لغة أسلاف "يامانا" التي تعرف أيضًا باسم لغة الياغان أو الجاغان أو الهاوسي كوتا أو الياغانكوتا، هي واحدة من اللغات الأصلية التي يتم التحدث بها في محافظة تييرا ديل فويغو، وهي اللغة الخاصة بشعب الياغان أو شعب اليامانا، وتعد من اللغات المنعزلة، على الرغم من أن بعض علماء اللغة ربطوها بكويسكار وشونو، وتم التحدث بهذه اللغة لفترة قصيرة أيضًا في مستوطنة تبشيرية في جزر فوكلاند، وكانت المرأة الوحيدة المتبقية على قيد الحياة والتي تتحدث لغة اليامانا هي كريستينا كالديرون التي توفيت في بداية عام 2022، وتحاول الحكومة منذ هذا الوقت في تشيلي أن تتبنى خطط لإعادة إحياء هذه اللغة من جديد، والتي لم يعد لديها أي متحدثين أصليين، وتحاول حفيدة كريستينا أن تسجل اللغة وتقوم بتدريسها مرة أخرى.

عائلة لغة أسلاف "يامانا"

تنتمي لغة أسلاف يامانا إلى عائلة اللغات المنعزلة، ولا يعرف كم عددهم حتى الآن، وهي لغات لا ترتبط بأي لغة أخرى على الإطلاق، وهذا ما يجعلها اللغة الوحيدة في عائلة لغاتها الخاصة، بمعنى أنه ليس لها علاقات أنساب أو علاقات وراثية (لم يثبت أنها تنحدر من أي سلف مشترك مع لغة أخرى)، ومن أشهر اللغات المعزولة الكورية والباسكية والآينو في آسيا والسانداوي في إفريقيا، ويقول بعض علماء اللغويات إن وجود اللغات المنعزلة قد يكون تفسيره هو أنها الفرع الأخير المتبقي من عائلة لغوية أكبر، وربما كان لها في الماضي أقارب اختفوا قبل أن يتم توثيقهم، ويقول البعض الآخر إنها قد تكون موجودة لأنها تطورت في عزلة عن اللغات الأخرى.

من هم شعب الياغان (شعب اليامانا)

شعب اليامانا الذي يعرف أيضًا باسم شعب الياغان، هو جزء من الشعوب الأصلية لأمريكا الجنوبية، والذي يتحدث لغة اليامانا، وتقع أراضيهم الأصلية في في جنوب محافظة تييرا ديل فويغو، لذا يطلق عليهم "سكان أقصى الجنوب"، والياغان الحاليين الذين يعرفون أكثر باسم اليامانا لم يعودوا يتحدثون لغتهم الأصلية، بل يتحدث معظمهم اللغة الإسبانية، وكان الياغان القدماء من البدو الرحل والصيادين، الذين اتخذوا من الزوارق وسيلة لهم للسفر والتنقل بين الجزر بهدف جمع الطعام، وكان رجال الياغان مشهورون بصيد أسود البحر، بينما اشتهرت النساء بجمع المحار، ويتشارك شعب الياغان نفس السمات السلوكية الخاصة بنمط الحياة التقليدية القائم على الصيد وجمع الثمار، وكذلك السمات الجسدية مثل قصر القامة وطول الرأس، مع قبائل أخرى تعرف باسم قبيلة تشونوس وقبيلة ألاكالوف (كاويسقار) الشمالية، على الرغم من ذلك فإن لغاتهم مختلفة تمامًا عن بعضهم البعض، ويبلغ عدد سكان الياغان حوالي 1685 أو أكثر في تشيلي.

أين يتم التحدث بلغة أسلاف "يامانا"

لغة الياغان أو اليامانا هي اللغة التي كان يتم التحدث بها في الساحل الجنوبي لمحافظة تييرا ديل فويغو والجزر الواقعة بين كيب هورن وقناة بيغل وجزر كيبل وفيجيا في فوكلاند والجزيرة الكبرى في الأرجنتين وجزيرة نافارينو في مقاطعة تشيلينا بأنتارتيكا، حيث كانت آخر المتحدثين بلغة اليامانا "كريستينا كالديرون" تعيش بها (تحديدًا في بويرتو ويليامز).

من هي آخر المتحدثين بلغة أسلاف "يامانا"؟

كانت آخر المتحدثين بلغة اليامانا هي عالمة الإثنوغرافيا والحرفية والكاتبة والناشطة الثقافية التشيلية كريستينا كالديرون هاربان، المولودة في الرابع والعشرون من مايو لعام 1928م، إذ كانت كالديرون آخر شخص من شعوب الياغان ممن يتحدث لغة يامانا بعد وفاة أختها أورسولا عام 2005 عن عمر يناهز 84 عامًا، وكانت كالديرون تشتهر باسم الجدة، وهي من السكان الأصليين في تييرا ديل فويغو، وولدت في بويرتو ويليامز في جزيرة نافارينو، وأصبحت يتيمة منذ أن كانت في الرابعة من العمر، فاستقبلها جدها وجدتها لأمها وقاموا بتربيتها وعلموها ثقافة الياغان ولغتهم، وكانت تعيش معهم حياة فقر شديد، وبعد وفاتهم على يد الإسبان ذهبت لتعيش مع خالتها جيرتي وعمها فيليبي وابنة عمها كلارا، التي علمتها كذلك لغة الياغان، وخلال طفولتها تعلمت صناعة الحرف اليدوية، وأصبحت متقنة للغة الياغان وهي في التاسعة من العمر، وتعلمت من أقرانها اللغة الإسبانية.

وتزوجت كالديرون لأول مرة في عمر الخامسة عشر عام فقط من رجل أكبر منها سنًا كان لديه ثلاثة أطفال ويدعى فيليبي غاراي، وبعد وفاته تزوجت من لوشو زاراجا الذي كان يعمل في الرعي، وأنجبت منه خمسة أطفال، وتوفي بسبب مرض السل عام 1962م، وبعد عامين التقت كالديرون بزوجها الثالث الذي كانت تعرفه منذ صغرها، والذي يدعى تيودوسيو غونزاليس، وظلت معه حتى وفاته عام 2009م.

ونشرت عام 2005م بالتعاون مع حفيدتها وشقيقتها كتاب عن أساطير الياغان بعنوان "أريد أن أخبرك قصة"، ونشر كتاب عن سيرة حياتها عام 2017م بعنوان كريستينا كالديرون، والتي كتبته حفيدتها كريستينا زاراجا، وتوفيت كريستينا في السادس عشر من شهر فبراير 2022 عن عمر يناهز 93 عام، بسبب تعرضها لمضاعفات إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وذلك في مستشفى كلينيكو دي ماجالانيس في بونتا أريناس، وأعلنت خبر وفاتها ابنتها ليديا غونزاليس، وأعلن بعدها خورخي فلايس حاكم منطقة ماجالانيس إقامة فترة حداد عليها لمدة ثلاثة أيام.