اللهجات المغربية أو اللغة الدارجة المغربية هي لهجات عربية تصنف على أنها نوع من أنواع اللسان المغاربي -وهو مجموعة من الألسنة أو اللهجات يضم كلًا من (المغاربة والجزائريين والتونسيين والموريتانيين)- ويستعمل أغلب المغاربة اللغة الدارجة لغة تواصل فيما بينهم، وهي اللغة الأم لـ 50 % من الشعب المغربي، ويتم التحدث بها لغة ثانية في بعض الأقاليم التي تتحدث باللغة الأمازيغية، وتنتشر كذلك في دول أوروبية على لسان العرب المغاربة المقيمين هناك، مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا، وتصنف اللغات المغربية بكل أنواعها ضمن اللغة العربية، وهي لغة البلاد الرسمية بحسب دستور دولة المغرب، وتتم دراسة فكرة تدريسها في مدينة سبتة ذات الحكم الذاتي في إسبانيا بجانب اللغة الإسبانية.
تاريخ اللهجات المغربية
تعد اللهجة المغربية من اللهجات التي تمثل المستوى المتدني من اللغة العربية، أما المستوى العالي فتمثله اللهجة الفصحى بالطبع، وهذه اللهجة مثلها مثل اللهجات العربية الدارجة الأخرى في مختلف الدول العربية، مثل المصرية والخليجية والشامية. ودخلت اللغة العربية للمغرب على ثلاث مراحل هي:
- المرحلة الأولى: هي المرحلة التي تزامنت مع الفتح الأموي لبلاد الأمازيغ في منطقة شمال إفريقيا، حيث دخلت اللغة العربية وقتها بشكل محدود ثم اندثرت بعد أن طرد الأمازيغ الأمويين في أثناء ثورة البربر الكبرى.
- المرحلة الثانية: هي المرحلة التي كانت بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، بعد دخول القبائل العربية على رأسها بني هلال وبني معقل وبني سليم.
- المرحلة الثالثة: هي المرحلة التي تزامنت مع هجرة شعوب الأندلس بعد أن طردتهم إسبانيا. وفي المرحلتين الثانية والثالثة أدخلت القبائل العربية اللسان البدوي ولهجتهم الخاصة للمغرب.
كيف يتحدث الشعب المغربي؟
يتحدث الشعب المغربي باللهجة المغربية التي تعد من أشكال اللغة العربية الدارجة المستخدمة في المغرب العربي، إذ إنها واحدة من سلسلة اللهجات العربية المغاربية، بجانب التونسية والجزائرية، ويتحدث بها 92 % من الشعب المغربي، بينما يقتصر استخدام اللغة العربية الفصحى على المواقف الرسمية وفي أثناء إلقاء الخطب الدينية وفي الصحف والكتب ونشرات الأخبار والبرامج السياسية والاتصالات الحكومية. والمغربية مفهومة بشكل جيد مع الجزائرية الدارجة وبشكل أقل مع التونسية الدارجة. ويطغى استخدام هذه اللهجة في الأماكن الترفيهية والتليفزيون والسينما والإعلانات التجارية، وداخل اللهجة المغربية توجد العديد من اللهجات الإقليمية، أهمها اللهجة التي تستخدم في الدار البيضاء والرباط وفاس، إذ إنها المسيطرة على وسائل الإعلام، وهذا ما يجعلها متفوقة على كل اللهجات الأخرى كتلك المستخدمة في وجدة وطنجة.
تقسيم اللهجات المغربية
كل منطقة في المغرب لها لهجتها الخاصة بها، لكن الاختلافات في اللهجات من منطقة لأخرى أو من مدينة لأخرى طفيفة ولا تؤثر على عملية التواصل وفهم الناس لبعضهم البعض، ويمكن تقسيم اللهجات الدارجة المغربية إلى قسمين، لهجات بدوية ولهجات أندلسية، وهي كالآتي:
اللهجات الأندلسية
اللهجات الأندلسية هي اللهجات التي نشأت نتيجة هجرة الأندلسيين إلى مناطق معينة في المغرب، وهي نوعين:
- اللهجات الأندلسية الإدريسية: هي التي تنتشر في كل من مدينة فاس بالكامل وجزء من مدن مكناس وسلا والرباط وبلاد جبالة.
- اللهجة الأندلسية الجبلية: هي اللهجة التي تنتشر في كل من جبالة والبقباقيين بمدينة فاس.
اللهجات البدوية
تنقسم اللهجات البدوية إلى:
- اللهجة العروبية أو الهلالية المغربية: هي لهجة القبائل العربية المغربية في الغرب والحوز والشاوية وورديغة ودكالة وعبدة.
- اللهجة الحسانية: وهي لهجة عرب الصحراء وتطغى عليها الفصاحة.
- اللهجة الشرقية: هي اللهجة الأكثر انتشارًا في شرق المغرب.
تصنيف اللهجات المغربية
اللغة الدارجة المغربية هي مزيج بين اللغة العربية واللغة الأمازيغية، والتي تنتمي لفرع اللغات السامية المركزية من عائلة اللغات الأفرو آسيوية، ويمكننا توضيح ذلك فيها يأتي:
العربية والأمازيغية
الدارجة المغربية هي مزيج بين اللغتين العربية والأمازيغية، إذ إن الأولى هي أشهر اللغات السامية وأكثرها تحدثًا –حيث يبلغ عدد المتحدثين بالسامية الآن 467 مليون نسمة- وتحتل المركز الرابع أو الخامس بين أكثر اللغات انتشارًا على مستوى العالم. أما الأمازيغية فهي واحدة من اللغات الرسمية في المغرب والجزائر، وهي تنتمي لعائلة اللغات الأفرو آسيوية ويبلغ عدد المتحدثين بها الآن ما يزيد عن 4 مليون متحدث تقريبًا.
اللغات السامية المركزية
تنتمي اللهجات المغربية لفرع اللغات السامية المركزية، وهو واحد من المجموعات الثلاث للغات السامية الغربية، التي تنتمي لفرع اللغات السامية من عائلة اللغات الأفرو آسيوية، ويبلغ عدد المتحدثين باللغات السامية حوالي 467 مليون شخص يستوطن معظمهم غرب آسيا والقرن الإفريقي وشمال إفريقيا ومالطا وغرب إفريقيا، والعديد من المهاجرين في دول أجنبية مثل أستراليا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
عائلة اللغات الأفرو آسيوية
عائلة اللغات الأفرو آسيوية هي عائلة لغوية كبيرة تضم حوالي 300 لغة تقريبًا، يستوطن أغلب المتحدثين بها في غرب آسيا وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي وأجزاء من صحراء إفريقيا والساحل الإفريقي، وكل فروع هذه العائلة يتم التحدث بها في قارة إفريقيا عدا الفرع السامي، ويزيد عدد المتحدثين بالعائلة عن 500 مليون متحدث أصلي، وهي بهذا رابع أكبر عائلة لغوية من حيث عدد المتحدثين الأصليين، بعد اللغات الهندو أوروبية والصين التبتية والنيجر والكونغو، وتنقسم إلى ستة فروع هم: البربرية والتشادية والكوشية والمصرية والسامية والأوموتية، وأشهر لغات العائلة هي العربية، التي يتحدث بها أكثر من 313 مليون متحدث أصلي ينتشرون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل أساسي.