روما (بالإيطالية: Roma) هي عاصمة إيطاليا وأكبر مدينة فيها من حيث المساحة وعدد السكان، حيث يتجاوز عدد سكانها 2.9 مليون نسمة، وتقدر مساحتها بـ 1.285 كم مربع، وتقع في وسط غرب شبه الجزيرة الإيطالية، في منطقة لاتسيو، على ضفاف نهر التيبر، أحد أشهر الأنهار في أوروبا على مر التاريخ، وهو ثاني أطول نهر في إيطاليا بعد نهر بو، وتقع أيضًا دولة الفاتيكان داخل مدينة روما، لذا فهي تصنف على أنها الدولة الوحيدة التي تقع بداخل مدينة.

موقع روما

تقع روما في منطقة لاتسيو الإيطالية على ضفاف نهر التيبر، وبنيت على سبع تلال، لذا يتراوح الجزء الأوسط منها بين ارتفاع 13 متر إلى 139 متر فوق مستوى سطح البحر، ويقع وسط المدينة على بعد 24 كم تقريبًا من البحر التيراني، ويعبرها الآن نهر آخر بخلاف نهر التيبر، وهو نهر أنيين.

تاريخ روما وتأسيسها

تقول الأسطورة القديمة إن روما تأسست على يد رومولوس عام 713 ق.م، إلا أن تاريخها يمكن أن يكون قبل ذلك بكثير، وبنيت المدينة على سبع تلال ويقال إن حكامها الأوائل كانوا ملوكًا من شعب يعرف باسم الأتروسكان، ثم استُبدل هؤلاء الملوك بعد أن قامت جمهورية روما التي استمرت خمسة قرون.

وتوسعت الهيمنة الرومانية وسيطرت على العديد من الأماكن، وكانت مركز هذه الإمبراطورية هي روما، التي حكمها الأباطرة بعد عهد أغسطس عام 14م، واستمرت المدينة في التوسع وسيطرت على أوروبا الغربية والجنوبية وشمال إفريقيا، وبعد أن تولى الإمبراطور قسطنطين واعتنق المسيحية حوّل روما إلى مدينة تناسب هذا المعتنق الجديد.

وظلت روما قوية حتى عام 476 حينما انهارت قوتها تمامًا وسقطت وظهرت بدلًا منها البابوية في العصور الوسطى، حيث سيطر الحكام المسيحيون من مختلف أنحاء أوروبا عليها، وهذا ما جعل قوة البابا وأهمية روما تزداد لا سيما بالنسبة للحجاج المسيحيين، وبدأت السلطة البابوية في التراجع بسبب الانقسامات بحلول عام 1305م.

وخلال أواخر القرن السابع عشر، بدأ التركيز ينتقل من إيطاليا إلى فرنسا، وبحلول أواخر القرن الثامن عشر وصل نابليون مع جيوشه إلى روما ونهب العديد من الأعمال الفنية القيمة منها، واستولى على المدينة عام 1808م وسجن البابا الحاكم، ومرت روما بالعديد من الثورات بعد ذلك، لكن كبحتها القوات الفرنسية عام 1848م، حتى نجحت أخيرًا إحدى هذه الثورات، وتم توحيد إيطاليا وسيطرت على روما، وبحلول عام 1871م غادرت قوات الاحتلال الفرنسية روما، واستولت عليها القوات الإيطالية وأعلنتها عاصمة للبلاد.

أهم الأماكن السياحية في روما

تزخر روما بالعديد من الأماكن السياحية والتاريخية التي يمكن زيارتها والاستمتاع بها ومغادرتها بالعديد من الذكريات والصور التي لا تنسى، ومن أهم هذه الأماكن وأجملها ما يأتي:

الكولوسيوم

الكولوسيوم هو نصب تذكاري يعود تاريخه إلى 72م، وهو على شكل مدرج يتسع لأكثر من 50000 شخص، وشهد العديد من المعارك على مر التاريخ بين المصارعين والعبيد والسجناء وحتى الحيوانات البرية، وهو الآن من أشهر المعالم التاريخية السياحية في روما.

المنتدى الروماني

المنتدى الروماني واحد من أقدم منتديات روما، وكان المكان الذي تقام عليه الاحتفالات الرسمية للدولة، ويقع فوق الكولسيوم ناحية الغرب، ويمكن الدخول إليه بعد شراء تذكرة الدخول الخاصة به.

البانتيون

البانتيون أو البانثيون واحد من أفضل المباني التاريخية التي نجحت روما في الحفاظ عليها جيدًا، حيث بُني معبدًا على يد هادريان بين عامي 119 و128م، ولا يزال المبنى خارجيًا محتفظ بشكله ومعالمه بما يحتوي عليه من أبواب برونزية رومانية أصلية، أما من الداخل فبرع المهندس المعماري الروماني "فيتروفيوس" في بناء قبة نصف كروية قطرها يساوي ارتفاع المبنى بالكامل، وفي مركزها ما يسمى بالعين، وهي فتحة دائرية يبلغ قطرها 9 أمتار، وهي المكان الوحيد الذي يدخل منه الضوء، وتُعدّ الرابط الرمزي بين المعبد وبين الآلهة في السماء.

متاحف كابيتولين

متاحف كابيتولين هو متحف يضم عدة متاحف فنية وأثرية، ويعدّ أقدم معرض عام في العالم، ويقع في قصرين على جانبي ساحة ديل كامبيدوجليو، والذي فتح أبوابه أمام الزوار في عام 1734م، وفي الداخل يمكن الاستمتاع بمشاهدة العديد من اللوحات الرائعة والتماثيل الفريدة من نوعها.

كاتدرائية القديس بطرس

هذه الكاتدرائية من أشهر معالم الجذب في روما، وهي كنيسة ضخمة يصل ارتفاعها إلى 120 مترًا، وبنيت في الموقع الذي صُلب فيه بطرس الرسول ودفُن، وبدأ تشييدها عام 1506م واكتمل بناؤها عام 1615م، حيث صمم مايكل أنجلو قبتها، بينما قام بيرنيني بتصميم ساحة القديس بطرس.

متاحف الفاتيكان

بدأت متاحف الفاتيكان بعرض مجموعة من المنحوتات للبابا يوليوس الثاني في القرن السادس عشر، أما الآن فهي تقع داخل مدينة الفاتيكان وتضم العديد من أهم آثار العالم، ومن أهم عوامل الجذب فيها الدرج الحلزوني وغرف رافائيل وكنيسة سيستين وغيرهم.

قلعة سانت أنجلو

بنيت قلعة سانت أنجلو لتكون ضريحًا للإمبراطور هارديان وعائلته عام 123 ق.م، وفيما بعد قام الباباوات بتحويلها إلى حصن وقلعة، وكانت في السابق أطول مبنى في روما وبمثابة سجن أيضًا، لكنها اليوم متحف يتوافد عليه الكثير من الزوار كل يوم، وظهرت القلعة في الفيلم الشهير "الملائكة والشياطين".

ساحة نافونا

ساحة نافونا واحدة من أشهر ساحات روما، تأسست على يد الإمبراطور دوميتيان عام 86م، وكانت مساحتها أكبر من الكولوسيوم، وكانت أيضًا مقر إقامة المهرجانات والأحداث الرياضية، وتضم الآن 3 نوافير رائعة، وهي مكان مثالي للتسوق ومشاهدة فنانين الشوارع واحتساء كوب من الكابتشينو اللذيذ.

معرض بورغيزي

معرض بورغيزي هو معرض فني بُني في الأصل على يد الكاردينال سكيبيوني بورغيزي منزلًا للحفلات في القرن السابع عشر، ويضم المعرض الآن العديد من المنحوتات والآثار واللوحات ليعرضها للزوار.