهي اليوم مجرد جزء من الماضي يجب تصحيحه.