الشعوب السامية (بالإنجليزية: Semitic People) هو مصطلح يُطلق على المجموعات العرقية التي تتحدث إحدى اللغات السامية، ويقول العلماء إنّ اسم سامي جاء من "سام"، وهو أكبر أبناء النبي نوح الثلاثة، وإليه تُنسب الشعوب السامية.

التعريف بالشعوب السامية

الشعوب السامية هي تسمية أُطلقت في القرن التاسع عشر للميلاد على أفراد الشعوب الذين يتحدثون إحدى اللغات السامية، وهي عائلة من اللغات المُستخدمة بشكل أساسي في أجزاء من إفريقيا وآسيا، ويُعدّ أصل اللغة هو القاسم المشترك بين الشعوب الناطقة بالسامية، ولا توجد أي سمات أخرى أساسية تجمع هذه الشعوب.

تاريخ الشعوب السامية

تُرجع معظم الروايات والأبحاث جذور الشعوب السامية إلى سام ابن النبي نوح، وكان مصطلح سامي في التاريخ القديم يشمل العرب والأكاديين والآشوريين في بابل والكنعانيين والقبائل الآرامية وبعض جماعات الحبشة (إثيوبيا حاليًا) والقبائل العبرية، وكانت معظم الشعوب السامية من البدو الرحل، والتي تنقّلت في جميع مناطق شبه الجزيرة العربية، وبحلول عام 2500 قبل الميلاد سافرت هذه الشعوب إلى مصر وسواحل البحر الأبيض المتوسط وبلاد ما بين النهرين، واليوم يُعدّ العرب واليهود هم أبرز الشعوب السامية المعاصرة الحاضرة بقوة.

ما هي الشعوب السامية؟

بقيت ثلاثة شعوب سامية معاصرة رئيسية في العالم، وهي الشعوب التالية:

العرب

يتوزع العرب إلى نحو 22 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتجمعهم بشكل أساسي اللغة العربية، وهي لغة سامية تتشابه مع اللغة العبرية في القواعد النحوية واللغوية، وينقسم العرب إلى شعوب متنوعة عرقيًا وثقافيًا تتحدث بلهجات مختلفة، ويُعدّ الدين الإسلامي هو السائد لدى الشعوب العربية على الرغم من وجود المسيحية واليهودية في البلاد العربية.

العبرانيون

العبرانيون هو مسمى يُطلق على الشعب الذي يتحدث اللغة العبرية، ويقول العبرانيون إنّ نسبهم يعود إلى "عابر" أحد أحفاد سام بن نوح، وكانوا شعب بدوي قديم يعيشون في الشرق الأوسط ويُعرفون من خلال انتمائهم للدين اليهودي، وعندما احتلوا أرض فلسطين (أرض كنعان) اعتنقوا هوية وطنية باسم الإسرائيليين، ويشمل مصطلح الشعوب السامية اليهود الذين يسكنون خارج حدود منطقة الشرق الأوسط، ويتبع اليهود الشرائع والتقاليد والأحكام التوراتية.

الإثيوبيون

تُصنّف مجموعة الأمهرة في إثيوبيا من ضمن الشعوب السامية بسبب لغتهم وأصولهم العربية، حيث تعود أصول ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا إلى أرض اليمن الحالية، والأمهرة في إثيوبيا يمتهنون الزراعة بشكل رئيسي، ويسكنون في المناطق الشمالية الوسطى من البلاد، ويتحدثون اللغة الأمهرية التي تتشابه في بنيتها وكلماتها مع اللغتين الساميتين العبرية والعربية.

مواصفات الشعوب السامية

إلى جانب أصل اللغة السامي، تشترك قبائل الشعوب السامية القديمة في العديد من الروابط الأخرى، حيث أنّ أفراد الشعوب السامية يتشابهون في الملامح الإثنية وفي العديد من الأنظمة الاجتماعية والدينية، فالأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع والأب صاحب السلطة العليا في الأسرة ويُسمح بتعدد الزوجات، وتتكون القبيلة من مجموعة عائلات تجمعها صلة قربى ومصالح مشتركة، ولم توجد لدى قبائل الشعوب السامية قديمًا حكومة بالمعنى الفعلي، بل كانوا يختارون زعيم للقبيلة بإجماع من مجلس القبيلة تنطبق عليه مواصفات شخصية محددة، ويتولى الزعيم مهمة القضاء، فيذهب المتخاصمون للاحتكام إليه وتنفيذ قراراته.

السمات المشتركة في اللغات السامية

تُسمى اللغات التي تتحدث بها الشعوب السامية "اللغات السامية"، ومن أهم السمات المشتركة في هذه اللغات الصيغ والتراكيب والأصوات والمفردات، فصيغ الأسماء والأفعال قائمة على نظام الجذور، حيث ترجع جذور معظم الكلمات إلى حرفين أو ثلاثة حروف، وتتميز معظم الاشتقاقات بتغيير الحركات عن أصلها الجذري، أما النظام الصوتي فيمتاز بغلبة الحروف الصامتة، والحروف التي تخرج من اللهاة والحلق والحنجرة، ويحتوي النظام الصوتي للغات السامية على الحروف المُطبقة التي يتطلب نطقها قبض للحنجرة، وهي حروف لا شبيه لها في اللغات الهندو أوروبية.

ما اللغات التي تتحدث بها الشعوب السامية؟

تتحدث الشعوب السامية بلغات تُسمى اللغات السامية، حيث يستخدم حوالي 330 مليون شخص في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وإفريقيا اللغات السامية، وتُستخدم اللغات السامية أيضًا من قبل مجموعة كبيرة من الجاليات في أمريكا الشمالية وأوروبا، وتُعدّ اللغات السامية واحدة من أقدم اللغات المعروفة في العالم، حيث يمتد تاريخها المكتوب لنحو 5000 عام، وتنقسم هذه اللغات إلى ما يلي:

اللغة العربية

هي أكبر اللغات السامية من حيث عدد المتحدثين بها، وتوجد اللغة العربية بنسختين وهما العربية الفصحى والعربية العامية، حيث تُعد الفصحى اللغة الرسمية في جميع البلاد العربية، أما اللهجة العامية فتختلف من بلد عربي إلى آخر، فلكل بلد لهجته العربية العامية الخاصة به.

اللغة العبرية

تعود جذور اللغة العبرية إلى التاريخ اليهودي، وهناك عدة أشكال تطورت للغة العبرية، منها لغة المشناهية العبرية ولغة الحاخامات، والعبرية اليوم هي اللغة الرسمية ليهود إسرائيل بشكل خاص.

اللغة السريانية

السريانية هي لغة آرامية شرقية يصل عمرها إلى نحو 2000 عام، ولعبت دور في المسيحية السريانية يمكن مقارنته بدور العربية في الإسلام والعبرية في اليهودية، وتُستخدم اللغة اليوم بين أفراد الكنيسة السريانية الأرثوذكسية لغة منطوقة حية، وتُستخدم كذلك في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وكنيسة المشرق.