ولد بيليه أو إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو في 23 أكتوبر من عام 1940م في تريس كوراسو الواقعة في ولاية ميناس جيرايس بالبرازيل، وكان والده جواو راموس دو ناسيمنتو، المعروف باسم دوندينو، لاعب كرة قدم محترفًا أيضًا لفريق فلومينينسي، ولكنه لم يحظى بكثير من الشهرة خلال مسيرته الكروية، وكانت والدة أفضل لاعب على مر العصور تُسمى سيليست أرانتس.

تزوج بيليه من روزميري تشولبي عام 1966 وانفصلا عام 1978 وأنجبا أربعة أطفال، وهم، كيلي وكريستينا وإدينيو وجينيفر، وبعدها، تحديدًا في عام 1994 تزوج من أسيريا ناسيمنتو وأنجب منها توأمين جوسوا وسيليست، وفي عام 2016 تزوج مارسيا أوكي، سيدة أعمال من أصل ياباني.

بداية بيليه

كانت أسرة بيليه تعاني ماديًا، وذلك ما أجبره على العمل وهو في سن صغيرة جدًا حيث عمل في مجموعة متنوعة من الوظائف لمساعدة أسرته، ووجد بيليه الشاب موهبته الحقيقية في شوارع البرازيل، مما جعل والده يبدأ في التخطيط لإلحاق نجله بأحد النوادي. وذلك ما حدث عندما انضم بيليه لنادي باورو الرياضي للناشئين حيث خطف بموهبته أنظار المدرب "دي بريتو" الذي كان يتغزل بقدرات بيليه ونصح إدارة سانتوس وأوصاهم باختبار بيليه.

ووافقت إدارة الفريق على اقتراح دي بريتو ووقعت مع بيليه في يونيو 1956م، وبعد ثلاثة أشهر سجل بيليه هدفًا في أول مباراة له، وعلى الرغم من أن قلة من الناس كانوا يعرفون ذلك، أنذر هذا الهدف بالنجاح الذي سيأتي في بقية مسيرة بيليه المهنية.

صعود بيليه

بعد عام واحد فقط، تصدر بيليه قائمة الهدافين في الدوري البرازيلي وجذب أدائه انتباه المنتخب الوطني الأول البرازيلي في سن 17 عامًا فقط، وفي أول ظهور له على المسرح العالمي سجل أهدافًا مهمة في كل من نصف النهائي والمباراة النهائية لكأس العالم 1958م والتي فاز بها المنتخب البرازيلي.

وفي هذه المرحلة وصل بيليه إلى مكانة البطل الخارق في البرازيل وأصبح اسمًا مألوفًا في جميع أنحاء العالم، وكرمته الحكومة البرازيلية كونه "كنزًا وطنيًا"، مما رفع مكانته في الداخل، لكنها منعته أيضًا من الاستفادة من عروض كبرى الأندية الأوروبية.

"فاز بيلية بتسع بطولات باوليستا وثلاث بطولات ريو ساو باولو وست بطولات للدوري البرازيلي وكأس ليبرتادوريس وكأس انتركونتيننتال وكأس السوبر".

لعنة الإصابات واستمرار التألق

على المستوى الفردي، كانت نهائيات كأس العالم 1962م مُخيبة للآمال بسبب الإصابة التي تعرض لها بيليه، ولكن ذلك لم يمنع الفريق البرازيلي من الفوز بالبطولة، ولكنهم فشلوا في عام 1966 -دون نجمهم- حيث تم إقصاءهم من دور المجموعات في تلك النسخة، وبعد ذلك الوقت واصل بيليه التألق مع سانتوس.

كان بيليه هدافًا كبيرًا وغالبًا ما واجه فرقًا غيرت أسلوب لعبها للتعامل مع التهديد الذي يمثله بيليه، وعلى الرغم من ذلك، تمكن من تسجيل 60 هدفًا في موسم 1964 و101 هدفًا في العام التالي.

"حقق بيليه رقم قياسي بعدد الفوز ببطولة كأس العالم، ثلاث مرات".

الاعتزال والعودة

في عام 1970، انتشر قرار بيليه تعليق حذاءه واعتزال كرة القدم ومغادرة الملاعب بينما كان على القمة، إلا أنه تم اقناعه في النهاية بلعب كأس العالم الأخيرة مع البرازيل في المكسيك، والكثيرون يرون المنتخب البرازيلي في ذلك الوقت أفضل فريق في التاريخ؛ ساهم بيليه في فوز البرازيل بالبطولة بالأهداف والعديد من التمريرات الحاسمة وحصل على جائزة الكرة الذهبية وأعلن اعتزاله اللعب دوليًا في عام 1971م. وواصل الأسطورة بيليه تألقه مع الفريق البرازيلي سانتوس، وبعد ذلك بسنوات قليلة ودع معجبيه في سانتوس أيضًا، لكن أيامه لاعبًا لم تنته بعد.

"اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم أفضل لاعب في العالم ومنحته اللجنة الأولمبية الدولية لقب أفضل رياضي في القرن العشرين".

احتراف متأخر

على الرغم من أنه قال إنه لن يلعب إلا مع سانتوس فقط، لم يستطع رفض عرض فريق "نيويورك كوزموس" في عام 1975 في دوري أمريكا الشمالية لكرة القدم، وعلى الرغم أنها خطوة كبيرة إلى الأسفل من حيث مستوى اللعب هناك مُقارنة بالبرازيل، اعتاد بيليه على ذلك واستفاد الدوري كثيرًا من سفير اللعبة وارتفعت مبيعات التذاكر أضعاف مُضاعفة.

ولوحظ ذلك باهتمام الجمهور الأمريكي غير المعتادين على كرة القدم بحضور المباريات من أجل مشاهده الجوهرة السمراء، وقاد الأسطورة بيليه فريقه كوزموس إلى الفوز بالبطولة قبل تقاعده نهائيًا في عام 1977.

"لُعبت مباراة استعراضية لتكريم بيليه بين فريقي نيويورك كوزموس وسانتوس. وفي 13 يناير 2014 في أثناء حفل توزيع جوائز الفيفا، حصل الأسطورة بيليه على جائزة الكرة الذهبية الفخرية لمسيرته المبهرة".

الحياة بعد كرة القدم

في وقت تقاعده عام 1977، كان بيليه قد حقق أرقامًا تبدو غير قابلة للكسر، حيث سجل ما مجموعه 1283 هدفًا في 1363 مباراة، مما جعله أفضل هداف في تاريخ المنتخب البرازيلي وتاريخ الفيفا، وتمكن من تحقيق 92 ثلاثية (هاتريك) بجانب أنه سجل رقمًا قياسيًا لأكبر عدد من الانتصارات في كأس العالم، ومع ذلك لا ينبغي التغاضي عن سنواته الأولى، حيث كان بيليه الشاب متألقًا وكان أصغر لاعب يسجل ثلاثية وأصغر لاعب يسجل في المباراة النهائية لكأس العالم.

وبعد كل تلك الأرقام وفي وقت تقاعده، شارك الأسطورة بيليه في عدة حملات خيرية من أجل الحد من الفقر وحركات مكافحة الفساد وحماية البيئة، وحصل على وسام الفروسية الفخرية وشغل منصب وزير الرياضة في البرازيل وتولى منصب سفير اليونيسف للنوايا الحسنة. وبالطبع، لم يتوقف عن المشاركة في الاحتفالات والمناسبات بجميع أنحاء العالم، بما في ذلك أحداث الفيفا والاحتفالات الأولمبية.

أما بالنسبة لأولئك الذين تساءلوا عن أصل اسم بيليه، فإن الإجابة كانت بعيدة المنال، حيث زعم البعض أنها جاءت بسبب سوء نطق الجوهرة السمراء لاسم حارس مرمى يُعجب به ويدعى "بيليه"، ووفقًا لهذه الرواية أطلق عليه زملاؤه في الفريق اسم بيليه للسخرية منه ولم يستطع التخلص منه. ولم يقدم بيليه مطلقًا أي وصف نهائي لكيفية إطلاق هذا الاسم عليه، وفي الواقع ادعى أنه لم يهتم به كثيرًا، وعلى الرغم من ذلك، ومهما كان اسمه، فهو من أفضل الرياضيين على مر العصور، إن لم يكن الأفضل.