الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان له دور رئيسي وكبير في توحيد الدولة وتأسيس أول دولة اتحادية عربية حديثة وذلك في 2 ديسمبر 1971م.
الولادة والنشأة
ولد الشيخ زايد في عام 1918م في أبو ظبي، وكان الابن الأصغر للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان حاكم أبو ظبي، وفي الوقت الذي ولد فيه الشيخ زايد كانت الإمارة بدائية وفقيرة، يعتمد اقتصادها بالدرجة الأولى على صيد الأسماك والغوص للبحث عن اللؤلؤ وعلى بعض الزراعات البسيطة في الواحات المتوزعة في مناطقها المختلفة، واقتصر التعليم على دروس القراءة والكتابة إلى جانب تعليم القرآن الكريم من بعض رجال الدين المحليين، أما وسائل النقل فكانت محصورة بالجمال والقوارب، وكانت قسوة المناخ تشكّل تحديًا كبيرًا أمام سكان الإمارة، أما بالنسبة لحياة الأسرة الحاكمة فلم تكن أفضل بكثير من حياة بقية أفراد الشعب.
ممثل لحاكم المنطقة الشرقية
في عام 1946م عُيّن الشيخ زايد ممثلًا لأخيه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان في المنطقة الشرقية، وأمضى عشرين عامًا في هذا المنصب، ترك خلالها بصمة شهد لها الجميع، حيث كان القائد القدوة حسن السيرة والسلوك، لذلك حصل على شعبية كبيرة بين أفراد الشعب، فهو كان يحترم الجميع ويحرص على الاستماع لكافة قضايا رعاياه وكانت قراراته قائمة على إجماع مختلف قبائل المنطقة، وكثيرًا ما كان يسافر إلى مختلف المناطق للاطلاع على احتياجات الناس ومتطلباتهم، وكان يشرف بنفسه على تنفيذ الإصلاحات العامة والخاصة، وكان الشيخ زايد مثالًا للرجل الكريم الشهم.
حاكم أبو ظبي
أدى اكتشاف البترول في نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى إحداث تغيير جذري في اقتصاد إمارة أبو ظبي، وكان ذلك بداية تطورها وازدهارها، وعندما بدأت الإمارة في تصدير النفط عام 1962م برزت الحاجة إلى ضرورة إيجاد إدارة ذكية وبارعة للاستفادة من عائدات النفط بالطريقة الأمثل، وكان الشيخ زايد هو الرجل الأنسب لهذه المهمة، فاختارته عائلة آل نهيان بالإجماع ليكون حاكم للإمارة في 6 أغسطس 1966م، وبالفعل بدأ الشيخ زايد في تنفيذ إصلاحات كبيرة في أبو ظبي، بما في ذلك الصحة والتعليم والتنمية الحضرية والإسكان العام، ووضع استراتيجية لتطوير الإمارة وحرص على مشاركة شعبه في ذلك، وبعد عدة أيام من توليه منصبه شكّل حكومة رسمية حديثة وعهد إليها مهمة تسيير شؤون الدولة وجلب الخبرات الأجنبية لِما فيه مصلحة الإمارة.
رئيس دولة الإمارات
عندما أعلنت بريطانيا نيتها سحب قواتها من شرق قناة السويس في عام 1968م أخذ الشيخ زايد خطوة غيرت مجرى تاريخ الدولة تمامًا، حيث أجرى اتفاقية السميح التي تمّ من خلالها مناقشة توحيد الإمارات السبع مع البحرين وقطر، إلا أنّ البحرين وقطر ما لبثتا أن أعلنتا استقلالهما، وأصبحت الإمارات السبع موحدة تحت اسم "الإمارات العربية المتحدة" وذلك في 2 ديسمبر 1971م، وانتخب الشيخ زايد بالإجماع أول رئيس للدولة لمدة خمس سنوات، وأُعيد انتخابه عدة مرات إعرابًا من المجلس الأعلى للاتحاد عن ثقته العالية به رئيسًا ناجحًا وبارعًا.
مجلس التعاون الخليجي
كان الشيخ زايد يمتلك قناعة قوية بفوائد التعاون الوثيق المتبادل بين كافة دول الخليج، لذلك سعى لتحقيق هذه الرؤية من خلال تأسيس مجلس التعاون الخليجي، ونجح في الجمع بين دول الخليج بالفعل، التي يجمعها في الأساس اقتصاد متشابه وتاريخ قبلي اجتماعي مشترك، وبذلك أنشأ الشيخ زايد كيان سياسي إقليمي رسمي يجمع الدول الخليجية، ووقع على ميثاق دول مجلس التعاون الخليجي، والذي يقوده رؤساء الدول الأعضاء، وهي الكويت والبحرين وعُمان والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وعُقدت القمة الأولى للمجلس في أبو ظبي في 25 مايو 1981م.
الوفاة
توفي الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2004م عن عمر يناهز 86 عام، وكان يعاني من مرض السكري ومشاكل في الكلى، ودفن في باحة مسجد الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي، وتولى ابنه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الحكم من بعده، وسار على خطى والده لِما فيه مصلحة دولة الإمارات العربية.
4 من أعظم إنجازات الشيخ زايد
استمرت مسيرة الشيخ زايد في قيادة شعبه نحو 33 عام، كان خلالها صاحب الرؤية الثاقبة والقلب الكريم، ومن أبرز الإنجازات التي حققها لبلده في هذه الفترة ما يلي:
- إنشاء المرافق السكنية والمدارس والخدمات الصحية والمطارات والموانئ والطرق والجسور
كلّف الشيخ زايد حكوماته المتعاقبة ببناء المرافق السكنية الأساسية والمدارس وتعزيز الخدمات الصحية وبناء ميناء ومطار وطرق حديثة.
- المساعدة الخارجية للمحتاجين
كانت دولة الإمارات تحت قيادة الشيخ زايد سبّاقة لتقديم يد العون والمساعدة للشعوب الأخرى، إلى جانب الحرص على رعاية مواطنيها والحرص على رفاهيتهم.
- تمكين المرأة الإماراتية
سعى الشيخ زايد دائمًا إلى تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجتمع في كافة المجالات بما في ذلك الاجتماعية والاقتصادية.
- تحسين مستوى معيشة أفراد الشعب
استطاع الشيخ زايد توفير أفضل المستويات المعيشية لأفراد شعبه بما يضمن لهم المزيد من التقدم والازدهار الاجتماعي والاقتصادي.