الإنكا (بالإنجليزية: Inca أو Inka) هو الاسم الذي يُطلق على شعب الحضارات القديمة، حيث أسّس شعب الإنكا إمبراطوريتهم التي أطلقوا عليها إمبراطورية الإنكا، وفي هذا المقال ستُذكر أبرز المعلومات المتعلقة بالإنكا الذين أنشأوا واحدة من أهم الحضارات القديمة.

من هم الإنكا؟

الإنكا هم الهنود الحمر سكان أمريكا الجنوبية والذين يُطلق عليهم شعب كيتشوا، وكانوا قبيلة صغيرة سكنت في المرتفعات نهاية عام 1400. وبعد مائة عام في بدايات القرن السادس عشر، أسّس الإنكا إمبراطوريتهم الكبيرة وعاصمتها كوسكو، والتي شملت بيرو شمالًا وتشيلي جنوبًا وبوليفيا شرقًا، ويحدها المحيط الهادي غربًا، وفي خلال مائة سنة أخرى غزا الإنكا أراضٍ واسعة وضموها لأراضيهم.

من أين أتى الإنكا؟

أتى الإنكا من آسيا عبر مضيق بيرينغ الذي يقع بين سيبيريا والأسكا، وتطلب الأمر آلاف السنين حتى يتكاثروا ويبنوا حضارتهم، وكان أسلاف الإنكا في الأصل صيادين، ولكن عند قدومهم إلى أمريكا الجنوبية واستقرارهم فيها وجدوا طريقة أخرى للحياة، فتعلموا زراعة النباتات مثل البطاطا والذرة، ودجنوا الحيوانات مثل اللاما والألبكة، وكانت هذه الحيوانات مصدر غذاء لهم واستخدموا صوفها لصنع الملابس، وفي وقت لاحق تعلم الإنكا زراعة القطن. وبعد ذلك، بدأت حضارتهم بالازدهار والتطور والتوسع إلى أنْ أصبحت واحدة من أعرق الحضارات القديمة وأهمها.

توسع الإنكا

واصل الإنكا توسيع حدود إمبراطوريتهم من خلال غزو أراضٍ جديدة، وساعدهم في ذلك بناء الطرق والجسور بطريقة هندسية ومعمارية متقدمة لم تكن موجودة من قبل. وكان الإنكا عندما يصلون إلى منطقة جديدة يحاولون إقامة علاقة مع رئيس القبيلة من خلال تقديم الهدايا له، وبمجرد قبوله لهداياهم فإنّ ذلك يعد قبول بسلطة الإنكا على قبيلته، وفي حال لم يقبل أحد رؤساء القبائل الهدايا فإنّ الإنكا يستخدمون القوة للسيطرة على القبيلة، وكانوا ينجحون في ذلك دائمًا بسبب امتلاكهم لقوة عسكرية عظيمة، وكانوا أيضًا يعدمون من يحاول مقاومتهم أو الخروج عليهم من سكان القبائل التي يغزوها.

الحياة الاجتماعية للإنكا

كان مجتمع الإنكا طبقيًا إلى أبعد الحدود، وحكم الإمبراطور الشعب بمساعدة الطبقة الأرستقراطية ومارس سلطته بقسوة وقوة وديكتاتورية، وكان كل رجل ينتج طعامه وملابسه بنفسه. وتوسع الإنكا في الزراعة وزرعوا القرع والطماطم والفول السوداني والفلفل الحار، وكانت منازل شعب الإنكا مصنوعة من الطين اللبن أو الحجر، وطوروا أيضًا الهندسة المعمارية بشكل كبير، ولا تزال هناك آثار شاهدة على ذلك، مثل أنظمة الري والمعابد والقصور والتحصينات في جميع أجزاء جبال الأنديز.

الحياة الدينية عند الإنكا

جمعت ديانة الإنكا بين الروحانية والوثنية وعبادة آلهة الطبيعة، وكانوا يعتقدون أنّ لكل ظاهرة أو عنصر طبيعي إله خاص، فكان لديهم إله الشمس وإله المطر وغيرهم من آلهة الطبيعة. وكان الإنكا يقيمون الاحتفالات ويقدمون القرابين ضمن طقوس دينية مقدسة، ولم تقتصر القرابين على الحيوانات فقط، بل قد تتعداها إلى البشر، وكان لديهم أيضًا أماكن عبادة دمّرت عندما وصلها الغزو الإسباني الذي كان ضد عبادة الأوثان.

انهيار حضارة الإنكا

كانت بداية انهيار حضارة الإنكا عندما غزا الإسبان البلاد وجلبوا معهم المرض والموت، وحتى قبل قدوم الإسبان انتشرت العديد من الأمراض في أمريكا الجنوبية مثل الجدري والإنفلونزا والحصبة والتفوئيد والدفتيريا، ولم يكن لدى الإنكا مناعة من هذه الأمراض التي كان أولها الجدري الذي أودى بحياة وريث العرش آنذاك، وأضعفت الأمراض قوة الإنكا، وعندما بدأ الإسبان بغزوهم من الشمال لم يواجهوا مقاومة كبيرة، وواصلوا تقدمهم إلى أن وصلوا إلى ملك الإنكا، وحينها تقدّم كاهن إسباني وسلّمه الكتاب المقدس ليقسم بالولاء للبابا ولملك إسبانيا، ولكنه ألقى الكتاب على الأرض، وحينها قُبض عليه وقُتل معظم محاربيه في أقل من ثلاثين دقيقة، وتم إعدام الملك في وقت لاحق، بينما تقدّم الإسبان وسيطروا على باقي أراضي الإنكا ومسحوا حضارتهم ونشروا دينهم.

هل اختفى شعب الإنكا نهائيًا؟

لم يختفي شعب الإنكا تمامًا، فهناك أحفاد لهم يعيشون في جبال الأنديز حتى يومنا هذا ويتكلمون بلغة الكيتشوا، وهم يشكلون حوالي 45% من سكان البيرو ويعيشون حياة ريفية بسيطة تجمع ما بين الرعي والزراعة  واستخدام التكنولوجيا التقليدية. وتقسم العائلات هناك إلى ثلاثة أنواع، وهي عائلات تعيش في وسط حقولها، وعائلات قروية تعيش بعيدًا عن المناطق المأهولة، وعائلات تجمع ما بين النموذجين السابقين، ولكن يجمع العائلات المختلفة العديد من الروابط الاجتماعية، فهي تتزاوج فيما بينها، وتتعاون العائلات للقيام بالعديد من الأعمال  الزراعية، والدين لدى أحفاد الإنكا هو مزيج من الكاثوليكية الرومانية، والتي تتمثل بوجود تسلسل هرمي وثني للآلهة والأرواح يؤمنون بها.

7 حقائق يجب أن تعرفها عن الإنكا

هناك مجموعة من الحقائق المدهشة التي تتعلق بالإنكا، من أبرزها ما يأتي:

1) يعد الإنكا أول من زرع البطاطا في العالم وكانوا يستخدمونها لعلاج الإصابات أيضًا.

2) لم يكن لدى الإنكا عملة ثابتة وكانت مقايضة الطعام والخدمات تُستخدم بدلًا من العملات.

3) لم يستخدم الإنكا العجلات للتنقل بل سافروا سيرًا على الأقدام ومن خلال ركوب اللاما.

4) كانت معدلات وفيات الأطفال مرتفعة لدى الإنكا، لذلك كانوا يحتفلون ببلوغ سن الرشد عند وصول الطفل إلى سن الثالثة.

5) برع الإنكا في مجال الطب، حيث وجد الباحثون أنهم أجروا عمليات معقدة وصلت نسبة النجاح بها إلى 90%.

6) بالنسبة للإنكا كان من الضروري التضحية بقرابين بشرية لإرضاء الآلهة من أجل حصاد أفضل.

7) صُمّمت الهندسة المعمارية للإنكا لتكون مقاومة للزلازل، وهذه من الحقائق المكتشفة المثيرة للاهتمام.