أشوكا العظيم (بالإنجليزية: Ashoka, Asoka) هو إمبراطور هندي ينتمي لأسرة موريا، والذي حكم إمبراطورية عظيمة امتدت من أفغانستان وعدة أجزاء من فارس من ناحية الغرب، حتى البنغال وأسان من الشرق، ومملكة مايسوره من الجنوب، في الفترة بين 273 ق.م حتى 232 ق.م، وعُرف بأنه واحد من أعظم الأباطرة الذين مروا على تاريخ الهند، واتخذ من ماغادا (ولاية بيهار الآن) مقرًا لإمبراطوريته وحكمه، واعتنق البوذية بعد تسببه في وفيات جماعية بعد حرب كالينجا، والتي تسبب في نشوبها بسبب رغبته في الغزو والسيطرة، فكرس نفسه بعدها لنشر تعاليم البوذية في آسيا.
اسم أشوكا العظيم ونسبه وحياته المبكرة
أشوكا فارذانا بن بندوسارا بن تشاندرا جوبتا أعظم ملوك الهند، والشهير بأشوكا العظيم، هو إمبراطور ينتمي لأسرة موريا الهندية، ولد عام 304 ق.م في باتاليبوترا، وهو ابن كل من الملك بندوسارا ودراما المرأة العادية التي تنتمي للعامة، وتلقى أشوكا تعليم جيد جدًا على مدار 10 سنوات، ونشأ شابًا جريء وقاسي إلى حد ما، لكنه كان مولعًا بالصيد إلى حد كبير، وتقول إحدى الأساطير إنه قتل أسدًا باستخدام عصا من الخشب فقط.
وكان لديه عدد من الإخوة غير الأشقاء، لذا فإن فكرة توليه الحكم كانت مستبعدة، وبسبب شخصيته القوية هذه خاف إخوته غير الأشقاء منه، لا سيما بعد أن استطاع إقناع والده أن يوليه جنرالًا على الحدود البعيدة لإمبراطورية موريان، وأثبت جدارته هناك بالفعل بعد أن استطاع قمع تمرد نشب في مدينة بنجابية تدعى تاكسيلا، وذهب لمدة عامين إلى دولة كالينجا، وهناك وقع في حب فتاة من العامة تدعى كاوروكي وتزوج منها.
وبعد نشوب انتفاضة في أوجاين، استدعى الوالد ابنه أشوكا لمساعدته على قمعها، ونجح أشوكا في ذلك بالفعل لكنه تعرض لإصابة خطيرة في أثناء القتال، واعتنى به عدد من الرهبان البوذيين سرًا حتى لا يصل الخبر إلى أخيه الأكبر، وفي هذه الفترة اعتنق أشوكا البوذية وتبنى مبادئها، ووقع خلال هذا الوقت في حب امرأة تدعى ديفي، والتي اعتنت به أيضًا في فترة إصابته، وتزوج منها في وقت لاحق
فترة حكم الإمبراطور أشوكا العظيم
عندما توفى الإمبراطور بندوسارا عام 275 ق.م قامت حرب على من يملك الحق في السيطرة على الحكم بين أشوكا وإخوته غير الأشقاء، وتقول بعض النظريات إن أشوكا قتل العديد منهم لتولي الحكم، بينما تقول بعض المصادر الأخرى إنه قتلهم جميعًا، وفي كل الأحوال استطاع أشوكا أن يتولى الحكم ليصبح ثالث حاكم يتولى حكم الإمبراطورية الموريانية، وبسبب خبرته في إدارة عدة أجزاء من المملكة في حياة والده، اكتسب خبرة كبيرة مكنته من الحكم القوي والقدرة على الحفاظ على وحدة المملكة وتوسيعها وإقامة علاقات جيدة مع الرعية.
وتميزت الثماني سنوات الأولى من حكمه بالحروب المتواصلة على المناطق المجاورة لتوسيع الإمبراطورية التي أصبحت تشمل معظم أجزاء القارة الهندية والمناطق الحدودية في إيران وأفغانستان وبنغلاديش وبورما، وبحلول عام 265 ق.م شن أشوكا حربًا على كالينجا، بالرغم من أنها كانت موطن زوجته الأولى كاوروكي وعلى الرغم من أن كالينجا قاومت بشدة وشجاعة، خضعت في النهاية لسيطرته، وقاد أشوكا هذه الحرب بنفسه، لكنه عندما خرج للمدينة في صباح اليوم التالي لامس الأضرار الفظيعة التي تسبب فيها من تدمير وهدم للمنازل وآلاف الجثث الملقاة في الشوارع للجنود والمدنيين، فمرض وحزن حزنًا شديدًا وتحول إلى شخصية أخرى تدعو لتعاليم البوذية والرأفة والرحمة واللاعنف.
مراسيم أشوكا العظيم
رغبة من أشوكا في أن تنشر أفكاره ومبادئه، كتب سلسلة من المراسيم شرح فيها سياساته وآماله وتطلعاته ودعا فيها الآخرين لاتباع مبادئه المستنيرة، ونُحتت هذه المراسيم على أعمدة حجرية بارتفاع 12 إلى 15 متر ووُزعت على أطراف الإمبراطورية ووُزع البعض منها في قلب المملكة أيضًا، وفي هذه المراسيم كان أشوكا يتعهد على نفسه برعاية شعبه مثل الأب، ودعا الممالك الأخرى من حوله بأنه لا داعي للخوف وأنه لن يستخدم العنف أبدًا، بل سيعتمد على الإقناع واللين.
ودعا لاحترام المخلوقات الأخرى والحيوانات والكائنات الحية بصورة عامة، وحث الناس على اتباع نظام غذائي قائم على النباتات، وحظر الصيد وحرق الغابات والنفايات، ووضع قوانين رحيمة في التعامل مع المجرمين، وحرم عقوبات مثل التعذيب واقتلاع العيون والإعدام، ودعا لممارسة القيم البوذية وحث شعبه على احترام أديان الآخرين.
وفاة الإمبراطور أشوكا العظيم
ظل أشوكا يحكم الإمبراطورية منذ عام 265 ق.م حتى وفاته عام 232 ق.م عن عمر يناهز 72 عامًا، وسلمت جثته لمراسم حرق الجثث الملكية لحرقها، واستمرت إمبراطوريته لمدة 50 عامًا بعد وفاته، ثم بدأت في الانهيار تدريجيًا.
أجمل أقوال الإمبراطور أشوكا العظيم
للإمبراطور أشوكا العظيم العديد من الأقوال الخالدة، ومن أجمل هذا الأقوال والاقتباسات ما يأتي:
- من يوقر طائفته، في حين يستخف بطوائف الآخرين بقصد تعزيز مجد طائفته، فإن هذا السلوك يلحق أشد الأذى بطائفته.
- لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر إذا كان يهدف إلى جعل الأمور أسهل – وبدلًا من ذلك يجب أن يهدف إلى جعل الناس أقوى.
- أتمنى أن يتحد أنصار جميع المذاهب في جميع البلدان ويعيشوا في كيان مشترك، للجميع على حد سواء السيادة المعترف بها على الذات ونقاء القلب.
- يحرم استنكار الطوائف الأخرى، فالمؤمن الصادق يكرّم كل ما فيها مما هو جدير بالكرامة.
- فليستمع الجميع، وكن على استعداد للاستماع إلى العقائد التي يعتنقها الآخرون.