يستخدم مصطلح العرق الأصفر (بالإنجليزية: Yellow Race) للدلالة على مجموعة من البشر الذين يتميزون ببشرتهم الصفراء، والذين يطلق عليهم أيضًا اسم الشرق آسيويين أو الصينيين، والعرق الأصفر أو العرق المغولي أو المنغولي هو تصنيف وضعه العلماء قديمًا لوصف الناس الذين يعيشون في شرق وجنوب شرق وشمال ووسط آسيا، وكذلك سكان الأمريكتين الأصليين وسكان جزء من المحيط الهادئ وبعض مناطق أوروبا وأوقيانوسيا، وهذا العرق بجانب العرقين القوقازي والأسود من أكبر ثلاثة أعراق في العالم، وهذا المصطلح تم اشتقاقه من نظرية العرق البيولوجي القديمة التي صاغها يوهان فريدريش بلومنباخ، الذي قسم العرق البشري لخمسة أجناس من بينهم العرق الأصفر، لكن هذه النظرية تم دحضها الآن في المجتمع العلمي الحديث.

أصل العرق الأصفر وتاريخه

على الرغم من أن علماء الأنثروبولوجيا الفيزيائية قدموا عدة نظريات عن أصل تطور العرق الأصفر، لا يعلمون في حقيقة الأمر الكثير عنه، لكن يمكننا القول إنه من المسلمات والبديهيات عمومًا أن سمات العرق الأصفر الجسدية تشمل العين المسحوبة "اللوزية" مع الطيات أو الخطوط والجبهة المسطحة والأنف الأفطس وعظام الخد العريضة والسميكة، لذا يبدو الوجه المنغولي مسطحًا إذا ما قارناه بوجوه الزنوج أو القوقاز.

ويقترح البروفيسور كارلتون كون ومن دعمه في نظريته أن وجه أصحاب العرق الأصفر المنغولي تطور بهذا الشكل بسبب المناخ، لأن المنغوليين الأوائل عاشوا في شمال شرق سيبيريا وحوصروا هناك في العصر الجليدي الأخير، وعلى الرغم من ابتكارهم للملابس والمأوي، ظلت وجوههم مكشوفة، لذا أدى تعرضهم للبرد القارس إلى إصابتهم بالتهابات الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي الذي قضى على الأجساد الضعيفة منهم، أما من نجا فتطورت لديه فتحات أنف أصغر بطبقات دهنية سميكة في منطقة الجيوب الأنفية وحول العينين لحمايته من البرد.

ويقول البروفيسور هاولز إن وجه العرق المنغولي يمكن أن يكون قد نشأ بين 25000 و10000 قبل الميلاد، لكن هذه النظرية تجعل أصل المنغوليين لا يزال موضع شك كبير، ومع ظهور البيانات الجديدة بفضل علم الوراثة الحديث، أصبح مفهوم الأجناس البشرية بالمعنى البيولوجي غير مقبول في المجتمع العلمي على الإطلاق، لأنه شيء غير مفيد أو ضروري في عملية البحث، ولأن العلماء لا يتفقون على تعريف واحد لعرق معين ولا يتفقون على عدد الأعراق الموجودة.

صفات العرق الأصفر

من حيث المظهر العام، فإن أصحاب العرق الأصفر يتميزون بالبشرة السميكة المشدودة والشعر والعيون الداكنة ولون الجلد المائل إلى الأصفر، وفي الغالب يتسمون بقصر القامة والجسم الممتلئ، وقدمت عالمة الأنثروبولوجيا البريطانية كارولين ويلكينسون كتابًا عام 2004م، ذكرت فيه وصفًا عن الجماجم المنغولية، حيث قالت إن الجمجمة المنغولية لها شكل دائري مع فتحة أنف متوسطة العرض وحواف مستديرة إلى حد ما وعظام خدين ضخمة مع عدم وجود منحنيات تقريبًا، بجانب أنها وصفت الحاجبين بعدم وجود حواف ووجود خطوط قحفية بسيطة وعظام وجنية ظاهرة وجذر أنف عريض ومسطح وعمود أنفي قصير، أما الأسنان فهي على شكل مجرفة داخل فم عريض نسبيًا، وبشكل عام رأت أن وجه العرق الأصفر مسطحًا إلى حد كبير.

تاريخ مفهوم العرق الأصفر في الولايات المتحدة الأمريكية

عانى العرق الأصفر من العديد من الاضطهادات على مدار تاريخه، ففي عام 1858م قام المجلس التشريعي لولاية كاليفورنيا بسن أول قانون يحظر حضور العرق الأصفر المنغولي والعرق الزنجي الأسود للمدارس العامة، وبحلول عام 1885م عدل المجلس القانون لينص على إنشاء مدارس منفصلة للأطفال الذين ينحدرون من العرق المنغولي أو من أصل صيني، وبحلول عام 1911م كان مصطلح العرق المنغولي يستخدم من قبل مكتب الهجرة والتجنيس لا ليشمل المنغول فقط، بل ليشمل كلًا من:الملايو والصينيين واليابانيين والكوريين، وفي نفس العام وضع المكتب الهنود الشرقيين أيضًا ضمن التقسيم المنغولي.

العلاقة بين العرق الأصفر المنغولي ومتلازمة داون

مصطلح العرق المنغولي الذي يُرى دلالة على العرق الأصفر له دلالة أخرى كانت تستخدم في الماضي بشكل شائع، حيث كان يوصف به الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون الشهيرة، واستمر استخدام هذا المفهوم حتى أواخر القرن الماضي، والسبب في إطلاق مصطلح المنغولي على المصاب بالمتلازمة هو أن العلماء لاحظوا أن الأشخاص الذين يعانون من داون يكون لديهم في الغالب طيات حول عينيهم مثل طيات العرق الأصفر، وقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1908م واستمر استخدامه في المجتمع الطبي حتى الخمسنيات من القرن العشرين، وبحلول عام 1961م رفض مجموعة من خبراء الجينات استخدامه في مقالهم الذي كان بصدد النشر لأنهم رأوه ذا دلالالة مضللة، لذا كان ينظر لمن يستخدم المصطلح في النصف الثاني من القرن العشرين بازدراء إلى حد ما، وبحلول القرن الحادي والعشرين أصبح هذا المصطلح غير مقبول على الإطلاق وتوقف الناس عن استخدامه ولم يصبح شائعًا بعد الآن، وقام كل من الخبراء والعلماء والأطباء بتغيير المصطلحات المتعلقة بهذا المرض وإجراء فصل قاطع بين المصابين بالمتلازمة وبين الأشخاص من أصل آسيوي أو منغولي.