بكين (بالإنجليزية: Beijing) هي عاصمة جمهورية الصين الشعبية وثاني أكبر مدينة في البلاد بعد شنغهاي ومركزها السياسي والثقافي والفكري، وتقع بكين شمال الصين ويجاورها من الشمال والشرق والجنوب مقاطعة خبي ومن الجنوب الشرقي بلدية تيانجين.

وتبلغ مساحة المدينة 16.801 كيلو مترًا مربعًا ويسكنها ما يزيد عن 20 مليون نسمة، وبكين مدينة ديناميكية متغيرة إذ تمزج بين الجديد الذي يتجلى بأحدث التقنيات والابتكارات والقديم الذي يعبر عن الأعراف الثقافية المتوارثة منذ مئات السنين.

سكان بكين

بحسب أخر إحصائية، بلغ عدد سكان المنطقة الحضرية في بكين 21.464.774 مليون نسمة بالإضافة إلى 18.960.774 مليون نسمة في المناطق الريفية والبلدات التابعة للمدينة، ويتوقع الخبراء أنّ يصل عدد سكان المنطقة الحضرية لأكثر من 25 مليون نسمة بحلول عام 2034.

وتُصنف بكين في المرتبة الثانية في الكثافة السكانية في الصين وتسبقها شنغهاي، حيث يعيش 6.000 شخص في كل كيلو متر مربع، بينما تبلغ الكثافة السكانية في الصين 150 شخص فقط لكل كيلو متر مربع، ولتفادي الانفجار السكاني فرضت الحكومة الصينية في عام 2017م عدة ضوابط وقوانين لتقليص النمو الفلكي لسكان بكين.

ومن الجدير بالذكر أنّ سكان بكين لديهم عادات وأعراف مجتمعية غريبة، لا بل غريبة جدًا، على الرغم من أنّ معظم أهلها سكان حضريون متطورون، بجانب أنّ زوار المدينة يتحدثون دومًا عن الطباع الصعبة لسكانها وصعوبة التواصل معهم ليس لاختلاف اللغات بل لاختلاف طريقة التفكير، ولكن يصبح الأمر أكثر سهولة عند الاندماج معهم والتعرف عليهم عن قُرب.

المناخ

يسود في بكين مناخ قاري دافئ معتدل شبه رطب يتميز بصيف حار ممطر وشتاء جاف وبارد وفترة خريف قصيرة، ويبدأ الصيف في بكين من بداية شهر مايو وحتى أواخر شهر سبتمبر بمتوسط درجة حرارة يومية 25 مئوية، وأعلى شهور السنة حرارةً في المدينة هو شهر يوليو، أما الشتاء في بكين فيبدأ من نهاية نوفمبر وحتى نهاية فبراير بمتوسط درجة حرارة يومية 7.22 درجة مئوية، ويعدّ شهر يناير أبرد شهور السّنة.

وللراغبين بزيارة بكين يُنصح بزيارتها في الفترة ما بين منتصف شهر مايو إلى أواخر شهر يونيو أو الفترة الممتدة من منتصف أغسطس وحتى أواخر سبتمبر.

تاريخ بكين القديم

بكين واحدة من أقدم أربع مدن في الصين إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى قبل ما يزيد عن 3000 عام، وهي واحدة من أفضل المدن القديمة في العالم بأكمله، وكانت بكين فيما مضى عاصمةً لستة سلالات أبرزها سلالات يوان وتشينغ ومينغ، وفيما يلي سنتعرف على تاريخ مدينة بكين:

  • عام 1045 ق.م: وقعت المدينة تحت سيطرة أسرة زو الغربية وكانت تُعرف حينها باسم "جي".
  • عام 226 ق.م: استولى الإمبراطور تشين شي هوانغ على مدينة جي وضمها إلى أسرة تشين.
  • عام 227 ق.م: وحد الإمبراطور تشين شي هوانغ الصين، حينها برزت بكين وازدهرت من جميع النواحي.
  • من عام 581 ـ 618 م: خلال هذه الفترة وقعت بكين تحت سيطرة أسرة سوي الذين أطلقوا عليها اسم "تشو"، وكانت مركزًا تجاريًا رئيسًيا وبلغ عدد سكانها 130 ألف نسمة.
  • من عام 618ـ 907 م: حكمتها أسرة تانغ وأطلقوا عليها اسم "يوتشو"، وخلال حكمهم كانت المدينة مركزًا عسكريًا لإمبراطورية تانغ وبقيت محافظة على مكانتها التجارية.
  • من عام 916 ـ 1125م: حكمتها أسرة لياو، وفي عام 938ق.م جعلوها عاصمةً لمملكتهم وأطلقوا عليها اسم "نانجينغ" ويعني باللغة الصينية المكان الجنوبي، لأنه في حينها كانت بكين تقع في الجزء الجنوبي من مملكتهم.
  • من عام1125ـ 1153م: حكمتها أسرة جين واتخذوها عاصمةً لمملكتهم، وشهدت بكين خلال حكمهم فترة ازدهار وتطور لم تشهدها من قبل، وخلال حكمهم بنوا فيها جسر ماركو بولو الشهير.
  • في عام 1215 م: احتلها زعيم منغوليا جنكيز خان، وفي عام 1271م أسس فيها أسرة يوان وجعل مدينة بكين عاصمةً للأسرة، وبقيت بكين تحت حكمهم حتى عام 1368م.
  • من عام 1368 ـ 1644م: حكمتها سلالة مينغ واتخذوها عاصمةً لهم، وهم من أطلقوا عليها اسمها الحالي، وخلال حكمهم حرقوا القصر الإمبراطوري الذي بنته أسرة يوان وأعادوا بناؤه وفقًا للهندسة المعمارية الصينية التي كانت سائدة في العصور القديمة.
  • من عام 1644ـ 1911: استولت على بكين أسرة تشينغ، وخلال حكمهم بنوا فيها القصر الصيفي الذي يتمتع بإطلالة خلابة على الأنهار والبحيرات الواقعة في شمال الصين، وأنشأوا بها العديد من الحدائق النباتية، ومنذ عام 1710ـ 1825 م أصبحت بكين أكبر مدينة في العالم، وبحلول عام 1825م وصل عدد سكانها إلى 1.3 مليون شخص، وبتاريخ 10 أكتوبر من عام 1911م اندلعت الثورة الديمقراطية البرجوازية في البلاد، وفي شهر فبراير من عام 1912م اضطر إمبراطور أسرة تشينغ التنازل عن العرش.

تاريخ بكين الحديث (منذ عام 1912 حتى يومنا هذا)

من عام 1912 إلى عام 1928 حكم بكين أحد الجنرالات بالجيش القومي الصيني، وفي عام 1928 نقل العاصمة إلى مدينة نانجينغ، وفي عام 1937 استولى الجيش الياباني على المدينة، وأصبحت بكين عاصمةً للأراضي الواقعة تحت سيطرة اليابان وبقيت كذلك حتى عام 1945.

وبعد الحرب العالمية الثانية بدأت بكين بالتطور الصناعي حتى أصبحت المركز الصناعي الرئيسي في الصين وساعدها على هذا التطور غناها بالموارد الطبيعية والمعدنية، وخلال الاحتلال الياباني بنى فيها اليابانيون العديد من المصانع والمناجم وطورا بها نظامًا للنقل.

وفي عام 1949م أصبحت بكين عاصمة الصين الشيوعية، ومنها أعلن ماو تسي تونغ بداية جمهورية الصين الشعبية، وفي ذاك الوقت بلغ عدد سكانها 2 مليون نسمة.

اقتصاد بكين

تُعدّ الصناعة العمود الفقري لاقتصاد بكين، ففي عام 2021م شكل هذا القطاع ما نسبته 80% من إجمالي الإنتاج المحلي للمدينة، وتشمل الصناعات الرئيسية في البلاد تصنيع السيارات والأجهزة المنزلية والآلات والإلكترونيات والمعادن والكيماويات والملابس والمنسوجات، وساهم قطاع الخدمات والذي يشمل الخدمات التكنولوجية والمعلوماتية والمالية وغيرها في رفد اقتصاد المدينة بشكلٍ كبير، ومن الجدير بالذكر أنّ بكين موطن لما يزيد عن 475 مركزًا للأبحاث وأكثر من 60 مؤسسة للتعليم العالي.

ويشكل القطاع السياحي في المدينة داعمًا رئيسيًا لاقتصادها وذلك بفضل ما تحويه بكين من معالم تاريخية وثقافية وحضارية سنتطرق لذكر بعضها في السطور القادمة.

السياحة في بكين

بكين هي مثال يحتذى به للمدينة التي استطاعت مواكبة العصر في شتى المجالات وفي المقابل حافظت على جانبها التاريخي الذي يتجلى بوجود عدد كبير من المعالم الأثرية التي يفوق عمر بعضها مئات السنين، وفيما يلي سنتعرف على أبرز مناطق الجذب السياحي في بكين:

  • القصر الإمبراطوري: يُعدّ هذا المعلم من أهم المعالم الجاذبة للسياح في الصين وأقدمها، ويتميز القصر الذي بنته أسرة مينغ في عام 1406 م بمساحته الهائلة التي تُقدر بـ 720.000 متر مربع ويحيط به سور بارتفاع 10 أمتار، وكان القصر فيما مضى موطنًا لـ 24 إمبراطور من أسرتي مينغ وتشينغ، ويُلقب القصر بالمدينة المُحرمة لأنه لم يكن يُسمح لعامة الشّعب بدخوله.
  • سور الصين العظيم: بُني السور في القرن السادس عشر بارتفاع ثمانية أمتار، ويمتد لمسافة 21.000 كيلو متر مما جعله يعبر 15 منطقة واقعة في الشمال الصيني، وفي أثناء السّير عليه يتمتع الزوار بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة والتلال المُحيطة.
  • حديقة بيهاي: تُعدّ حديقة بيهاي واحدة من أقدم الحدائق في بكين، إذ يعود تاريخ بنائها إلى عام 1271 م خلال الفترة التي حكمت بها أسرة يوان، وأبرز معالمها هي قاعة التنوير التي تضم تمثال لبوذا يبلغ ارتفاعه متر ونص منحوتًا من كتلة واحدة من اليشم الأبيض.
  • ميدان تيانانمن (ميدان السلام): وهو أكبر ميدان داخلي في العالم إذ يتسع لما يزيد عن مليون شخص، وبُني الميدان عام 1958م لإقامة احتفال ضخم بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
  • حديقة حيوان بكين: تقع حديقة الحيوان في المنطقة الشمالية الغربية من بكين، وأنشأت عام 1906 على مساحة تزيد عن 220 فدانًا، وتضم الحديقة ما يقارب 15.000 حيوان، بعضها حيوانات نادرة مثل: القرود الذهبية ونمور الثلج والباندا.